لا يخفى على احد إن مسعود بارزاني &لديه الكثير من المستشارين والخبراء والاصدقاء الاجانب (فئة&ثقيلي الظل)،&الذين لا يشعرون بالذنب او المسؤولية ولايفكرون بان وجودهم يضر ولاينفع شعب كوردستان،&على سبيل المثال: السفير الأميركي الأسبق في العراق، زلماي خليل زاده، والاكاديمي الفرنسي برنار هنري ليفي والذي كان أحد المراقبين الدوليين على إستفتاء أقليم كوردستان ، وهو صاحب مقولة (كوردستان ستكون ثاني ديمقراطية بالمنطقة)، والوزيرالخارجية الفرنسية الاسبق برنار كوشنير&الذي كان مراقبا ايضا على سيرعملية إستفتاء إستقلال كوردستان ووصف يوم الإستفتاء بـ(يوما عظيما ) وطلب من امريكا والدول الاوروبية مراجعة مواقفهم تجاه عملية إستفتاء الشعب الكوردستاني على الإستقلال&, والجنرال الأميركي المتقاعد، بيتر غولبريث&واخرين&الذين ليس فقط شجعوا وحرضوا البارزاني على إجراء الإستفتاء&حول إستقلال كوردستان&&في 25 ايلول 2017 &وسط رفض إقليمي ودولي ورفض الحكومة المركزية في بغداد, وأنما وصفوا البدائل التي قدمها المجتمع الدولي لتاجيل (الإستفتاء) بانها غيرمقنعة ولا توجد فيها الضمانات المطلوبة التي تلبي مطالب شعب كوردستان.&

بداية لتأسيس دولة يعتبرها الكورد حلمهم وحقهم التاريخييّن :&

في 15 ديسمبر 2016 انطلقت في مدينة&(دهوك)&أعمال مؤتمر كان الاول من نوعه واستمر ليومين ,حمل المؤتمر عنوان( إستقلال كوردستان... المعوقات والفرص) ، نظّمته الجامعة الأميركية بمشاركة عددٍ من الشخصيات العراقية والاجنبية والإقليمية التي شددت على ضرورة (إنفصال إقليم كوردستان )، بينهم وزير الخارجية الفرنسي الأسبق (برنارد كوشنير) و السفير الأميركي الأسبق في العراق (زلماي خليل زاد)&.
وفي الندوة الأولى بعنوان (القانون الدولي وحق تقرير المصير للشعب الكوردي)، قال وزير الخارجية الفرنسي الأسبق ( كوشنر): ( يجب إعلان إستقلال كوردستان، هذا هو الوقت الذي يجب فيه رفع الحدود والاعتماد على الكثير من الأشخاص المتطوعين) ..!
أما السفير الأميركي الأسبق في العراق زلماي خليل زاد، فقال في الكلمة التي ألقاها بالمؤتمر: &( الكورد &يستحقون الإستقلال وأن تكون لهم دولتهم المستقلة، لكن بسبب المشاكل الداخلية وبعض الظروف الإقليمية لم تصل قضية الإستقلال إلى تلك المرحلة التي ينتظرها أغلب الأكراد ويصلّون لأجلها ) .
ونفس هؤلاء الاشخاصالذين&شاركوا في مؤتمر(إستقلال كوردستان ) وكانوا متحمسين لفكرة إنفصال إقليم كوردستان اكثر من اصحاب القضية ,&دفعو البارزاني&&إلى حرب خاسرة وغير محسوبة النتائج&بعد عام من انعقاد المؤتمر المذكور وشجعوه&سراً وعلانيةً&على الإنفصال وكانوا يهمسون له محذرين من التراجع في قراره رغم التحذيرات الدولية والإقليمية والمحلية (لتاجيل&موعد الإستفتاء&وليس إلغائه ), وفي الاخير راينا ماذا حصل لشعب إقليم كوردستان بعد&أن تحدى البارزاني المجتمع الدولي ودول الجوار وبتشجيع من مستشاريه الذين&اشاروا على بارزاني إجراء الإستفتاء&في موعده المحدد دون اي اعتبار للمخاطر المتوقعة&( بحجة إن&الدول&المعارضة لإجراء الإستفتاء حول إستقلال الإقليم لم تقدم بديلا عنه)&, والحق يقال&,لولا دبلوماسية رئيس حكومة الإقليم( نيجيرفان بارزاني ) بعد إجراء الإستفتاء لما بقى شيء اسمه ( إقليم كوردستان ) .

خسارة الرهان&على&ترشيح ( فؤاد حسين )&:&

في 23 سبتمر 2018 خسر بارزاني الرهان مرة ثانية بعد ان رشح السيد (فؤاد حسين لمنصب رئيس الجمهورية ) شخصيا وبتشجيع ايضا من مستشاريه واصدقائه المقربين ومنهم( برنارد كوشنير) الذي&صرح&لوسائل الإعلام&الكوردستانية&وقال : ( ان &فؤاد حسين هو “افضل مرشح” لمنصب الرئاسة العراقية, واضاف : لقد كنت دائماً الى جانب فؤاد حسين , إنه رجل ذكي للغاية وله معرفة بالعالم الدولي) ..

وجود هؤلاء المستشارين في المشهد السياسي اَضر بقضية الشعب الكوردستاني&:&

اعتقد جازما&أن&الكثير من&هؤلاء المستشارين&والخبراء الاجانب الذين يحيطون&دوماً&&ببارزاني&ويؤثرون عليه بشكل سلبي في إتخاذ قراراته المصيرية&أصبحوا عبئاً&على الإقليم وعلى البارزاني&شخصيا , إضافة إلى انهم &لم يقدموا&المشورة&اللازمة والصحيحة الدقيقة لإعانة البارزاني&على إدارة شؤون الإقليم&خلال السنوات الماضية , حتى اصبح (وجودهم لا يفيد بشئ وغيابهم لا يغيرمن الامر شي ,او بالاحرى وجودهم يضرولا ينفع )&.

وعليه يرى مراقبون إن هؤلاء المستشارين&والخبراء الاجانب الذين يحيطون&دوماً&&ببارزاني هم السبب الرئيسي في فشل مشاريع البارزاني السياسة وقراراته المصيرية بعد ان ورّطوه لاكثر من مرة &خلال عام واحد ( مرة عندما نصحوه بعدم تأجيل&موعد&الإستفتاء على إنفصال اقليم كوردستان&وكانوا متحمسين اكثر من بارزاني)(1 ) ,وثانية عندما شجعوه وساندوه بقوة لترشح رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان&&(فؤاد حسين لرئاسة جمهورية العراق )(2 ) ونصحوه &بعدم سحب مرشحه&في لعبة كانت اصلاً&(محسومة ومفبركة النتائج في أقبية السفارة الإيرانية في بغداد&بمباركة&امريكية ), ويرون&ايضأان كثرة&المستشارين في رئاسة الإقليم ادى&الى غياب هيبة مؤسسات الإقليم ومنها المؤسسة التشريعية .&

نهاية القول &:&فشل مشروع بارزاني السياسي&مرتين ,فشلاً ذريعاًوعميقأ خلال عام واحد بسبب&

حماقة وغباء وضيق افق وقصرنظرمستشاريه في فهم ما يدوربين الاحزاب الكوردستانية (الاخوة الاعداء )من جهة , وفي المنطقة من جهة ثانية&, ولكن الفشل الثالث&قد&يكون قاصماً&وحاسماً&وقاتلاً&,&وعليه من الضروي أن &يعيد البارزاني النظرفي مشاريعه وخططه واوراقه بأسلوب علمي&واقعي بعيد عن العاطفة&والخيال, لأن تجربة (الإستفتاء وحسم منصب رئاسة الجمهورية لصالح مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني ) اثبتت من جديد أنه&:&من الغباء أن&تواجه الأمواج المتلاطمة&(الاقليمة والدولية والمحلية ) وتسبح&عكس التيارعندما يكون أمامك خيارات أفضل , اُضيف إلى ذالك , أن العراق قائم على احتياج البعض للبعض ولن يعيش احدا فيه بمفرده , على الاقل في المستقبل القريب . &

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ راجع تصريحات زلماي خليل زادة خلال مقابلة مع صحيفة "خبر ترك" التركية في 3 ايلول 2017 وتصريحات &كل من (برنار هنري ليفي وكوشنير&)قبل وبعد اجراء الإستفتاء .&

2 ـ قال بارزاني في بيان مقتضب نشر في يوم الاثنين 24 ايلول 2018 : &( انا من اختار فؤاد حسين كمرشح لتسنم منصب رئيس الجمهورية، مشيرا الى ان "الحزب الديمقراطي الكوردستاني سيدعمه بكل طاقته، ونتمنى له الفوز )&كما صرح (فؤاد حسين) بأول تعليق بعد ترشيحه رسميا لمنصب رئيس الجمهورية وقال نصا : (ان زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود البارزاني , طلب مني رسميأ تسميتي مرشحا عن الحزب لرئاسة جمهورية العراق&واشار إلى &ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعمل على انجاحه ,وإن زيارة رئيس حكومة إقليم &كوردستان &نيجيرفان بارزاني إلى بغداد كانت بهذا الغرض).