لن ننساك:&

عنوان هذا المقال مقتبس من عنوان النص الذي كتبه الزميل والصديق الشهيد الصحفي ( كاوا كرمياني )(1) قبل اغتياله في مساء يوم الخميس المصادف 5/12/2013 , وأمام منزله في مدينة ( كلار )الواقعة إلى الجنوب من مدينة السليمانية, &بعد ان يأس جلادوه من احتواء&مجلته و&شراء ذمته ....

قبل اغتياله بايام معدودة كتب الزميل الشهيد (كرمياني) في نهاية رسالته &: ( لايمكن ارجاع مشاكل الفساد الإداري الى موظفي الإقليم الذين لا تغطي رواتبهم رمق العيش , بل يقع اللوم على (حيتان الفساد ) فليس من المعقول التوقع باستاقامة الظل اذا كان العود أعوجأ )..

.وبعد نشر هذه الكلمات &(هددوه بالقتل ) عبر الهاتف المحمول وقالوا له : (&حضر كفنك&يا ابن الكلب&) ,الا ان (كرمياني )&أبى الاستسلام&ووعد بنشر تحقيق استقصائي في مجلته ( رايل ) عن الفساد وتهريب النفط الخام في منطقة (كرميان ) ونشر&اسماء المفسدين والمتورطين بسرقة قوت المواطن &ردا على تهديدهم.&

ولكن قبل اصدار المجلة ونشر&الوثائق عن السرقات ونهب النفط واسماء (الحيتان الحزبية &المتنفذة ) والمتورطة في هذه السرقات, &إغتالوه امام انظار والدته وزوجته الحامل ( شيرين امين ) التي عاشت يتيمة بعد ان انفل النظام العراقي البائد عائلتها وقتل والدها&.

الاسباب التي ادت&إلى أغتيال (كاوا كرمياني ):&

هناك اسباب كثيرة ادت الى إغتيال الصحفي (كاوا كرمياني )من اهمها :&أولاً&, ملاحقة كبار المفسدين ( المتنفذين الحزبيين ), حيث قام (كرمياني) من خلال مجلته ( &رايل) بفضح مسؤولين حزبيين كبار(وبالاسماء ) الذين كانوا ينهبون &ويسرقون النفط ويتلاعبون بقوت الشعب في منطقة كرميان &المغدورة والمحروقة بسموم صدام حسين ,ثانياً,&&رفع دعوى قضائية&ضد&احد&المتنفذين في منطقة كرميان بعد ان اعتدى عليه وهدده بالقتل&,&&ثالِثاً&,&رصد&وتوثيق&المضايقات الامنية والحزبية والإنتهاكات&الواقعة على حرية&الإعلام&في&الإقليم . &

لم يتغيير اي شيء:&

خلال سنوات الماضية طالبنا وبالحاح من الجهات المعنية في إقليم كوردستان توفير المناخ الملائم لعمل وسائل الإعلام الكوردستانية بحرية كاملة ودون أي معوقات، وذالك من أجل إيصال الحقيقة كما هي ونقل هموم ومعاناة المواطن الكوردستاني&المعيشية والخدمية&، مشددين على ضرورة الإستفادة من كافة الأدوات الإعلامية المتوفرة لخدمة المواطن المغلوب على امرة ، وتعزيز العمل في نقل هموم المواطنين في كافة جوانب الحياة والإجابة على تساؤلاتهم من خلال التواصل مع الجهات المختصة.

ولكن دون جدوى, &فقبل &اسبوع بالتمام والكمال &وفي تصرف ينم عن إستهتار وإستقواء بالنفوذ والموقع الحزبي&، وخصوصا بعد قيام احدى الفضائيات الكوردية&ومن خلال برامجها، بأيلاء اهتمام كبير بمشاكل طلاب الاقسام الداخلية في جامعة السليمانية ، تم استدعاء كوادر الفضائية ( 6 &)مرات للتحقيق معهم بقضايا سابقة من قبل الامن ( الاسايش ) , كما تم فتح ملفات شكاوى ضد فضائية اخرى ، إضافة إلى &الملاحقات والتهديدات العلنية والسرية من قبل ( الحيتان الحزبية المتنفذة )&ضد بعض &الصحفيين&&والعاملين في المجال الاعلامي) ( راجع تقرير مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين الصادر&في&27&تشرين الثاني 2018)(2 ) &&

اخيرا وفي الذكرى السنوية لإغتيال الزميل &(كاوا كرمياني) الذي دفع حياته&ثمن&تمسكه بالقلم الحر&والكلمة الحرة , أقول&&:&صدقت ايها القديس : حقا&..لا&يستقيم الظلُّ&والعودُ أعوجُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ (كاوا كرمياني ): مواليد 1981 صحفي متخصص بالتحقيقات في قضايا الفساد المالي والإداري في إقليم كوردستان ورئيس تحرير مجلة (رايل&Rayel -&) الشهرية في (كلار)، ومراسل اذاعة ( ازادي ) التابعة للحزب الشيوعي الكوردستاني في كرميان وناشطا في عدد من منظمات المجتمع المدني في قضاء كلار- السليمانية، عُرف بكتاباته الجريئة والموضوعية التي &تلامس هموم المواطن و تكشف قضايا الفساد في المؤسسات الحكومية في الإقليم وبـ(الاسماء)&.&

2ـ &مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين تاسس عام 2009 من قبل معهد صحافة الحرب والسلام&IWPR&في السليمانية. منظمة مجازة من قبل حكومة الاقليم. وسبق ان اصدرسبعة& تقارير سنوية حول اوضاع العمل الصحفي في اقليم كوردستان. له ممثليات في جميع مدن الاقليم. يعمل حاليا بشراكة مع منظمة دعم الاعلام العالمي&(IMS)&لاعداد تقرير شامل حول اوضاع حرية الصحافة في اقليم كوردستان لعام 2018.لقد ساهم مركز ميترو هذا العام في مشروع العمل على انهاء ظاهرة (الافلات من العقاب)، الذي تبنته واعلنت عنه المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة& (UNESCO).&ويساهم مركز&(METRO)&في المشروع بالتعاون مع المنظمة الدولية لدعم الاعلام العالمي&(IMS).