حلت في الأول من&فبراير الجاري،&الذكري الأربعين للثورة الإسلامية التى انهت فترة الخمسة عشر عام التى قضاها الإمام&آية الله&الخميني قائد الثورة الإسلامية الإيرانية بالمنفي&..&واعادته&برفقة مجموعة من رفقاؤه الذين كانوا معه&إلي إيران من العاصمة الفرنسية في مثل هذا اليوم من عام 1979..&

هذه العودة مثلت انتصاراً مدوياً&للثورة الإسلامية&الإيرانية&.. شاركت فيه جموع الشعب الإيراني بكل فئاته.. قيل&وقتها&ان عدد المستقبلين فاق رقم&الستة ملايين&مواطن كان من بينهم عدد كبير من النساء&.. ولأن العدد لم يكون متوقعا بهذه الكثافة،&ضاع جهد&"&الشرطيين الإسلاميين&" الذين تشكلوا علي جناح السرعة، وأوكل&إليهم تنظيم التظاهر&وحماية المتظاهرين..&

الرقم لم يكن متوقعا.. لذلك فقد الجهد الذي خطط للحفاظ علي الشكل العام وحماية القائد قدراته&حيث إختفت تماما السيارة الصغيرة التي كانت تحمل القائد بعد بضعة دقائق&علي أثر&خروجها من مطار طهران الدولي..&

وسط هذا التخبط كانت&الأصوات&تعلو ووصتعد&بهتافات تدور في اطار واحد.. الخميني اهلاً بك في بردك.. الله اكبر.. الخميني&الخميني..&

لكن الشعار الذي تحقق بعد&أيام قليلة كان يقول " عودتكم تعني&إعلان الجمهورية الإسلامية " الأمر الذي&رتب لوضع نهاية&بلا رجعة&لفترة حكم الشاه الذي رحل عن إيران قبل وصول الطائرة البوينج 747 التى كان تقل الخميني ورفقاه&بفترة قصيرة&..&خاصة وانه تزامن مع سحب واشنطن لدعمها لرجلها في الخليج&مما دفعه إلي الرضا بما وقع عليه والتوجه للبحث عن متوي له بعيدا علي وطنه..&

قال الإمام الخميني في أول تعليق له&" النضال لم ينته.. رحيل الشاه ليس سوي الشق الأول من الطريق الواجب اتباعه ".. وفي تنديده بعدوه الأول قال القائد " الشاه دمر كل شئ.. ثقافتنا وجامعاتنا والاقتصاد والزراعه ".. ووعد بالقول " سنهدم النظام الذي اقامه، ونبني بدلاً منه نظام إسلامي حقيقي "..&

في الذكري&الأربعين..&

إعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء 30 يناير الماضي في كلمته&–&بهذه المناسبة -&من أمام ضريح الإمام بالمصاعب&الجمة&التى يواجهها الإقتصاد الإيراني.. ولكنه&أرجع ذلك&،&إلي الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة وأتباعها ضد الشعب الإيراني&لكسر إرادته&.. وفي الوقت الذي&نفي&فيه أن يكون لحكومته دور في ذلك&،&ناشد طوائف الشعب&أن لا توجه اللوم إليها.. وأكد&أنها تعمل بكل طاقتها للخروج من الأزمة خاصة بعد&أن تذبذبت قيمة الريال الإيراني في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ..&

الحقيقة التي لا مراء فيها..

أن&الحالة الإقتصادية&" الصعبة "&هذه ليست وليدة اليوم، بل نتيجة مباشرة لعدة عوامل&ترجع في معظمها إلي نهج السياسات الإيرانية التى سارت فيها حكومات ما بعد الثورة&الإسلامية&بهدف التحول&من قوة محلية&إلي قوة إقليمية تنافس القوي الأخري الموجودة علي الساحة..&

هذه المنافسة التى بدأت منذ&أربعين عام تحت شعار&"&تصدير الثورة الإسلامية&"&إلي الآخرين جعلت طهران تلتفت إلي الخارج المحيط بها بهدف غزوه بشكل مباشر و غير مباشر&..&

ما الذي شجع طهران علي اتخاذ هذا النهج ؟؟..&

شجعها بكل قوة نموذج الهيمنة الذي فرضته&علي الوطن العراقي&!! والتي&جاءت بنتائج لم يكون قادة الثورة الإيرانية يتوقعونها بهذه الكيفية.. نعم كانوا يدعمون القوي المعادية لصدام حسين بالمال والسلاح ويروجون لولاية الفقيه !! ولكن ان يقع الوطن والمجتمع في العراق بين ايدي&"&الثورة&الإسلامية "&ويٌخضع لطهران إلي درجة التحكم في تشكيل كيانه السياسي ومستقبل علاقاته داخليا وخارجيا.. لم يكن متخيلاً&إلي هذه الدرجة..&

وجاءت تجربتها في لبنان، معززة لهذا النموذج..&

حيث كونت اول تشكيل " شيعي " لما سمته بعد ذلك بـ " حزب الله " في الجنوب اللبناني بعنوان " محاربة العدو الصهيوني ".. والذي تطور في سنوات معدودة لأن يصبح المحرك الفعلي للأحدث الداخلية والخارجية علي مستوي الساحة اللبنانية !! وآخرها تأجيل تشكيل الحكومة اللبنانية منذ مايو 2018 إلي الأيام الأخيرة من شهر يناير الحالي&.. ومن هناك انطلقت إلي سورية لخلق نفس النموذج..&

النموذجين العراقي واللبناني فتحا شهية طهران للدخول إلي اليمن..&

أولا لمنازلة السعودية في خاصرتها الجنوبية، انتقاما من موقفها من المعادي لنظام حكم بشار الأسد في دمشق..&

وثانيا لأمتلاك ناصية السيطرة ولو جزئياً&علي&مضيق باب المندب لمناوشة الأسطول الأمريكي في هذه المنطقة !! علي&أمل&أن تساوم بتواجدها هناك&لرفع&مسلسل العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن&..&

وغير ذلك كثير..&

كافة هذه النماذج وما تحتاجه من آليات سياسية وعسكرية ودعائية، اثقلت كاهل ميزانية&" دولة الثورة&الإيرانية&الإسلامية "&المثقلة بما فيه الكفاية بما يفرض عليها من عقوبات من ناحية وبما تحتجزه لتوفير لدعم لبرنامجها التسليحي من ناحية أخري سواء كان في شقه المتعارف عليه او في جانبه النووي..&

من هنا جاءت مصداقية الأزمة الإقتصادية التى تعيشها إيران، بينما تحتفل بذكري مرور اربعين عام علي ثورتها الإسلامية.

[email protected]