رغم ما افرزته الأزمة السورية الراهنة من&(أحزاب وتشكيلات سياسية)&عربية ، بقي&(حزب البعث&العربي)&، يستقطب (ابناء القبائل والعشائر العربية)،&حتى وبعد تهميش دور البعث في&الحياة السياسية و اهتزاز أركان حكمه. بالنظر لثقلها&البشري- تشكل العشائر العربية غالبية سكان الجزيرة السورية-&و(منظومة القيم والتقاليد الاجتماعية والقبلية)&التي &تقوم عليها،&لا يمكن&لأي قوى&(سياسية أو عسكرية)،&راغبة بحكم&منطقة&الجزيرة،&أن&تتجاهل&أو&تتجاوز&رغبة وارادة&المكون العربي.&واقع يفسر&تنافس كل من&" قوات سوريا الديمقراطية"&و"النظام&السوري"&على&استمالة&القبائل والعشائر العربية&الى جانبه&والعمل على&تعبئتها&وحشدها&ضد الطرف الآخر&،استعداداً لمعركة محتملة بينهما، على من يجب أن يحكم هذه المنطقة الحيوية من سوريا (شرق الفرات) ،بعد خروج القوات الأمريكية منها، وربما قبل خروجها.&جدير بالذكر، أن&قرى&عربية عديدة&في ارياف&ديرالزور شهدت احتجاجات غاضبة&على سياسيات وممارسات&"قوات سوريا الديمقراطية"، المُقادة كردياً.&تراوحت مطالب المحتجين بين (السياسية والمجتمعية والخدمية).&(حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي،المهيمن على المنطقة&(سياسياً وعسكريا)،&بدأ&يدرك&خطورة الموقف وجسامة التحديات التي تواجه سلطته ووجوده في مناطق&(ريفية قبلية عربية)،&على مدى السنوات الماضية ، شكلت&الحاضنة الاجتماعية لـ&(تنظيم الدولة الاسلامية- داعش).&اليوم&،وقد أختفى&(&داعش)،&لا يُخفي(سكان&هذه المناطق) ولائهم ودعمهم&للنظام السوري.&ثمة من يرى، بأن (امريكا وحلفائها)&يبالغون&في المخاوف من خطر "الخلايا النائمة" لداعش، لإبقاء أهالي الجزيرة&في ( رعب) دائم من عودة (إرهاب داعش)، و للحفاظ على وحدة وتماسك "قوات&سوريا الديمقراطية"، هذا التحالف الهش، تشكل&بدعم ورعاية أمريكية،&في إطار&الحرب على داعش، من&فصائل وتشكيلات عسكرية،&مختلفة (قومياً ، دينياً ، سياسياً ، قبلياً )،&تقوده&"قوات حماية الشعب الكردية" ،الجناح العسكري، لـ(حزب الاتحاد الديمقراطي).

لأجل احتواء&نقمة العشائر العربية &والتخفيف من حالة الاحتقان في المجتمعات &العربية في منطقة شرق الفرات ،&سارع&"مجلس سوريا الديمقراطية"&،الجناح السياسي،&لـ"قوات سوريا الديمقراطية"&،الى تنظيم "ملتقى للعشائر العربية"،&3 ايار الجاري في&بلدة&(عين&عيسى)&بريف الرقة،&تحت شعار&"العشائر السورية تحمي المجتمع السوري وتصون عقده الاجتماعي"..&رغم تأكيد المشاركون في بيانهم الختامي&على &"وحدة سوريا وسيادة شعبها، وإنهاء كافة الاحتلالات التركية للمناطق السورية&" ،&الملتقى&أثار انتقادات حادة&من قبل&النظام السوري وحليفه الروسي.&دمشق وصفته بـ"التقاء العمالة والخيانة والارتهان".&النظام السوري ،الذي سلم معظم محافظة الحسكة لـ(حزب الاتحاد الديمقراطي)، يرى اليوم بأن هذا(&الحزب&الكردي) تمرد&عليه وخان (الوديعة)،بتحالفه مع الامريكان، بعد نشرهم لقواعد عسكرية في منطقة الجزيرة، وجعلها "محمية أمريكية" ممنوع على قوات النظام (الجيش السوري) الدخول اليها. &عجز النظام وحلفاءه عن مواجهة الامريكيين عسكرياً ، دفع بهم الى&خيار" المقاومة الشعبية"، لطردهممن سوريا.&يبدو أن هذه المقاومة بدأت بالفعل.&حيث من حين لآخر تُستهدف&دوريات لجنود أمريكيين وغربيين ولـ "قوات سوريا الديمقراطية" في منبج وشرق الفرات، بقنابل وسيارات مفخخة وكمائن،&وأحياناً بانتحاريين. بغية&حشد العشائر والزج بأبنائها&في&"المقاومة الشعبية" ضد الامريكان وحلفائهم، &سارع (النظام ) الى تنظيم (مجالس وملتقيات عشائرية وشعبية)، في كل من القامشلي والحسكة، تحت شعار "مناهضة المشروع الامريكي الانفصالي". الملتقيات ، دعت في بياناتها&" أبناء العشائر العربية للانخراط في المقاومة الشعبية لطرد الامريكان وجميع الغزاة المحتلين لأجزاء من&سوريا". وأكد المشاركون&على ضرورة "التعبئة الشعبية لمواجهة المخططات الانفصالية والانعزالية تحت مسميات الفيدرالية واللامركزية والادارة الذاتية". بموازاة هذه التحركات (المجتمعية والميدانية)، النظام السوري وحليفه الروسي صعدا من حملتهما السياسية على أمريكا&وحلفاءها (المحليين والإقليميين والدوليين). وزارة الخارجية السورية ، وجهت رسالتين إلى كل من (الأمين العام للأمم المتحدة) و (رئيس مجلس الأمن)، تدعو فيها " مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في وقف اعتداءات وخيانة &ميليشيات(قسد) المدعومة بشكل أساسي من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية،&وإلزام جميع هؤلاء باحترام قرارات مجلس الأمن، التي أكدت على أهمية وحدة أرض وشعب&سوريا و&على سيادتها واستقلالها".&الخارجية الروسية،&عزفت على الوتر السياسي للنظام السوري، حيث&أصدرت بياناً شديد اللهجة بحق (حزب الاتحاد الديمقراطي )&وداعميه الأمريكان، و&أتهمتهمابالتخطيط والعمل على&" إنشاء&كيان انفصالي&شرق الفرات،&لتضمن أمريكا وجودها في سوريا".&الخارجية الروسية&اعتبرت&"&أن&أمريكا&بتنظيمها ورعايتها لملتقى&العشائر السورية، في عين عيسى،&تهدف لتقويض&منصة أستانا&وتقسيم&سوريا" .&بشيء من الدبلوماسية ، رد&(مجلس&سوريا الديمقراطية) على رسائل الخارجية&السورية. جاء في بيان(مسد)&: "كان الأولى بالحكومة السورية أن تبحث عن شراكة وطنية حقيقية لمكافحة الإرهاب والتنسيق مع قواتنا وقوات التحالف الدولي لدحر الإرهاب... بدل أن تتخذ هذا الموقف العدائي إزاءنا&... والهروب نحو الأمام ورفع الشكاوي إلى المؤسسات الدولية بغية دعم الإرهاب بناءً&على كيديات سياسية".&

أخيراً :&مع الحشد والحشد المضاد للعشائر والقبائل العربية&وتعارض مصالح وأجندات الدول&المحتلة لأجزاء من&سوريا،&يبدو مصير ومستقبل (الجزيرة&السورية)&مجهولاً وغامضاً، خاصة مع&ربط ترامب &سحب (القوات الأمريكية) منها بالحل النهائي للأزمة السورية،&وإصرار تركيا على إقامة "منطقة&آمنة" تشرف عليها،&على طول الشريط &الحدودي من الجانب السوري&حتى الحدود العراقية.

&كاتب سوري​

[email protected]&​