السفير الأميركي الجديد بالعراق لا معرفة له بملفه ولا يتحدث العربية
هيل .. لنقل العلاقات العسكرية إلى سياسية وإقتصادية وعلمية

أسامة مهدي من لندن: اكد مصدر عراقي تحدث مع quot;ايلافquot; الليلة عقب اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تعيين الدبلوماسي المخضرم كريستوفر هيل سفيرا جديدا لبلاده في العراق ان اولى المهمات التي سيتولاها السفير هي الاشراف على بدء الانسحاب الاميركي من هذا البلد في اب (اغسطس) المقبل والانتقال بالعلاقات بين البلدين من عسكرية الى سياسية واقتصادية وعلمية وثقافية مشيرا الى ان هيل وبالرغم من انه ليس له علاقة سابقة بالملف العراقي الا أن لديه خبرة طويلة في معالجة النزاعات الداخلية في دول مضطربة .. فيما اكد اوباما لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في اتصال هاتفي إلتزام بلاده بتنفيذ إتفاق سحب القوات الامنية وتحويل كامل المسؤولية الى القوات العراقية مشيرا الى ان مهمة القوات الاميركية سوف تتغير بالكامل مع حلول نهاية شهر آب من العام المقبل لانهاء وجودها بحلول 2010 كما نص عليه إتفاق سحب القوات بين البلدين .

وقضى هيل الاربع سنوات الماضية في ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش كمساعد لوزيرة الخارجية الاميركية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادي وكان كبير المفاوضين الاميركيين في المحادثات السداسية لانهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية.

وابلغ المصدر quot;ايلافquot; ان اولى المهمات التي سيتولاها هيل هي الاشراف على ترتيبات البدء بالانسحاب الاميركي من العراق في اب (اغسطس) عام 2010 واستكماله بنهاية العام 2011 تنفيذا للاتفاقية الامنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة اواخر العام الماضي كما اعلن اوباما الليلة . واضاف ان هيل سيباشر ايضا السياسة الاميركية الجديدة في العراق في عهد اوباما التي يعدها لمرحلة مابعد الاحتلال وتحويل العلاقات العراقية الاميركية من كونها عسكرية حاليا والانتقال بها الى سياسية وعلمية وثقافية والمشاركة في عمليات اعمار العراق .

وبالترافق مع الاعلان في واشنطن عن تعيين هيل اتصال اوباما برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤكدا إلتزام بلاده بتنفيذ إتفاق سحب القوات الامنية وتحويل كامل المسؤولية الى القوات العراقية مشيرا الى ان مهمة القوات الاميركية سوف تتغير بالكامل مع حلول نهاية شهر آب من العام المقبل لانهاء وجودها بحلول عام الفين واحد عشر كما نص عليه إتفاق سحب القوات الاجنبية. وناقش وأوباما سبل تطوير العلاقات الثنائية وتفعيل إتفاقية الاطار الاستراتيجي للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية وتنفيذ إتفاق سحب القوات الاجنبية الذي تم التوقيع عليه بين البلدين .

وقال المالكي ان الاجهزة الامنية والعسكرية العراقية أثبتت ومن خلال التجربة قدرتها وكفاءتها في تثبيت الامن في عموم المحافظات بما يؤهلها لاستلام كامل المسؤولية الامنية من القوات الامريكية واننا نتجه اليوم لمعالجة القضايا التي تهم المواطنين وحل المشاكل وفق الدستور.

وقد إتفق الرئيسان المالكي وأوباما بحسب بيان رسمي عراقي الى quot;ايلافquot; على ضرورة الاسراع بتجهيز القوات العراقية بالمعدات والتجهيزات العسكرية اللازمة لتكون قادرة على التصدي للارهابيين وحماية البلاد من التهديدات الاجنبية .

ويعتبر اختيار هيل مفاجئاً إذ إن خبرته الدبلوماسية الطويلة كانت في أوروبا وآسيا ولم يخدم سابقاً في الشرق الأوسط. وبعد أن كان السفير الأميركي المنتهية ولايته في بغداد ريان كروكر بليغاً في اللغة العربية وخبيراً في الشؤون العربية يعتبر هيل جديداً على المنطقة. وعلى الرغم من أن هيل لم يعمل في الملف العراقي سابقاً إلا أن لديه خبرة طويلة في معالجة النزاعات الداخلية في دول مضطربة إذ عمل على عمليات السلام في البوسنة وكوسوفو سابقاً. وأمضى هيل الجزء الأكبر من حياته المهنية في أوروبا حيث كان سفيراً للولايات المتحدة في بولندا ثم في مقدونيا ومبعوثاً خاصاً لكوسوفو ومشاركاً أساسياً في المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق دايتون للسلام في البوسنة في التسعينات، والتي أسفرت عن حصوله على أرفع جوائز الخارجية الأميركية للعمل الدبلوماسي. واعتبر مصدر دبلوماسي أميركي أن هيل سيكون مناسباً للمهام في العراق بسبب خبرته الدبلوماسية وعمله مشيراً إلى أن هيل يتمتع بقدرة على التعامل مع العلاقات الحساسة للولايات المتحدة.

ولا يتحدث هيل العربية وليس مختصا بشؤون المنطقة على عكس سلفه ريان كروكر ويأتي تعيينه في بغداد في وقت يؤكد فيه اوباما ان واشنطن في وضع يسمح لها بنقل مزيد من المسؤوليات الى يدي العراقيين في اعقاب الانتخابات المحلية الاخيرة وانخفاض العنف في العراق بعد حوالى ست سنوات من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003 .

وحسب القناعة الأميركة فأن هيل يتوجه الى العراق وهو يحمل انجازات دبلوماسية كبيرة لدوره في اقناع كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي مقابل توطيد الغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع كوريا الشمالية. وسيتولى هيل منصبه الجديد وهو يحمل إنجازات دبلوماسية كبيرة لدوره في إقناع كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها النووي مقابل توطيد الغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع الدولة الشيوعية المنعزلة. وعمل كسفير للولايات المتحدة إبان إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون في مقدونيا وكمبعوث خاص لكوسوفو، وكان ضمن الوفد الأمريكي الذي فاوض على تسوية اتفاق سلام البوسنة. كما تولى منصب السفير الأمريكي لدى بولندا وكوريا الجنوبية أثناء إدارة بوش قبيل تسلمه ملف كوريا الشمالية كمساعد لوزيرة الخارجية وقيادة وفد الولايات المتحدة في المباحثات السداسية الرامية لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وتشارك إلى جانب الولايات المتحدة في المباحثات: كوريا الشمالية، واليابان، والصين، وروسيا إلى جانب كوريا الجنوبية.

وفي حال إجازة مجلس الشيوخ لتعيينه كأعلى دبلوماسي أميركي في العراق، سيشهد هيل تزايد الوجود الدبلوماسي الأميركي مع بدء واشنطن سحب قواتها من هناك. وتعد السفارة الأميركية في العراق التي افتتحت وسط بغداد الشهر الماضي أكبر بعثة دبلوماسية في العالم على الإطلاق.

ولهيل موقف من الطموحات النووية الايرانية جارة العراق وصاحبة النفوذ الكبير فيه والتي تشكل صداعا للولايات المتحدة في هذا البلد quot; اختصاصي ينتهي عند الهيمالاياquot; وكان تعليقه عن ايران هو الوحيد الذي اقترب فيه من المنطقة التي قد يعمل فيها قريبا وقال بأن ايران وكوريا الشمالية التي تشتبه الولايات المتحدة في سعيهما لامتلاك أسلحة نووية هما تحديان مختلفان تماما واستطرد quot;لا أقل أو أكثر خطرا لكن بالقطع مختلفين. واشار الى ان المحادثات السداسية التي شاركت فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نجحت على الاقل في منع كوريا الشمالية من انتاج مزيد من البلوتونيوم منذ بدء المحادثات وطالب بان تدعم الادارة الامريكية الجديدة هذه المحادثات. وصرح بأن اطارا مماثلا قد لا ينفع بالضرورة مع ايران لكنه يؤيد الدبلوماسية المباشرة. واضاف quot;وجدت انه من الافضل كثيرا ان تتأكد من ان محاورك وفي بعض الاحيان خصمك يفهم بكل وضوح وجهات نظرك. ولتفعل ذلك عليك ان تعبر عنها مباشرةquot;. واوضح quot;بعض هذه المجتمعات غير الديمقراطية تجلس وتستمع لبعضها البعض وحين يجيء الوقت لتلتقي بهم عليك ان تهدئهم نفسيا من بعض المواقف السخيفة. الدبلوماسية تتطلب الحديث مع اناس تختلف معهم في الاساسquot; .

وكانت مهمة السفير الاميركي السابق كروكر قد انتهت الشهر الماضي في العراق حيث اكد في اخر مؤتمر صحافي له هنك إن رئيس بلاده لن يتخذ قراراً يصعب تنفيذه من قبل الحكومة العراقية لاسيما فيما يتعلق بعملية سحب القوات، دون وضع قرارات وبدائل تضمن الحفاظ على النجاح الأمني المتحقق في معظم مناطق العراق.

وأوضح كروكر ان أوباما ناقش معه وقائد القوات في العراق رايموند أوديرنو قائد القوات الاميركية في العراق حاليا منذ اليوم الأول لتوليه منصبه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الأوضاع في العراق بشكل عام وإمكانية سحب القوات لكنه لن يتخذ قراراً يصعب تنفيذه من قبل الحكومة العراقية دون وضع قرارات وبدائل تفضي إلى سحب القوات بطريقة مسؤولة للحفاظ على النجاح الأمني المتحقق في معظم مناطق العراق . واعتبر كروكر أن ldquo;ذلك يدل على حرص واهتمام الرئيس اوباما بالعراق، وتعبير عن التزامه وحكومته بتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الاستراتيجي وانسحاب القوات الأمريكية من العراق بصورة مسؤولةrdquo;.

وأضاف كروكر أن الأيام القليلة القادمة ستشهد نشاطا فاعلا للجان المشتركة بين العراق والولايات المتحدة لتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الاستراتيجية المتضمنة التعاون المشترك في مجال الاقتصاد والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والصحة . واوضح أن أول زيارة له إلى العراق كانت في عام 1979 حين كان يعمل في السفارة الأميركية ببغداد.

وشغل كروكر منصب سفير الولايات المتحدة لدى بغداد في آذار (مارس) عام 2007 وكان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قلده وسام أعلى ديبلوماسي امريكي في الشرق الأوسط، منتصف الشهر الماضي واصفا إياه بـrdquo;لورنس العربrdquo; الأميركي. وقال بوش في أثناء الحفل إنه بعد ما يقرب من أربعة عقود من خدمته في الخارج أصبح راين كروكر معروفا بوصفه لورنس العرب الأميركي. واشار الى أن المؤرخين حين يكتبون في المستقبل ما سماه ldquo;قصة التحول في العراقrdquo;، سيشيرون إلى العلاقة الفريدة بين رجلين استثنائيين: الجنرال ديفيد بيتريوس (قائد القوات الاميركية في العراق) والسفير راين كروكر.

وتعاون بيتريوس الذي تولى قيادة قوات التحالف في العراق من كانون الثاني (يناير) عام 2007 حتى ايلول (سبتمبر) عام 2008 مع كروكر في تنسيق جهودهما العسكرية والديبلوماسية للتعامل مع الأوضاع في العراق، وكثيرا ما عدّت تقارير غربية هذا التعاون استراتيجية ناجحة في العراق.

وخلال توديعه لكركوكر مؤخرا اشاد الرئيس العراقي جلال طالباني quot;بشجاعة السفير كروكر وجهوده المثمرة في مساعدة العراقيين وفي انجاح العملية السياسية وتطوير التجربة الديمقراطية في البلاد ودوره البارز في تعميق العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية متمنياً له كل النجاح والموفقية في حياتهquot;.