في مسعى لاحتواء دمشق عربياً وتنسيق التعامل مع إدارة أوباما
قمة مصريةـ سعودية في جدة لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي

نبيل شرف الدين من القاهرة: في تحرك سياسي يرتبط بتوقيت يشهد تحولات دولية وإقليمية واضحة، يبدأ الرئيس المصري حسني مبارك زيارة إلى جدة يوم غد quot;الأحدquot;، يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقد ذكرت مصادر رئاسية مصرية أن لقاء القمة سيبحث التنسيق المشترك بين البلدين بشأن أبرز القضايا الإقليمية والدولية، سواء في الأراضي الفلسطينية أو إيران أو أمن الخليج أو غير ذلك من القضايا، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين القاهرة والرياض. وأشارت المصادر إلى أن القمة السعودية ـ المصرية في جدة تتناول عددا من الملفات السياسية أبرزها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ومسارات التسوية والحوار الفلسطيني وطبيعة التحرك العربي للتعامل مع خطاب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الرياض والقاهرة.

وأوضحت المصادر أن ملف عملية السلام سيكون الموضوع الأبرز على مائدة القمة، لاسيما في مواجهة الخطاب السياسي المتشدد الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخراً، والتداعيات السياسية الجارية في إيران، ومدى انعكاساتها الإقليمية المحتملة، وغير ذلك من القضايا المطروحة على الساحة .

كما أشارت المصادر إلى أن زيارة الرئيس مبارك ستكون فرصة لتبادل وجهات النظر حيال تعزيز العمل العربي المشترك والتعامل مع الأفكار التي طرحتها الإدارة الأميركية الجديدة حيال قضايا المنطقة، وأضافت أيضاً أن الجانبين سيؤكدان على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وتفعيل مبادرة السلام العربية ووضعها موضع التنفيذ .

التنسيق المصري ـ السعودي

كما ذكرت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سوف يجري محادثات منفصلة مع نظيره أحمد أبو الغيط تتعلق بالتطورات على الساحتين الإقليمية والعربية، وترتيبات التحرك الدبلوماسي على الساحتين الإقليمية والدولية .

وظل التنسيق الإقليمي على مستوى القمة بين مصر والسعودية وسورية سمة من سمات السياسة العربية الإقليمية خلال الآونة الأخيرة، خاصة حيال ما يتعلق بالأوضاع والتطورات ذات الامتدادات الخارجية، باعتبار أن الدول الثلاث أكبر القوى المؤثرة على الساحةrlm;,rlm; واستمر الأمر على هذه الوتيرة لسنوات، حتى اعتبر المراقبون أن القرار العربي أصبح قراراً ثلاثيا quot;مصرياً ـ سعودياً ـ سورياًquot;، وفق تقديرات المراقبين للشؤون السياسية الإقليمية .

وفي هذا السياق أيضاً فقد علمت (إيلاف) من مصادر دبلوماسية عربية تقيم بالقاهرة أن مصر تسعى بالتنسيق مع السعودية إلى تخفيف الضغوط الغربية عموماً والأميركية خاصة على سورية، موضحة أن التفاهم بين الرياض والقاهرة في هذا الشأن ليس وليد اللحظة، بل تبلور في ضوء اتصالات ومحادثات منذ مدة، وتصاعدت وتيرتها مع تصاعد الأحداث السياسية في لبنان خلال العامين الماضيين، كما سبق أن أعرب الرئيس المصري مراراً عن مخاوفه حيال احتمالات التدخلات الإيراني على خط القضايا الإقليمية عموماً والعربية خصوصاً، وهو الخيار الذي لن تقف معه قوتان إقليميتان هما أبرز اللاعبين على الساحة مثل مصر والسعودية مكتوفتي الأيديquot;، وفقاً لمصادر (إيلاف) في القاهرة .

غير أن مراقبين يرون أن سورية بارتمائها في أحضان إيران تماماً، وتشجيع الفصائل الفلسطينية الراديكالية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، وغير ذلك من المواقف التي لم تنسق فيها سورية مع كل من حليفتيها مصر والسعودية، فإنها بذلك تكون قد خرجت من التحالف التقليدي الذي ظل يربط العواصم الثلاث على مدى أعوام مضت، لكن مع ذلك تسعى القيادتان المصرية والسعودية إلى احتواء دمشق عربياً، خاصة في ظل التصعيد الدولي المتنامي ضد سياسات طهران واحتمالات أن تتطور الأمور معها لحد المواجهة العسكرية في حال استمرت الأمور على هذا النحو المطرد .