&
عاد آدم وحواء عاريين كما خلقهما ربهما بعد قرون على قرار متدين متزمت إلباس آدم تنورة من العشب لتغطية عورته ولف غلالة حول خصر حواء في كتاب مصوَّر سيُعرَض للجمهور في متحف فيتزوليام في كامبردج. بحسب رواية الكتاب المقدس فان آدم وحواء لم يخجلا من جسديهما العاريين إلا بعد أكلهما الفاكهة المحرمة وطردهما من الجنة. &لذا رأت الملكة آن ملكة بريتاني التي أمرت بتأليف الكتاب المصوَّر في عام 1505 لتقدمه هدية الى ابنتها ذات الخمس سنوات كلود ، ان رسم آدم وحواء عاريين انما هو تمثيل أمين لقصتهما الانجيلية. &وأُنتج الكتاب الذي أنجزه احد فناني البلاط لتعليم الأميرة الصغيرة الحروف الأبجدية وكذلك قصة الخلق. &&
&
ولكن شخصاً اصبح مالك الكتاب المصوَّر لاحقاً ارتأى ان "يستر" حواء بغلالة لا تغطي كثيراً في الحقيقة وان يُلبس آدم تنورة رسمها هذا الشخص المجهول بطريقة بدائية لا تُليق بأول انسان صنعه الخالق. &ونرى حواء "ملفوفة" حتى وهي تخرج من ضلع آدم اثناء نومه. &والأشكال الوحيدة التي تُركت بلا تغيير هي آدم وحواء بعد طردهما من الجنة ومبادرتهما هما الى استخدام ورقة توت "لستر عورتيهما". وأُعيدت صورة آدم وحواء الى عريهما الأصلي باستخدام التكنولوجيا الرقمية دون التلاعب بأي لون في صور الكتاب الذي يعود تاريخه الى 500 سنة في اطار معرض لأثمن ما في متحف فيتزوليام من مخطوطات. وأوضحت امينة المتحف ستيلا بانايوتوفا ان المتحف علم بأن الواناً أُضيفت على الألوان الأصلية للصورة ولكنه قرر ألا يزيل اياً منها بخلاف ما يحدث كثيراً في فن الرسم حين تُزال طبقات من الألوان للوصول الى اللوحة الأصلية الكامنة تحتها وفضَّل ألا يمس صفحة بحالة جيدة من المخطوطة الأصلية. &
وأكد التصوير بالاشعة تحت الحمراء إضافة الوان على الصورة الأصلية وعندما علمت يانايوتوفا بأن قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية في جامعة كامبردج طور برنامجاً لملء المناطق التي فقدت الوانها في اللوحات الفنية بمسح الثغرات إشعاعياً وملئها بالمتبقي من صبغة العمل الأصلي ، تحدَّت علماءه ان يحاولوا قلب العملية بإزالة الألوان بدلا من ملء الثغرات الفارغة بها. &واسفرت النتيجة عن إعادة آدم وحواء الى براءتهما الأولى التي لم تُشاهد منذ قرون. &ونقلت صحيفة الغارديان عن امينة المتحف ان العملية تكللت بنجاح فاق الخيال ونُفذت حتى بدون ملامسة الصفحة الأصلية بل جرى كل شيء ببرمجيات. ولم تُعرف هوية المتزمت الذي سمح لنفسه ان "يستر عورتي" آدم وحواء ولا يُعرف كيف غادر الكتاب المصوَّر بلاط الملكة آن وانتهى بيد هذا الشخص. &
يحتفل متحف فيتزوليام بمرور 200 عام على تأسيسه عام 1816 وهو عام وفاة النبيل البريطاني ريتشارد فيكونت فيتزوليام الذي ترك مجموعة رائعة بينها لوحات وآلات موسيقية ومخطوطات و100 الف جنيه استرليني لفتح متحف "جيد ومهم". وذهب فيتزوليام ضحية الكتاب. &إذ قُتل عندما سقط من سُلَّم مكتبته العامرة حين كان يبحث عن احد المراجع. وتعتبر الكتب التي تركها من أفضل المجموعات في عالم المخطوطات وهي نادرا ما تُعرض لأنها شديدة الحساسية من الضوء.&
&