سيف الفارس من الرياض: لا يزال مسلسل تخوّف المشاهدين من وقع أبطال الكوميديا في فخّ التكرار حاضرًا، الأمر الذي قد يضعف عنصر التشويق في المسلسلات الرمضانيّة، حيثعلّق كثيرونحول صدمتهم بعودة الأعمال الكوميديّة بكثير من التكرار في الشخصيّات والحوارات وكذلك التشابه الكبير بين القصص بين جزء والآخر.
ويشير أحد النّقاد بأنّ ضعف النصوص الكوميديّة يجعل أبطال العمل يتّجهون نحو الاجتهاد الذاتي أثناء التصوير،الأمر الذييجعل هناك كثيرًا من تكرار الحوارات وتشابهها ببقيّة الأجزاء، وربما تتكرّر بعض الكلمات في الحلقة نفسهاأكثر من مرّة وأحيانًا في المشهد نفسه،الأمر الذييعتبر ضعفًا في النصّ الدرامي وافتقارًا لعنصر التجديد الذي يخلق جوًّا من المتعة والمفاجئة التي تعتبر من أهمّ أسباب نجاح أيّ عمل.
ويرى بعض النقّاد أنّ المنتجين السعوديّين لم يخدموا الوطن كما ينبغي، فغالبًاما يلجأون إلى إظهار معالم سياحيّة خارج الوطن، بينما كان في إمكانهم تسخير الدراما في الداخل وتعريف المشاهد بمناطق لم يشاهدها قبلاً.
كما يجمع النقّاد والمتابعون على أنّ هناك شبه تعمّد في رسم صورة الإنسان السعودي بشكل مشوّه من خلال الشخصيّات التي يتقمّصها أبطال بعض الأعمال السعوديّة والتي لا تندرج تحت أي بند كوميدي. فالكوميديا يمكنها أن تكون أرقى ممّا نشاهده على الشاشة، ويمكن أن
يكون الأبطال أنيقين أكثرومتخلّين عن فكرة أنّ المظهر المشوّه هو جزء من الكوميديا، فهذا الأمر غير صحيح إلاّ في حالة الفقر في الفكرة والنصّ. وربّما يعتقد المنتج بأنّ تشويه الشكل قد يغطّي على ما سبق ذكره، لكن مع تكرار هذا الأمر بكثرة، ومع أكثر من منتج، نجد أنّنا قد نعطي صورة غير صحيحة عن الإنسان السعودي لمن يتابع مثل هذه الأعمال في الخارج من غير السعوديّين، وقد يزداد الأمر سوءًا مع من لم يسبق لهم زيارة السعوديّةإذ يظنّون أنّ هذه هي صورة الإنسان السعودي.
وجاء مسلسل quot;غشمشمquot; في نسخته الرابعة بقليل من الأفكار وكثير من التكرار، فيقول أحد النقّاد إنّ مسلسل quot;غشمشمquot; الذي يقوم ببطولته الفنان فهد الحيان ويبثّ على قناة دبي لم يكن فيه من الجديد ما يستحقّ المتابعة لا من حيث الفكرة والنص والحوار ولا من حيث التجديد في مواقع التصوير المعتادة.
ما المقصود من التغزّل بالشخصيّات السياسيّة والإعلاميّة والاقتصاديّة؟
لاحظ الكثيرأنّ بطلَي مسلسل quot;بيني وبينكquot;الفنّان فايز المالكي والفنّان حسن عسيري يكثران من تغزّلهما بشخصيّات معروفة وإدراجها من خلال سياق حواراتهما في ما بينهم مثل العثيم والحكير والجريسي وتركي الدخيل وسعد الحريري وجنبلاط وأوباما وأوغلو إضافةً إلى بعض الشخصيّات الفنيّة التي تطول بها القائمة. فهل كان لإقحام هذه المسميات من خلال الحوارات مدلول تستدعيه ضرورة دراميّة يقصد بها الكوميديا وإضحاك المشاهد أم هو إعلان تجاري quot;مدفوعquot; أو quot;ذو منفعةquot; مقارنة بما يروّج له من منتجات تجاريّة داخل الأعمال؟
كما أبدى الكثير من المتابعين تذمّرهم من بعض الألفاظ التي لم تجد القبول لدى المشاهد ولها مدلول وآثار عكسيّة مثل ربط حي الشرائع بمروّجي المخدّرات وكذلك في محاولة إطلاق quot;إفيهاتquot; كوميديّة يقصد منها النكتة وهي تعني الانتقاص من احترام المرأة حين قال بطل العمل فايز المالكي متحدّثًا مع نور: quot;سأجعل مزنة وألفت خادمات تحت قدميكquot;. فالكثير يتساءل عن فائدة السخرية من المرأة السعودية نظير إرضاء غيرها والهدف الدرامي خلف هذه المصطلحات والتي أقحمت فيها المرأة أكثر من مرّة بإسفاف من دون النظر إلى كرامتها وعزّتها، كذلك حين قال البطل فايز المالكي عن ابنه quot;مطلقquot; إنّه ليس ابنه وقد وجده بجوار quot;سطل زبالةquot;. فمثل هذه الكلمات لا تضحكنا بقدر ما تبغضنا وتبرهن لنا عدم السيطرة على مفهوم الرسالة الدراميّة لدى بعض الممثلين وإطلاقهم كلمات عشوائيّة غير محسوبة تنمّ عن ارتجال شخصي من الممثّل لأنّه هو الأداة التي استخدمت لتمرير مثل هذه الكلمات أو من الكاتب نفسه إن كانت كتبت بهذا الشكل.
التعليقات