سكان الاعظمية معقل السنة في بغداد أبدوا معارضتهم القوية للدستور
مايكل جورجي من بغداد: بالقرب من المكان الذي شوهد فيه صدام حسين اخر مرة على الملا وهو رئيس للعراق توجه مؤيدوه العرب السنة الى مراكز الاقتراع يوم السبت ليقولوا "لا" لدستور يراه كثيرون مخططا أمريكيا أو ربما مخططا ايرانيا.
لا تترك المشاعر المريرة في الاعظمية معقل المسلحين شكوكا كثيرة في ان من سيقود العراق بعد انتخابات ديسمبر كانون الاول القادم سيكون امامه طريق طويل لكسب الاقلية السنية التي كانت القوة المهيمنة في عهد صدام حسين.
والسنة الذين جرت مقابلتهم في مناطق أخرى ببغداد كانوا منقسمين بشأن الدستور البعض صوت بنعم والاخرون بلا.
لكن لم تكن هناك اشارات متضاربة في قلب العاصمة السني المعارض بشدة للدستور.
والمزاج السائد في الاعظمية حيث شوهد صدام لاخر مرة وهو يلوح للعراقيين خارج مسجد أبو حنيفة بقبته الزرقاء بينما كانت بغداد تسقط في يد القوات الامريكية الغازية في أبريل نيسان 2003 يتعارض بشدة مع المزاج السائد في مناطق أخرى بما في ذلك احياء سنية قريبة.
قال محمد حسن "بالطبع أصوت بلا... هذه الوثيقة تتجاهل السنة وتفيد الشيعة وحدهم. نريد عراقا موحدا وليس عراقا مقسما لولايات فيدرالية."
وزاد الدستور من عمق الاحباط بين كثير من السنة المنزعجين من أنه يعطي الشيعة والاكراد السلطة والموارد النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
كما يقول كثير من السنة ان الزعماء الشيعة متأثرون بشدة بايران الشيعية.
ورددت مجموعة من الشبان وهم يدخلون مركزا للاقتراع "لا.. لا.. لا."
وقال شاب "هذا الدستور صنيعة الامريكيين والاسرائيليين وايران واصدقائهم في الحكومة العراقية." وأبدى زملاؤه موافقة على ما يقوله.
وخرج رجل وزوجته مبتسمين وقالا انهما صوتا بنعم. لكن تبين أنهما شيعيان يعيشان في الاعظمية وهي منطقة منبسطة تسودها المنازل المبنية من طابقين.
ولم يظهر سوى عدد قليل من الشرطة بينما كان الناخبون يسيرون في شوارع ضيقة ليدلوا بأصواتهم في مدرسة سفينة التي كانت خلافا لمراكز الاقتراع الاخرى محاطة بحراسة مشددة من القوات العراقية والامريكية مدعومة بعربات برادلي العسكرية.
وحذر المسلحون السنة في الاعظمية العراقيين الذين يعملون مع الامريكيين أو قوات الامن العراقية من أنهم سيقتلون. وقتل بعض الناس بالرصاص أو قطعت رؤوسهم وتركوا على جانب طريق ووضعت على صدورهم ورقة كتبت عليها كلمة "جاسوس".
وقال بعض الناخبين انهم لا يعلمون شيئا عن الدستور لكن ذلك لن يمنعهم من رفضه.
قال أحمد أبو زهرة "لا أعرف شيئا عنه. لم يخبرنا أحد. لكني صوت بلا. فقبل كل شيء الامريكيون هم الذين وضعوه."
وتبارى شابان في اظهار كيف أنهما أعربا عن رفضهما للدستور وهما يغادران مركز الاقتراع.
قال أحدهما "قلت لا ولا." وقال صديقه "الحكومة طلبت منا أن نقول نعم لكني قلت لا مرتين."
رويترز
التعليقات