*منتجع على البحر الأحمر يثير شهية الإسرائيليين
*مخدرات وجنس جماعي على الرمال الذهبية


أسامة العيسة من دهب (سيناء): تبعد مدينة (دهب) نحو 120 كيلو مترا عن مدينة شرم الشيخ، ومثلها تقع على البحر الأحمر، ولكنها، لأسباب عديدة، لم تحظ على نفس الشهرة.وفي حين تشتهر شرم الشيخ بصفتها المنتجع المفضل للسياح من العالم، فان دهب تعتبر المنتجع المفضل للإسرائيليين الذين يصلون إليها بالآلاف وبعضهم مقيم فيها بشكل دائم.
وتختلف دهب عن شرم الشيخ، في كونها اقل "أرستقراطية" وأكثر "شعبية"، وتوفر كثير مما يستلزم السياح، مثلما هو موجود في شرم الشيخ كرياضة الغوص وغيرها.
وقدر عاملون في دهب تحدثوا لمراسلنا وجود نحو 3 ألاف إسرائيلي في المدينة، يقيم معظمهم في مخيمات على الشاطيء، أو في أماكن بعيدة عن مركز المدينة.
ولا يعرف بالتحديد سبب الشغف الإسرائيلي بهذه المدينة، ولكن يعتقد أن ذلك يعود لعدة أسباب منها رخص الأسعار مقارنة مع منتجعات أخرى مثل شرم الشيخ، وتوفر كثير من الممنوعات وخصوصا الحشيش، وعدم وجود كثافة سكانية يمكن ان تسبب إزعاجا، ووجود خدمات محببة للإسرائيليين خصوصا الشرقيين منهم مثل الحمامات التركية، وشعورهم بالأمان النسبي في هذا المكان الذي لا يشكل المكان المفضل لكثير من السائحين، ويبدو "بعيدا عن الأعين" وكأنه مكان سري خصص للإسرائيليين.
ويقول مواطن من دهب بان الإسرائيليين اعتادوا القدوم إلى دهب حتى قبل إعادة سيناء إلى مصر بموجب اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكانت دهب وسيناء المكان المفضل للإسرائيليين لقضاء أجازات وحفلات ليلية على الشواطيء يمارس فيها الجنس الفردي والجماعي، ومنذ سنوات يقتفي الاف الإسرائيليين من سبقوهم إلى سيناء وخصوصا بعض الأماكن التي سمعوا عنها من آبائهم مثل دهب.
ويدخل الإسرائيليون إلى دهب بسهولة، ووفقا لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، قسمت سيناء إلى أربعة أجزاء، منها منطقة جنوب سيناء والممتدة من طابا إلى شرم الشيخ، وتقع فيها مدينة دهب، ويدخل الإسرائيليون إلى هذه المناطق بدون تأشيرات وبسياراتهم، وهذا سبب من أسباب الإقبال على هذه المنطقة التي يصلها نحو 50 ألف إسرائيلي سنويا.


ممنوعات
ويثير وجود الإسرائيليين في المدينة عدم ارتياح سكان البلدة، وقال مايكل وهو بائع تحف شرقية "الإسرائيليون في دهب مزعجون بشكل كبير، لا يحبون الشراء منا، متحججين بان كل شيء سعره مرتفع، فيأتون ومعهم أغراضهم، يريدون الأشياء رخيصة جدا، ويعاملوننا وكأننا خدم لديهم".
ويضيف مايكل وهو مثل معظم البائعين في دهب، قبطي مصري "نحن لا نحب أن نبيع الإسرائيليين والتعامل معهم، لأسباب كثيرة".
وتجنب مايكل الحديث عن أسباب سياسية وراء ذلك واكتفى بالقول "لا نحب التعامل معهم فقط لأنهم مزعجون".
وقال بان الإسرائيليين يأتون ومعهم كثير من احتياجاتهم، حتى لفات التواليت، ولا يحبذون شراء الهدايا من سيناء.
ويعرف مايكل على الأقل عائلة إسرائيلية واحدة مقيمة بشكل كامل في دهب، ولا يعرف طبيعة العمل الذي تمارسه هذه الأسرة الإسرائيلية.
ويقول مايكل "لا نعرف ماذا يعملون، وبالتأكيد لم يأتوا إلى دهب بحثا عن عمل".
وتكشف بعض المحلات في دهب، عن بعض أنواع التجارة التي تشهدها المدينة، ففي حين لا تجد مثلا في شرم الشيخ أية محلات تبيع أقراص ممغنطة مقرصنة، فان ذلك متوفر وبشكل علني في دهب.
ورفض ويصا، الذي يملك محلا لبيع الأقراص والأشرطة الغنائية، التعليق على ذلك وقال "من يريد شريط اصلي نبيعه، ومن لا نريد فان الأشرطة والأقراص المزورة معروضة أيضا لدينا".
وقال شاب كان يقف في محل ويصا "لو الأمور وقفت عند حد الأقراص المقرصنة لهان الأمر، لو عشت أياما هنا لرأيت الممنوعات كلها".
وأعطى مثلا على تعاطي الحشيش، وتهريبه، مؤكدا تورط كثير من الإسرائيليين مع البدو في تهريبه.


مخيمات خاصة
يفضل معظم الاسرائيليين التجمع في مخيمات خاصة على شاطيء البحر، بعيدين عن أعين الفضوليين، ووفقا لما تنشره الصحف الإسرائيلية، بين الوقت والأخر، فان سمعة سيناء كأرض للجنس المختلف والشبق، تجعل الإسرائيليين يشدون الرحال لها، غير عابئين بالتحذيرات التي تطلقها أجهزتهم الأمنية من إمكانية استهدافهم بعمليات مثلما حدث في منتجع طابا في تشرين الأول (أكتوبر) 2004.
وينقسم الإسرائيليون الذين يقصدون سيناء إلى عدة أقسام، منها شبان يذهبون مع صديقاتهم للتعارف، وهناك بعد تجارب جنس، تصفها هذه الصحافة بالمجنونة، يعودون إلى إسرائيل للزواج، والى سيناء مرة أخرى لقضاء شهر العسل، وأيضا يذهب الإسرائيليون في مجموعات تصل إلى 15-20 شخصا لممارسة الجنس الجماعي، في مناطق خبروها يعيشون فيها عراة، وببوهيمية تذكر بحياة جماعات الهيبز.
ويفضل كثيرون من اللواطيين والسحاقيات المنطقة أيضا، وتشير الصحف الإسرائيلية إلى الحمامات العامة، كأمكنة لهذا النوع من العلاقات، وبينما تأتي نساء إسرائيليات إلى الحمامات، لأسباب تتعلق بميلوهن السحاقية، فان أخريات يأتين لأمر يبدو غريبا، وهو تعلم طرق نزع الشعر الزائد التقليدية، عن أجسادهن، من المصريات.
ويأتي إلى سيناء إسرائيليون يريدون أن يستعيدوا ذكرياتهم السابقة في ظل الاحتلال، ويقضون أوقاتهم على شواطئها ورمالها الذهبية "حيث للجنس طعم أخر" حسب وصف الصحافة العبرية.
ولكن آخرين يرون في سيناء ملاذا لممارسة الخيانة الزوجية، حيث يصل "الخائنون" فرادى للتمويه على شركائهم، ويلتقون في سيناء، ويقضون أيامهم معا، قبل العودة لتحمل ثقل الشريك الشرعي، وينتظرون الإجازة المقبلة لقضاء أيام خيانة أخرى، هذا إذا لم يفتضح الأمر.
وهناك فئة من الإسرائيليين تفضل قضاء شهر العسل في سيناء، وهؤلاء يكونون اقل تطرفا في ممارساتهم الجنسية من الفئات الأخرى، ويقصدون فنادق، غالبا ما تكون رخيصة، يقضون فيها أوقاتهم، بعيدا عن ما يوصف بأنه مخيمات العراة والحشيش والجنس اللاهب المجنون.