أصيلة أحمد نجيم: قضى عميد الدبلوماسيين الأوربيين وزير خارجية إسبانيا ميغيل موراتينوس يومين في مدينة أصيلة المغربية الهادئة الجميلة القريبة من إسبانيا. هذه هي السنة الثالثة التي يزور فيها المدينة أيام موسمها الثقافي الدولي. في اليوم الأول للموسم جاب موراتينوس رفقة زملائه أزقة المدينة تابع بشغف الأعمال الفنية الحائطية لفنانين مغاربة وأجانب، لوحات عكس بعضها حالة الغضب الشعبي من الحرب الدائرة في لبنان، كما هي لوحة التشكيلي تيباري كنتور، إذ اكتفى بمكنسة تحمل اللون الأحمر وجملتين تطلبان من جبران خليل جبران
موراتيونوس في اصيلة |
موراتينوس، شأنه شأن زميله في الحزب القيادي السابق فيليبي غونزاليث الذي اعتاد منذ سنوات أن يزور أصيلة وطنجة ويتجول في أزقتها. موراتينوس جال في أزقة المدينة الفنية، لاقى مواطنيه، في البداية التقى عائلة إسبانية من أربعة أفراد، حيته بحرارة وباحترام كبير للغاية، سألهم عن أيامهم في أصيلة، أجابوه باقتضاب. كانت العائلة سعيدة بهذه التحية وكان الوزير ورئيس ديوانه أكثر سعادة. غادر مدخلا صغيرا قبل قصر الثقافة في اتجاه مركز الحسن الثاني للندوات، توقف مرة ثانية لتحية عائلة إسبانية ثانية، كل مرة كان يأخذ وقته في الحديث لم يكترث للجانب الأمني، حارساه الشخصيان، كانا يراقبانه عن بعد دون أن يثيرا انتباه أحد لوجودهما. ظل موراتينوس خلال ليلته بأصيلة وكأنه بصدد حملة انتخابية سابقة لأوانها. لكنه لم يكن يقدم برنامج حزبه، بل ركز في أحاديثه عن أحوال العائلات وعدد الأيام التي قضوها في أصيلة. أسلوب تعامل هذا السياسي المحنك العائد لتوه من مهمة من دمشق لإيقاف الحرب في لبنان، أبهرت المواطنين المغاربة quot;إنه يمارس حقيقة سياسة القرب، يتعامل مع مواطنيه بإنسانية يضحك مع الأطفال ويتبادل الحديث مع الكبارquot; علق صحافي مغربي.
في القوت الذي كان يغادر فيه موراتينوس أبواب المدينة العتيقة لأصيلة ويتوقف بين الفينة والأخرى لتحية مواطنيه الإسبانيين، كان وزراء أفارقة يتمشون جماعات. الفرق شاسع بين حالمين بولايات إفريقية متحدة وبين وزير خارجية أضحت دولته من أهم دول الاتحاد الأوربي. الأفارقة رغم تواضعهم وبساطتهم لم يكونوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم إلا قليلا. هناك استثئناءات قليلة مثل وزير خارجية السينغال المنشرح دائما. وجاب في مرة ثانية الأزقة نفسها رفقة رئيس حكومة الأندلس الاشتراكي مانويل تشافيز.
علاقة موراتينوس بإسبانيا لم تتجل في حواراته مع مواطنيه، بل شملت صحافته. إذ رفض مدير ديوانه أن يدلي بتصريحات للصحافة بدعوة أنه في عطلة، لكنه لم يبخل على صحافة بلده. فقد أدلى بتصريح لصحافيتين إسبانيتين، قبل أن يلتحق به صحافيون مغاربة ليجيب باقتضاب ويغادر. كما أنه اختار أن تكون أولى كلماته في ندوة quot;الولايات المتحدة الإفريقيةquot; بموسم أصيلة الثقافي الدولي باللغة الإسبانية، وخاطب الحضور quot;سأتكلم لغة تتحدثها هذه المدينةquot; في إشارة إلى معرفة سكان البلدة المغربية للإسبانية.
عاد موراتينوس إلى بلده لإنهاء عطلته الصيفية وبالموازاة مع ذلك لإتمام مهمته في إيجاد حل للحرب في لبنان كمبعوث أوربي، وترك انطباعا إنسانيا لدى سكان مدينة أصيلة والمدعويين لمهرجانها الثامن والعشرين.
[email protected]
التعليقات