حكايات نجاح شباب مغربي باحث عن المال والمجد
أندونيسيا أحمد نجيم: تشهد أندونيسيا ظهور ظاهرة مغربية جديدة، تتمثل في المطاعم المغربية، فخلال هذه السنة ظهرت ثلاثة مطاعم، وقبلها كان مطعم quot;الخيمةquot; بجزيرة quot;باليquot; قد بلغت شهرته كامل التراب الأندونيسي. وراء هذه المطاعم حكايات لمغاربة يبحثون عن المجد والمال، شباب سئل الحياة في أوربا فانتقل إلى جنوب شرق آسيا واستقر في الأرخبيل الأندونيسي الكبير. يحكي عن تلك الرحلة بحثا عن حكمة الشرق وماله.
![]() |
أكلة كسكسي مغربية في مطعم باندونيسيا |
quot;الوجهquot; وquot;الخيمةquot; وquot;الدار البيضاءquot; ثلاث حكايات مغربية في أندونيسيا
يعد مطعم quot;الخيمةquot; المغربي في جزيرة quot;باليquot; أشهر مطعم مغربي في أندونيسيا quot;لقد حاز على جوائز كثيرة في أندونيسياquot; يحكي بافتخار مالكه إدريس تاقالك، ثم يعد بعض تلك الجوائز، quot;منها أحسن وجبة في العام 2005
![]() |
صاحب مطعم مغربي ادريس تاقالك |
اختار إدريس اسم المطعم لشهرة quot;الخيمة البربريةquot; المشهورة عالميا، وقد افتتحت قبل أربع سنوات، وكلف بالهندسة مهندسون بلجيكيون يقيمون ببالي.
لم يحضر إدريس طباخين مغاربة أو متخصصين في الطبخ في المغربي quot;تعلمت الطبخ من والدتي، أستشيرها أحيانا عن المقادير لإعداد الأطباق وتقدم لي النصح. الطبخ عند هذا المغربي تعبير عن انتماء ثقافي quot;خلقت في بلجيكا، أمي وأبي اعتقدا أنني سأنسى ثقافتي، لكن مع الطبخ المغربي تأكدا أن ابنهما لم يتنكر لثقافته. وتشرف حاليا زوجته البلجيكية على الطبخ بينما يتذوق هو الأطباق.
كما زين الفضاء الداخلي بصور لفتيات الأطلس وصور للعاهل المغربي الملك محمد السادس quot;وجدت هذه الصورة منشورة في مجلة quot;باري ماتشquot; فأخذتها وعلقتها في المطعم. كل شيء في مطعم الخيمة مغربي، بما في ذلك المرحاض ببابه العتيق، وكي يضفي على هذا المطعم مزيدا من الجو المغربي يرتدي عماله وعاملاته من المكلفات بالاستقبال والإشراف على خدمة الزبائن، اللباس المغربي. يتوفر المطعم على صالون مغربي قبالته quot;خصة ماءquot;، أما الموسيقى فلا يكتفي صاحبه بالمغربية بل يتعداها إلى الموسيقى العربية.
زبناء المطعم ليسوا عربا فقط quot;قرابة 60 في المائة من الزبناء فرنسيون، أما الباقي فمن الدول العربية، وينظم بين الفينة والأخرى حفلات في الأعياد الوطنية، كما حدث في العيد الوطني بلده الثاني بلجيكا. وقد سبق أن زارته شخصيات كثيرة منها أفراد العائلة الملكية الماليزية quot;لقد زارني الأمير مرتين، وشكر المطعم وأعجب بهquot;. يحرص إدريس على تقديم اللحم quot;الحلالquot; إلى زبنائه quot;أحضر اللحم من مدابح إسلامية متواجدة ببيرل الأستراليةquot;، أما quot;لقوامquot; كراس الحانوت والكامون والبرقوق والحمص فمن المغرب.
ويسعى إلى توسيع هذه الشريحة من الزبناء من خلال حفل للرقص الشرقي كل جمعة وسبت، غير أن الضربات الإرهابية الموجعة لبالي جعلته يتخوف quot;بدأنا نشعر بالخوف، في بالي يعتقد أصحاب المطاعم أنني لن أكون هدف للإرهابيين، لكن حفلات الرقص الشرقي تجعلني أتخوفquot; هذا الخوف مقترن بالخسارة، إذ تراجع زبناء المطعم بشكل كبير بعد الضربة الإرهابية للعام المنصرم في بالي quot;إننا نخسر 35 في المائة من الزبناء هذا العام.
أطباق quot;الخيمةquot; مكونة من أشهر طبق quot;المشوي بالكسكسquot;، كان حاز في العام 2006 على جائزة تنظمها جريدة محلة صادرة باللغة الفرنسية ومجلة وطنية أخرى. كما يقدم أطباق من الكسكس والفلفل والجزر والكروم والحمص والدجاج والمشوي. رغم الاعتقاد بأن المطعم مجهز بأثاث مغربي فإن إدريس يؤكد أنه لم يحضر من المغرب سوى الشاي والصينية.
يقيم صاحب المطعم رفقة أربع مغاربة آخرين في هذه الجزيرة.
يتذكر صاحب المطعم زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل سنتين quot;سعدت كثيرا بزيارة الملك، أعددنا له طبقا وبعثته إليه، كان الملك في عطلة.
لصاحب المطعم حكاية مع بالي، فإدريس ولد قبل 41 سنة خلت، وقضى غالبية سنوات حياته في بلجيكا quot;قضيت في بلجيكا 35 سنة، بعد الدراسة اشتغلت كمؤطر في شركة للتأمين، لكنني لم أنخرط كليا في المجتمع البلجيكي، ظللت دائما مهاجر، ينادونني بquot;العربيquot;، يتذكر بعضا من محطات حياته، ثم يضيف quot;فكرت في العودة إلى المغرب، وقبل 12 سنة كنت زرت، رفقة زوجتي البلجيكية نورا، بالي للاصطياف، فوقعت في حب هذه الجزيرة.
يقيم إدريس رفقة زوجته منذ 22 سنة، وساهم انسجامه مع زوجته في تسهيل مهمة انخراطه في مجتمع بالي quot;انخرطت بسرعة في هذه الثقافةquot;، رغم بعض المشاكل الإدارية، استطاعت طيبوبة الناس ويفضل إدريس أن يصفهم بلهجته الشمالية بquot;الغزلانquot;. وقد استطاع أن يندمج في مجتمع بالي المتعدد الديانات.
مشروع المطعم لم يكن مفاجئا لإدريس quot;كنت أفكر في مشروع مطعم مغربي قبل مغادرة بلجيكا، غير أن هذا المشروع لم يكن الأول من مشاريع إدريس، اشتركت مع فرنسي في شركة للبناء وبعد فترة كان مشروع المطعم الثاني، بعد ثلاث سنوات أضحى رأس مال هذا البلجيكي المعتز بأصوله المغربية أربعمائة ألف دولار، ويوظف قرابة 200 أندونيسي في مشاريعه.
رغم النجاح الكبير الذي استطاع أن يحققه في زمن قياسي بأندونيسيا يأمل إدريس بالعودة يوما إلى الوطن الأم والاستثمار فيه quot;إنني متأكد أن المغرب لا يمكن أن يطور إلا بانخراط من عاش خارج المغرب، لنا قدرة على إدارة الأعمال، والسؤال هو هل سيقبلوننا في المغرب أم سيعتبروننا quot;أجانبquot;.
وتتفق زوجة إدريس معه في مشروع العودة إلى المغرب quot;قد أبيع كل شيء وأنتقل إلى المغرب، فهو يهمني كثيرا ونحتاج إلى تطويره، لا يجب أن نظل مكتوفي الأيدي، إننا نحمل تصورات وأفكار في ميادين كثيرة، ونحن لا نحتاج سوى إلى معلومات كي تساعدنا على العودة إلى بلدناquot;.
quot;الوجهاءquot; الصينيون يهتمون بالطبخ المغربي
شهرة المطبخ المغربي دفعت بمستثمرين أجانب إلى الاستثمار في مطاعم مغربية، كما هو الحال بالنسبة بمطعم quot;الوجهquot; بالعاصمة الأندونيسية جاكارتا، فهو لشركة صينية خالصة تحمل الاسم نفسه quot;فايسquot; quot;الوجهquot;، أسندت
![]() |
الطباخ المغربي كريم العبودي |
وشاءت الصدف أن يصبح كريم زبونا للشركة الصينية، فتتكون علاقة صداقة لتصل في العام 2004 إلى اقتراحه لهم بإنشاء مطعم مغربي في العاصمة الأندونيسية جاكارتا. عكس إدريس فقد انتقل كريم إلى المغرب وأحضر المواد الأولية والديكور والإضاءة، كما أحضر في الأول مسؤولا للطبخ شهر ديسمبر كانون الأول الأخير، ثم أحضر الثاني شهر مارس الأخير، عمل الطباخ الأول في مجموعة من المدن اليابانية وفي جزيرة الكونغ كونغ، له 30 سنة من الخبرة، جعلته يطور أطباق مغربية أضحت تنسب إليه، أما الطباخ الثاني فمن آسفي مازال صغيرا، 29 سنة، لكنه ماهر، حسب المشرف على المشروع.
تغلب كريم المهاجر المغربي بفرنسا على الصعوبات اللغوية quot;لم تكن اللغة عائقا أمامي للاندماج في المجتمع الأندونيسي، فالكثير منهم يتكلم الإنجليزية.
للتغلب على المنافسة اختار كريم طباخا ذي خبرة كبيرة في المطاعم quot;أردت أن يحافظ الطبق المغربي على نكته الخاصة وينافس الأطباق الأخرى لذا قلصنا من المواد الذهنية، فالمذاق مغربي خالص، وإن كانت كل المواد الأولية في الفترة الحالية من السوق الأندونيسية، كما أن الخمر المقدم هو الآخر من السوق المحليةquot;. من المعيقات أمام جلب المواد الأولية المغربية والخمر المغربي ارتفاع نسبة الضرائب المفروضة على السلع المستوردة.
يقدم quot;الوجهquot; حاليا وجبات العشاء في فضاء حميمي بإنارة خافتة وعالم مغربي شبيه برياضات مدينة مراكش، ويزوره الفرنسيون والإنجليز والأستراليون والأندونيسيون والصينيون quot;نريده مكانا حميميا، يمكن للزائر أن يتناول وجبة جميلة بأقل من 30 دولارا، ويطمح كريم أن يظهر في القريب العاجل مطعمان بالاسم نفسه في شنغهاي وبيكين، كما يسعى إلى توسيع المطعم واستغلال الطابق العلوي للشيشة والسهرات الليلية.
طموح كريم كبير لنقل الأطباق المغربية إلى جنوب شرق آسيا quot;أركز كثيرا على هذه السوق لأنها فارغة، وأناسها لا يعرفون المغرب، وهم سكان يعشقون الاكتشاف، أعتقد أن المستقبل هناquot;.
يقدم المطعم أطباق مغربية متنوعة من المشوي والبسطيلة والطاجين بأنواعه وأطباق السمك والشرمولة والتفاية والكسكس، بالإضافة إلى الخبز المغربي الذي يصبح عملة صعبة في هذا البلد الأسيوي كثير الاستهلاك للأرز.
quot;الدار البيضاءquot; أو حينما تنافس المغربيات الأطباق اللذيذة الأندونسية
بباريس أندونيسيا quot;باندونغquot; يتواجد مطعم مغربي آخر يحمل اسم quot;الدار البيضاءquot;. صاحبته فاطمة علي، مغربية تحرص على ارتداء الجلباب المغربي. وقد افتتح المطعم منذ شهرين ونصف quot;جئت إلى أندونيسيا رفقة العائلة التي تتعاطى للتجارةquot; تحكي فاطمة، قضت ثلاث سنوات ببالي، غير أن الإرهاب الذي صربها جعل العائلة التي تتاجر في الشاي تتخوف لتنتقل إلى باندونغ.
بعد أن ربت ببتيها وولجتا مدارس عليا في أندونيسيا، وبعد أن نجحت في الاندماج في المجتمع الأندونيسي، اختارت هذه البيضاوية ذات الأصول الأكاديرية تدشين مشروعها الخاص بها، لم تختر مجالا قريبا من تخصصها الهندسة quot;لم يكن لي أن أعمل في هذا التخصص، وحدث أن جرى حديث مع أصدقاء وتطرقوا إلى فكرة مطعم مغربي، قالوا لي إنه ينافس المطعم الأندونيسي، فرحبت بالفكرةquot;. عكس المطاعم المغربية الأخرى، أحضرت فاطمة علي كل المواد الأولية من المغرب، كما أحضرت طباخة مغربية، أرادت أن تحافظ على الطبق المغربي اللذيذ، طبق الأم، لكن واجهتها بعض المشاكل quot;قدمت لهم الحريرة، لكنهم كانوا يكتفون بها ولا يتناولون أطباقا أخرى، كما كان علي أن أتقلم مع الحجم، فهم يأكلون أطباق متنوعة بكميات قليلة. يتوفر مطعم الدار البيضاء على 60 طاولة، بالإضافة إلى صالون مغربي تقليدي، تقدم كل الأطباق المغربية من الحريرة إلى بسطيلة، فجميع أنواع الحلويات، كما تقدم سندويتشات لذويالمحدود في الفضاء الخارجي للمطعم
وبدأت الأطباق المغربية تتأقلم مع الأطباق الأندونيسية، خاصة فيما يتعلق باستعمال quot;الهريسةquot;.
حلم فاطمة علي كبير بأن يتكاثر زبناء المطعم المغربي، كما تسعى إلى توسيع هذا المطعم، شعارها quot;التكتم على طريقة تحضير الأطباق المغربيةquot;، أخشى أن تحدث المنافسة من قبل الأندونيسيين إذا ما اكتشفت طريقة إعداد الأطباق المغربية.
أقرب الأمور إلى قلوب الأندونيسيين هي كرة القدم
رضوان البركاوي ابن بطوطة الكرة المغربية بأقصى جنوب آسيا
مدينة الدار البيضاء حاضرة في باندونغ الأندونيسية ليست من خلال المطعم فقط، بل من خلال اللعبة الأكثر شعبية في هذا البلد الإسلامي الكبير وفي العالم، إذ أضحى اسم المغرب مألوفا من خلال اللاعب رضوان البركاوي. مروره قرب الفندق أو ولوجه إلى مطعم معين يجلب إليه جمهورا كبيرا بعضهم يرغب في الفوز بتوقيعه والبعض الآخر للالتقاط صور للذكرى quot;أحرص كثيرا على اختيار الفضاءات للسهر أو التنقل، وذلك لوجود إعلام يتابع تحركات اللاعبين وسكناتهمquot; يحكي البركاوي، بل إن الجو الأندونيسي جعله يحرص على الصلاة.
فكيف رمت به هذه اللعبة إلى أندونيسيا؟
البركاوي رضوان واحد من أبناء مدرسة الرجاء البيضاوي لكرة القدم، لعب مع فريق المغرب الفاسي في القسم الوطني الأول قبل سنوات، ثم التحق بفريق النهضة السطاتية في الموسمين 2000 إلى 2002، ليبدأ رحلة احتراف طويلة بدأت عربيا رفقة الفريق الإماراتي الرمس quot;دعاني صديقي عبد العظيم مروان الذي لعب معي في المغرب الفاسي، للالتحاق بالفريق الإماراتي ففعلتquot;. تألق البركاوي مع الفريق ووصل إلى المربع الذهبي غير أن كسرا أوقف مسيرته لفترة، لينتقل بعد ذلك إلى الفريق التونسي أولمبيك باجا في الموسم 2003 2004، قضى في البطولة التونسية سنة ونصف وغادر الفريق بعد خصام مع المسؤول المالي، رغم أنه يؤكد صداقته لرئيس النادي، وقد سجل مع الفريق التونسي أربعة أهداف، وعاد البركاوي إلى الخليج وهذه المرة في البطولة البحرينية لكرة القدم quot;التحقت بصديقي عزيز بوكركور كيسر، كانا وراء انتقالي إلى البحرين، وأنهيت معهم الموسمquot;. مرة أخرى سيعود إلى إفريقيا وبالضبط إلى نادي الهلال السوداني لكنه لم يشارك ولو في مباراة واحدة بعد أن وقع العقد. وسيعود للمرة الثالثة إلى الخليج والثانية إلى البحرين هذه المرة إلى فريق quot;الرفاعquot;، وسجل مع الفريق ثمانية أهداف، وبعد انتهاء الموسم ستبدأ مرحلة أخرى من رحلة ابن بطوطة كرة القدم.
انتقل إلى فريق أندونيسي بعد أن اتصل به مدرب مغربي يحمل الجنسية الهولندية فواد أزرك. قضى مع فريق quot;مالا كاتيليكومquot; موسما غير أن لعنة الإصابة ستلاحقه مرة أخرى، فتوقف عن اللعب بعد ثلاث مباريات كان ذلك شهر يناير كانون الثاني من العام الحالي، وعاود المغربي أزرك ومسؤول أسترالي يدعى جون موريس الاتصال به وأقنعاه بالانضمام إلى فريق quot;بيرسيب باندونغquot; الأندونيسي، لأن القانون الداخلي يسمح بإشراك خمس لاعبين أجانب في الفريق الواحد.
خلال الموسم الكروي لم يلعب رضوان البركاوي، بداعي الإصابة، سوى 12 مبارة من أصل 26 واستطاع أن يسجل ثمانية أهداف. يؤكد البركاوي أنه رغم الاهتمام الكبير للجمهور بكرة القدم والاهتمام الإعلامي، فإن مستوى اللعبة ضعيف مقارنة بالبطولة المغربية.
كان البركاوي أول لاعب مغربي يمارس في البطولة الأندونيسية، وقد اختير ضمن نجوم البطولة وأقيم لقاء شارك فيه بمدينة ساماران.
ما يثير إعجاب البركاوي هو هوس الجمهور بكرة القدم quot;تحس بأنك في البرازيل أو الأرجنتين، فالأندونيسيون مسكونون بكرة القدم، قبل انطلاق المونديال، اتصل الوالي بي وبصديقي حارس المرمى كي نتابع المباريات في بيته، كما أن مجموعة من القنوات كانت تأخذ رأيي في المباريات، بل إن أصحاب المقاهي كانوا ينادون علي كي أجلب لهم الجمهور، لأنهم يعشقون اللاعبين، فمعدل جمهور المباريات يصل إلى 30 ألف.
رغم طواف ابن بطوطة في بطولات مختلفة يؤكد أنه لم يجل العالم كله، quot;مازالت هناك أقطار أخرى أتمنى أن أنضم إلى بطولاتها المحليةquot;. ويؤاخذ على المسؤولين إهمال اللاعبين الذين يمارسون خارج القارة الأوربية quot;هناك لاعبون كبار في بطولات غير أوربية لكنهم مهملونquot;. ويضيف أحيانا يتساءلون هنا في أندونيسيا لماذا لا ينادى عليك في الفريق الوطني ولا أعرف الإجابة.
ربما يدفعه هذا الوضع إلى حمل جنسية أخرى quot;لقد اقترح علي في السابق حمل جنسية البحرين ورفضت لسبب وحيد هو أن العرض لم يكن مغريا، والآن هناك من يطلب مني حمل الجنسية الأندونسية للعب مع منتخبها الوطني، وطالما أن منتخبنا لم يتح لي ولو فرصة واحدة فإنني أفكر في الأمر بجدية.
يبلغ البركاوي حاليا 27 سنة وقد يغير الوجهة في قارة جديدة هذه المرة أستراليا quot;اقترح علي عرض وسأجرب حظي هناكquot;.
قيمة العقد في أندونيسيا لا تتجاوز مائة ألف دولار، لكن الحياة الرخيصة تجعل هذا المبلغ مهم جدا.
ما يثير البركاوي هو رفع بعض الأندونيسيين للراية المغربية خلال بعض المباريات المحلية quot;أفاجأ بالراية المغربية التي صممها الجمهور بنفسه، وهذا يسعدني كثيرا.
لم يعد البركاوي وحيدا في البطولة الأندونيسية، فقد التحق هذا الموسم في مبارياته الأخيرة ثلاثة لاعبين مغاربة دفعة واحدة، وقد جلبتهم إلى تلك البطولة وسيط من الكاميرون كان في منتخبها الوطني، وينصح البركاوي اللاعبين بعدم الوقوع في شبكة بعض الوسطاء.
في الحياة العادية، تجاوز البركاوي العائق اللغوي quot;كانت لي مشاكل في التواصل بماليزيا، لكنني تغلبت على الأمر بفضل الإنجليزية، أما في أندونيسيا فقد كان الأمر أكثر سهولة quot;لغتهم سهلة لأن ما يكتب ينطقquot;.
رغم رحلاته تلك يحن البركاوي إلى فريقه الأخضر الرجاء البيضاوي quot;إنه فريقي المفضلquot;، كما يحن إلى وطنه quot;إنه أحسن بلد بالنسبة لي، رغم أنه ظلمني كثيرا، لكنني أحبه بقوةquot;.
لربط هذا الحنين يزور بين الفينة والأخرى مطعم quot;الدار البيضاءquot; المغربي quot;آكل البسطيلة والطاجين بأنواعه والكسكس والكباب، إنني أزور المطعم ثلاث مرات في الأسبوعquot;.
المغرب ينقل أسلوبه في الحياة إلى أكبر دولة إسلامية
وسينضاف شهر سبتمبر أيلول المقبل مطعم مغربي آخر في فندق quot;كران بلادزاquot; بالعاصمة الجاكارتية. صاحب الفندق رجل أعمال هندي يعشق المغرب، وقد كلف مهندس ديكور مغربي يقيم في جاكارتا، يدعى عبد الله الداودي لتصميم المطعم تصميما مغربيا. وقد أحضر رجل الأعمال هذا ما قيمته 45 ألف دولار من المواد الأولية لتصميم الديكور من مدينة مراكش، خاصة الصباغة والأواني والصناعة التقليدية والأكسسوارات.
المغرب لا يصدر إلى أندونيسيا أطباقه ولاعبيه، فقط، بل أسلوب الحياة كذلك، كما هو الحال بالنسبة لعبد الله الداودي، فهذا الشاب خريج مدرسة الفنون الجميلة تخصص هندسة داخلية، رفقة زوجته ندى لحلو، استطاع أن ينقل إلى ميسوري جاكارتا الفن المغربي. بعد شهادة في الفنون الجميلة بالمغرب انتقل عبد الله إلى بلجيكا فبريطانيا لتعميق بتخصصه في الهندسة الداخلية، واقترح عليه زوج أخته الهندي الانتقال إلى جاكارتا للعمل في هذا المجال فقبل quot;إنه بلد يتطور بسرعة كبيرة، وهذا يجعل الإقبال على الهندسة الداخلية كبيرا، كما أن هذا البلد الإسلامي في حاجة إلى لمسة لدولة إسلامية، كما هو الحال بالنسبة للمغربquot;. استطاع الداودي أن يعرف الأندونيسيين بفن الحياة المغربي، فخلال سنتين فقط استورد من المغرب عشر حمولات للمواد التقليدية المغربية من مدينة مراكش فقط quot;السكان هنا يحبون كثيرا quot;تدلاكتquot; وما هو مغربي. استطاع عبد الله أن يندمج في حياة جاكارتا، وقد فتح محترفا ومتجرا لعرض إبداعاته quot;شاو رومquot;.
هذا البلد مختلف عن أوربا، إذ يفرض على المهاجر إما أن يكون صاحب مشروع أو ما يأتي إليه لأن الحياة لغير أصحاب المشاريع قاسية، إنني كمستثمر، يقول الداودي والسيجار لا يفارقه، حصلت على عدة امتيازات، كالسائق والخدم في البيت، وهو ما لا يمكن أن يتوفر عليه المستثمر في أورباquot;.
يدعو عبد الله الشباب الحامل لمشاريع جديدة أن يلتحق بهذا البلد quot;من يملك 50 ألف دولار يمكن أن يستثمر في مشاريع متعددة وبسهولةquot;.
تفكيره في العودة إلى المغرب بعد سنوات في أندونيسيا و12 سنة في أوربا، مستمر quot;أفكر دائما في العودة إلى المغربquot;، في انتظار هذا يعمل الداودي للتقريب بين رجال المال الأندونيسيين ورجال المال المغاربة، كما يحاول أن يخلق صداقات أخرى في إحدى الحانات المشهورة في جاكارتا عبر quot;البيارquot;.
بالإضافة إلى عبد الله ومجهوداته لنقل أسلوب الحياة المغربية إلى جاكارتا، كان رجل الأعمال الأندونيسي داتو حكيم عاشق المغرب وزائره الدائم قبل أن يرحل إلى أرض البقاء، أول من دشن quot;المنزل المغربيquot; في العاصمة جاكارتا. يقع المنزل المغربي في أرقى أحياء العاصمة، وهو عبارة عن quot;فيلا كبيرةquot; صممتها مهندس نيوزلندي يدعى هانكي بعد أن زار المغرب، بدأت تستقبل الزبناء في العام 2002، مساحة المنزل 6500 متر مربع، تتكون من طابقين وحانة في الطابق السفلي وحمام سباحة شبيه بحمامات سباحة الرياضات.
بالإضافة إلى إمكانية الحجز للزبناء للعشاء في هذا الفضاء الساحر وتناول وجبات مغربية، مقابل 60 دولار لثلاثة أشخاص، ينظم الشركات الكبرى والاستقبالات الكبيرة في هذا الفضاء المغربي. رغم أن الهندسة غير مغربية خالصة، بل مزيج من الأساليب، فإن هذا المنزل يقدم صورة مشرقة عن المغرب.
التعليقات