خسرو علي أكبر من باريس:بعد مرور ثلاثة أعوام على ذكرى الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة بم الايرانية والذي راح ضحيته أكثر من ثلاثين ألف مواطن، احتدم السجال في الصحافة الايرانية في الاسبوع الماضي حول صدقية مشروع إعادة بناء المدينة واعادتها الى الحياة الطبيعية، ففيما رأى بعض المتابعين للشأن الايراني استحالة عودة الحياة في هذه المدينة الى مجراها الطبيعي في أقل من عشرة أعوام بسبب حجم الخراب الذي خلفه الزلزال، تحدثت الصحف شبه الرسمية عن انتهاء مشروع الاعمار في نهاية العام القادم حسب التقويم الايراني، و كانت الرؤية الرسمية أكثر تفاؤلا حينما أعلن محافظ اقليم كرمان رؤوفي نجاد عن استكمال اعادة بناء 87 في المائة من المساكن، وانفاق ستة الاف مليار ايراني (650 مليون دولارا)، كما أشار رؤوفي نجاد الى بناء ألف وحدة تجارية من بين 5 آلاف وحدة دمرها الزلزال واعداد خرائط لبناء أربعة الاف مبنى تجاري،استصدار تراخيص العمل لأكثر من ألفي متجر ومشروع تجاري.ويفتخر المسؤولون الايرانيون بالشوط الذي قطعوه في مجال الاعمار رغم فشل المانحيين والمتبرعين من دول ومنظمات غير ايرانية بالوفاء بوعودها بدعم ضحايا الزلزال واعادة اعمار المدينة بمبلغ مقداره مليارد دولار اميركي.


الا أن بعض السكان تحدثوا لايلاف عن العراقيل التي واجهتهم في مجالات السكن والعمل والخدمات، وانتقدوا بشدة ضعف الأداء الاداري في حل المعضلات الرئيسية، وقال غلام حسين جعفرعلي أن الصحف الايرانية تنقل صورا لمشاريع غير مكتملة البناء وتهمل صور الخيام التي نعيش فيها منذ وقوع الكارثة في السابع والعشرين من ديسمبر 2003، وان استمر الوضع على هذا المنوال فان الأمراض النفسية والصحية ستقضي على آلاف المنكوبين.


ويشير محافظ اقليم كرمان الى جانب من مأساة أهالي مدينة بم، وهو الجانب المرتبط بالخدمات الصحية فاعتبر حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبني التحتيه في الحقول الزراعية والصناعية لم يأخذ نصيبا وافرا بسبب الاشتغال بحل مشاكل المواطنين وتوفير المستلزمات اليومية لهم.


.أما يد الله برويزيان فقد أشار الى موضوع اعمار بم من منطلق آخر،فاستند الى المعايير التي وردت في أحد أعداد مجلة تصدر عن اليونسكو ورد فيها ان العلاقة بين الكوارث الطبيعية والبيئة هي علاقة وثيقة لكن حجم الأضرار يرتبط دائما بالاجراءات والاقدامات المتخذة، فاتساع المدن وارتفاع النمو السكاني في المدن والأبنية التي لاتتوفر على المعايير اللازمة، وضعف أداء قسم الخدمات(وأهمها الخدمات الصحية والاسعاف الطبي)، تسبب جميعها في ارتفاع عدد الضحايا أثناء وقوع الكوارث البشرية،وحسب برويزيان فان الاسباب المذكورة تجد في بم مثالا جيدا لها، مما سبب في وفاة أكثر من 30 ألف مواطن ايراني، لذا فان المهمة الرئيسية التي تواجه الحكومة والمؤسسات المعنية باعادة الاعمار تتحدد بعملية اعمار وفق معايير تضمن وقوع أقل عدد من الضحايا في منطقة معرضة دائما للزلازل.
ويعتقد بعض المتخصصين في شؤون البيئة أن المعايير التي اللائحة التي صادق عليها البرلمان الايراني بعد حدوث زلزال رودبار عام 1990 وأدى بحياة 40 الف شخصا، لم تأخذ بمحمل الجد ولم يتم مراعاتها في عدد من المدن الايرانية، وهو سبب مهم في وقوع عدد جد كبير من الضحايا في كارثة بشرية كانت الثانية في حجم الدمار الاقتصادي والانساني في عام 2003 حسب احصائية الصليب الأحمر.
واضافة الى الخسائر البشرية فقد تسبب زلزال بم في امحاء آثار تاريخية من ضمنها قلعة بم التي كانت تعتبر أوسع بناء تاريخي مشيد من الطوب وجذوع النخيل، ومقصدا سياحيا شهيرا وصفه بعض المؤرخين بجوهرة التراث الايراني.


أخطر الزلازل التي ضربت ايران
10 أبريل 1972 زلزال بقوة 7.1 بمقياس ريشتر - جنوب ايران ndash; أدى الى مقتل 5400 شخصا.
22 مارس 1977 زلزال بلغت قوته 7 بمقياس ريشتر يضرب سواحل بندر عباس وراح ضحيته 167 شخصا.
7 آبريل 1977 زلزال بقوة 6.5 يضرب مدينة اصفهان ويؤدي الى مقتل 362 شخصا.
16 سبتمبر 1978 زلزال (7.5 )يضرب شرق ايران ويؤدي الى مقتل 25 ألف شخص.
14 نوفمبر 1979،زلزال بقوة 5.6 يضرب شرق ايران ويقتل 400 شخص.
11 يونيو 1981 زلزال بقوة 6.8 يضرب محافظة كرمان ويسفر عن مقتل 1027 شخصا.
12 يونيو 1990 زلزال بقوة 7.7 يضرب مدينة رودبار وقراها ويقتل أكثر من 35 ألف شخص.
28 فبراير 1997 زلزال بقوة 5.5 يضرب مدينة اردبيل ويتسبب في مقتل الف شخص.
10 مايو 1997 زلزال 7.1 يضرب مدينة بروجرد ويؤدي الى مقتل 1560 شخصا.