بعد أولبرايت وهيلاري كلينتون

عدنان ابو زيد من امستردام: ديمقراطيون يصبحون أكثرية بعد أن كانوا أقلية لعقد من الزمن ويزيد.
ونانسي بيلوسي تقودهم اليوم بعد أن حلفت اليمين، لتصبح أول أمراة تتولى رئاسة مجلس النواب الامريكي.
ولعل أول برامجها تغيير اتجاه البوصلة الامريكية، فقد صرحت في بداية الجلسة : اليوم نغير اتجاه بلادنا.
فما الذي سيتغير؟ ولما يزل الرئيس بوش في قمة الهرم، على الرغم من أن نانسي ستكون أهم شخصية في دائرة السلطة بعد بوش ونائبه.

مستقبل القرار الامريكي
ونانسي تعارض سياسات بوش الذي يستعد لتغيير سياساته في العراق. فهل ستكون معه أم عليه. وهل ستجبره على تقديم تنازلات بقوة الاكثرية التي تقف خلفها، أم ان بوش سيسحب البساط من تحت قدميها بدعوته للتعاون بين الجمهوريين والديمقراطيين والدعوة لتغليب المصلحة الاوطنية على الحزبية.
محللون يقولون ان القرار الامريكي المستقبلي سيكون بطيئا ينقصه الحزم، واخرون يرون انه سيكون حكيما ناضجا لانه سيكون خلاصة صراع بين جمهوريين وديمقراطيين.

نانسي لجدولة الانسحاب من العراق
ونانسي لديها اولوية، ولن تكون ثانوية كما اكدت، وهي الضغط على الرئيس بوش لجدولة الانسحاب من العراق، وعلى هذا الاساس فان الموافقة على تخصيص 100 مليار دولار إضافية لتمويل حرب امريكا في العراق وافغانستان في شباط ستكون حامية الوطيس.
وربما يصبح موقع الرئيس بوش ضعيف أكثر لان الديمقراطي توم لانتوس سيرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وهو الذي صوت ضد شن الحرب على العراق وأصبح الآن يدعو لحوار مع سوريا وإيران، وهكذا فان افكاره على النقيض تماما من خطط بوش.

أفكار المرأة الحديدية
اما في الداخل، فسيكون الامر أخف وطاة، ويتعين على الجمهوريين والديمقراطيين ايجاد حل وسطي لقضية تخفيض الدعم الفدرالي لشركات البترول الكبرى التي قفزت ارباحها أضعافا مضاعفة وهي قضية تصيب بوش ونائبه بمقتل، لانهما عرابا الصناعة النفطية الامريكية.
وتريد نانسي أعادة النظر في قوانين الهجرة والرعاية الصحية وأمن الحدود.
كما تصر على تشكيل جلسات rlm;استماع وتحقيق في شأن ملفات مثل قرار الحرب وسرقة أموال في العراق وفساد عقود الإعمار وكذلك إعصار كاترينا.

أمريكية من أصل أيطالي
و نانسي داليسندرو بيلوسي أمريكية من أصل إيطالي، ولادتها في ماريلاند، ومارست السياسة وهي لما تزل شابة، ذلك انها كانت تساعد والدها الذي كان نائباً عن ماريلاند وعمدة بالتيمور في أعماله السياسية. تخرجت نانسي من جامعة ترينيتي واشنطن عام 1962، وفي الجامعة التقت ببول بيلوسي وتزوجا وانتقلا إلى مدينة سان فرانسيسكو.
نانسي أم لخمسة أبناء، لكن ذلك لم يؤثر على طموحاتها السياسية، التي تكللت بزعامتها للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا الشمالية.

عائلة برجوازية
وعائلة بيلوسي غنية، ولديها أستثمارات بملايين الدولارات، وتمتلك العائلة أسهماً ضخمة في شركات كبيرة مثل ldquo;مايكروسوفتrdquo; وrdquo;أمازونrdquo; وrdquo;إيه تي آند تيrdquo;. ويبلغ دخل نانسي بيلوسي السنوي 200 ألف دولار أميركي وتصنف بين النواب العشرة الاكثر ثراء فى الكونغرس. و تبدو نانسي محافظة أحيانا فهي مع تمكين راسمالية القطاع الزراعي في مقاطعتها، ومتحررة احيانا اخرى فهي مع قانون الاجهاض.ونانسي تبدو براغماتية أكثر من حزبها نفسه، والسياسة بالنسبة لها مصالح، فهي تقول : إن السياسة مثل ''لعبة التنس، يمكن أن تنتقل فيها من اليمين إلى اليسار والعكس، لكنك يجب أن تعود إلى الوسط''middot;middot;.


أصدقاء وأعداء
لكن هناك من يضفي الصفات السيئة على هذه السيدة، لا سيما من اعداءها الجمهوريين الذين بثوا دعاية مضادة خلاصتها أن بيلوسي سترفع الضرائب وتساعد المهاجرين غير الشرعيين وتدعم زواج المثليين، وهي امراة تنقصها الصلابة في مواجهة الارهاب لانها صوتت ضد استخدام القوة في العراق عام 2002 كما أنها ضد خطة بوش لإصلاح نظام الأمن الاجتماعي.

سخرية بوش
وكان بوش سخر منها حين قال : تلك المرأة التي تعتقد بأنها يمكن أن تصبح رئيسة rlm;لمجلس النواب.لكن مؤيديها واثقون من انها ستكون امراة حديدية في داخل مجلس النواب ودليلهم انها
تمكنت من توحيد الآراء داخل حزبها حول قضايا مهمة، ونجحت في اعادة التوازن داخل مجلس النواب لصالح الديمقراطيين.

ويقول معجبون بشخصيتها انها صبورة وشرسة ولا تستسلم بسهولة ولا تدع الأخطاء تمر دون حساب. rlm; ودليل ذلك أنها طالبت بعد فوز الديمقراطيين في مجلس النواب الى إقالة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد، وكان ذلك أحد الاسباب التي دفعت بالرئيس بوش إلى أعلان استقالة وزير دفاعه.

أراء صريحة
ولنانسي رأي صريح وفض بقادة البيت الابيض الحاليين، فقد قالت ذات مرة ان rlm;الرئيس بوش تنقصه الكفاءة. وصرحت لمندوبي الصحف rlm;الأميركية في مبنى الكونغرس في وقت كان يتواجد فيه الرئيس بوش ايضا : إن الوضع في العراق لا يدل إلا على شيء واحد، وهو عدم كفاءة قادتنا.

وتعتقد نانسي ان الحرب على العراق قد زادت من خطر الارهاب على عكس مايعتقده بوش.
ودليلها التقرير الاستخباري السري عن حرب العراق. فقد قالت بيلوسي: إن rlm;التقرير يقدم دليلا على أن الحرب على العراق تجعل من الصعب على أميركا أن تقاتل وتنتصر في الحربlrm; lrm;على الإرهاب.

نانسي تهرب من بناية الكونغرس
وكان أمرا ظريفا حين هرعت نانسي مع بقية موظفي الكونغرس الى الخارج عندما تقرر إخلاء مبنى الكونغرس بسبب تهديد إرهابي محتمل، وأثناء فرار نانسي بيلوسي من مبنى الكونغرس فقدت حذاءها بعد أن تعثرت في أحد السلالم، وواصلت الفرار حافية القدمين.
وشاءت الصدفة أن خصمها rlm;الجمهوري ريكرت عثر على الحذاء ليؤخذه الى مؤتمر بيلوسي الصحفي ويسلم الحذاء الى بيلوسي التي انفجرت من الضحك.

نانسي والعرب
واعتبرت نانسي تصرف النائب rlm;توم تانكريدو غير مسؤول حين هدد بتدمير الكعبة إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم rlm;إرهابي كبير،lrm; lrm;وتعتقد نانسي ان بقاء زعيم القاعدة طليقا دليل على إخفاق ادارة بوش،كما ايدت حكومة بوش لموقفها المناهض للإبادة rlm;الجماعية في دارفور.

هكذا أذن.. فالديمقراطيون اليوم أغلبية، وهم الذين قدموا ثلاث نساء الى واجهة السياسة الامريكية، مادلين اولبرايت، ونانسي بيلوسي، وهيلاري كلينتون التي يتوجب عليها فعل الكثير اذا أرادت حقا ترشيح نفسها للرئاسة في عام 2008.

[email protected]

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاحد 7 كانون الثاني 2007