استخدام الافيون يبدأ في المهد لدى العاملين في حياكة السجاد في افغانستان


شويب نجفي زاده منمزار الشريف: في فناء منزل من الطين يلفه الغبار، ينهمك ستة افغان بحياكة سجادة بمساعدة بعض الاطفال فيما يخلد الصغار منهم لنوم هادىء رغم الضجيج المحيط بهم.. بفضل جرعة من الافيون. وتوضح نظيرة (28 عاما) العاملة في حياكة السجاد انه quot;امر عادي ان نعطي الصغار قليلا من الافيون لكي لا يزعجونا خلال عملناquot;.فالنساء يعملن طوال النهار في حياكة السجاد التي تعتبر المورد الرئيسي لمعيشة معظم العائلات في اقليم دولت اباد بولاية بلخ الافغانية الحدودية مع تركمانستان واوزبكستان.

في فناء منزل من الطين يلفه الغبار، ينهمك ستة افغان بحياكة سجادة بمساعدة بعض الاطفال فيما يخلد الصغار منهم لنوم هادىء رغم الضجيج المحيط بهم.. بفضل جرعة من الافيون. وتوضح نظيرة (28 عاما) العاملة في حياكة السجاد انه quot;امر عادي ان نعطي الصغار قليلا من الافيون لكي لا يزعجونا خلال عملناquot;.فالنساء يعملن طوال النهار في حياكة السجاد التي تعتبر المورد الرئيسي لمعيشة معظم العائلات في اقليم دولت اباد بولاية بلخ الافغانية الحدودية مع تركمانستان واوزبكستان.


فهن يحتجن للعمل بكل حرية بدون الاهتمام باطفالهن من اجل انهاء هذه السجادة في خلال اربعة اشهر وتقاسم حوالى ستمئة دولار.
وهذا المخدر الذي يستخدم في المهد يؤدي غالبا الى التبعية فالادمان في شمال افغانستان حيث يقدر عدد المستهلكين المدمنين على الافيون بنحو 51 الفا.
وتعد افغانستان المنتج الرئيسي في العالم للافيون الذي يستخدم لصنع الهيرويين. وعلى الرغم من ان البلاد لا تعد اليوم سوى 4% من الاشخاص المدمنين على الكحول او المخدرات، كما تؤكد الامم المتحدة، فان الخبراء يخشون من ازدياد هذه النسبة.
ويقول زوج احدى العاملات انه مع والدته التي تعمل ايضا في حياكة السجاد، تعاطى الافيون صغيرا. وروى عكا مراد الذي يبلغ اليوم اربعين عاما quot;عندما كنت طفلا كانت امي تعطيني الافيون.. وعندما بلغت السنتين كان تناول الافيون اصبح عاديا بالنسبة ليquot;.
وقال quot;الان ان لم احصل على جرعتي مرتين في اليوم اشعر بالالم في كل جسمي واصاب بالجنونquot;.
ويقر مراد بانه ينفق نصف راتبه المتواضع للحصول على الافيون له ولعائلته. ويؤكد quot;اننا ننفق كل يوم نحو 300 افغاني (6 دولارات) لشراء الافيونquot;.
والمشكلة كان يمكن حلها ان وجدت دور حضانة حيث يمكن للاهل ترك اطفالهم خلال فترة عملهم كما تقول نظيرة.
فهناك بالطبع دور حضانة في عاصمة بلخ، مزار الشريف، لكن على بعد خمسين كليومترا من المكان الذي تعيش فيه عائلة مراد.
وقالت نظيرة quot;لو كان هناك دور حضانة لما كنا بحاجة لاعطاء الافيون الى اطفالنا وانفاق مالنا على شرائهquot;، مضيفة quot;واعلم انه بعد عشر سنوات لن يعود احد يستخدمه هناquot;.
والحكومة تؤكد من جهتها انها مدركة للمشكلة. وقالت مديرة القسم المحلي للعمل والشؤون الاجتماعية فوزية حميدي quot;نتوقع بناء دور حضانة في اربعة اقاليم بينها اقليم دولت اباد في السنوات الخمس المقبلةquot;.
وقد فشلت الجهود التي تبذلها الدولة الافغانية مدعومة من بريطانيا والولايات المتحدة في استئصال زراعة الافيون في البلاد. وارتفع الانتاج هذا العام بنسبة 34% ليبلغ 8200 طن بحسب اخر ارقام الامم المتحدة.
وتشير دراسة الى ان ولاية بلخ تعتبر هذه السنة quot;محررةquot; من الافيون على غرار 13 ولاية اخرى.
وتتحدث الامم المتحدة عن انهيار الاسعار بسبب الافراط في الانتاج، لكن في بلخ اصبح شراء او ايجاد الافيون اكثر صعوبة منذ سنتين بحسب الاهالي. كما ان الاسعار تميل الى الارتفاع ليرتفع سعر الكيلو من 2500 افغاني (50 دولارا) الى ثلاثة الاف او اربعة الاف افغاني.
ويقول شايرمردان كول (46 عاما) وهو مزارع يزرع ما يكفي لاستهلاكه الشخصي مع عائلته quot;قبل سنتين كان كل فرد يزرع افيونه والاسعار كانت منخفضة.. اما الان فان الاسعار ازدادت ونلقى صعوبة في ايجادهquot;.