حمدان الرحبي من صنعاء: كعادته كل عام يزدحم سوق نقم لبيع المواشي بالزبائن ممن ينشدون أضحية عيد الأضحى المبارك اقتداء بسنة أبونا إبراهيم عليه السلام. الكثير من الناس يأتون إلى أشهر أسواق صنعاء للمواشي من معظم المناطق المحيطة بصنعاء منذ الصباح الباكر لكن ليس جميعهم يخرجون بما يريدون فأسعار المواشي مرتفعة تجبر ممن لا يملك قيمتها العودة بخفي حنين والتفكير بشراء دجاجة دون التخوف من انفلونزا الطيور. وكما يقول على البحري فهى أفضل من أنفلونزا الأسعار التي لا ترحم ذوي الدخل المحدود أمثاله.
وقضى أكثر المضحون وقتاً طويلاً في البحث عن اضحياتهم للعيد وإذا لم لحالفهم الحظ في اليوم الأول يأتون في اليوم التالي حتى يجدون ما يريدون.
يقول محمد الحشيشي وهو من ضواحي صنعاء:كل عام نأتي الى هذا السوق ونحرص على شراء أضحية مناسبة للعيد وتكون مفخرة لنا أمام سكان قريتنا ويبعد عنا نظرات الانتقاص اذا ما اشترينا ثوراً معيوب.
ويقف الحاج عبدالله سعيد مع ثوره الضخم الذي يلفت أنظار السوق ويقول ان سعره لا يقل عن 300 ألف ريال سألته لماذا تغالي في السعر؟! اجابني بان هذا الثور تربى في خميس الهيج اشهر مزارع تربية الابقار في تهامة.
مئات المواشي تزدحم في السوق بمختلف انواعها الماعز والكباش والاثوار و الابقار بلدية ومستوردة اضافة الى الجمال. التي لا يفضلها كثير من الناس كما يقول مبروك الذماري.
ويعتبر الذماري وهو بائع مواشي ولديه مزارع في تهامة ان اسعار هذا العام غالية وكل عام ترتفع بشكل جنوني فهو يبيع مواشيه ما بين العشرة الاف ريال الى 23 ألف ريال للكبش الواحد.
ويتذمر الذماري من قلة شراء الناس فهو كما يقول : قليلي الشراء وكثيري التفرجه ربما بسبب قلة معاشاتهم التي لا تكفي لشراء اضحيه للعيد.
مبروك يعمل منذ كان عمره سبع سنوات في تجارة بيع المواشي ورثها عن والده وهو الآن في السادسة والعشرين ولديه مزارع في تهامة يقول عن تجارته quot;أسافر من وقت لآخر إلى الصومال والحبشة واشتري الأبقار والمواشي من هناك ونحملها على السفن إلى مزارعنا في تهامة، ومن أشهر الأصناف التي نستوردها الكباش البربرية والدنكلي الحبشي والتيوس الصومالية والأبقار الحبشية بالإضافة إلى أننا نربي الكباش المروعية في مزارعنا في تهامة وهي من أغلى أنواع الكباش حيث تصل أسعارها إلى 30ألف ريال.
يتابع الذماري كلامه نشتري الكبش المستورد بخمسة الآف ريال ونبيعه بعشرة ألف ريال, مؤكداً أنه لولا الضرائب والجمارك التي يدفعونها مبالغ مالية كبيرة لكان سعر البيع أقل من ذلك.
ويشتكي الذماري من المهربين الذين يأتون من داخل السعودية ويتسببوا في رفع أسعار الكباش.
أغلب اليمنيين يبحثون عن ما يضحون به في العيد حتى ولو كانوا فقراء ويتحرون حسن اختيار الذبيحة. إلى جانب أنها من الجانب الإجتماعي تكون مفخرة للمضحي بين الناس كما هو حاصل في الريف اليمني حيث التشبث بالعادات والتقاليد ومن ضمنها ما يسمى (بالتعاويد) المرتبطة بعيد الأضحى المبارك وتقام في الليالي المقمرة منتصف شهر ذي الحجة من كل عام حيث تلقى فيها أشعار هجاء بشكل جماعي أمام منزل أي شخص كانت ذبيحته معيوبة أو ناقص.
فعلي احمد فرحان يقضي اكثر من ثلاثة ايام في اختيار ذبيحته وكما يقول :حتى لا اكون عرضة للتعاويد في القرية.
اغلب الناس يأتون للشراء بشكل جماعي حيث يتشارك كل سبعة اشخاص لشراء ثور. كما هو متعارف عليه عند الكثير من مواطنو الريف.
وعلى الرغم من الارتفاع الجنوني للأسعار فان الحاج محمد حسين السريحي يؤكد انه لن يخرج من السوق الا بكبش للعيد كما وعد اولاده المتلهفون لملاعبة الكبش قبل ذبحه.
اما خليل الحمادي فلم يهتم كثيرا بأضحية العيد ويقول سأشترى لحمة العيد من الجزارة فذلك اسهل.
حركة البيع والشراء في سوق نقم (بوره) بحسب حزام عبدالله والتي تعنى ازدياد المعروض مقابل قلة الطلب، ويقول ان الناس تفضل شراء الأبقار المستوردة على البلدي بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالبلدي وتتراوح أسعار أبقاره كما يقول من 100-150ألف ريال.
قبيل مغادرتي السوق استوقفني عزيز الحسني الذي يعمل لدي حزام طالبا مني التقاط صورة له وسط قطيع من الأغنام. صورته وتركته متجهاً خارج السوق مترنماً المثل الشعبي العيد عيد العافية.
التعليقات