إيهاب الشاوش من تونس: تتساءل الباحثة التونسية، جميلة بدوس، لماذا تكاد تنقرض مهنة quot;الحرايريquot; وهو حرفي في صناعة نسيج الحرير، في تونس العاصمة بينما ازدهرت في مدينة المهدية الساحلية.
هذا التساؤل، طرحته الباحثة في ملقى دولي، حول quot;ذاكرة الحريرquot;، انتظم على هامش مهرجان الحرير بالمهدية(200 كلم عن العاصمة) وهو مهرجان فريد يتواصل على امتداد ثلاثة أيام.

وتسوق الباحثة في مداخلتها، أسباب هذا التدهور، لمهنة الحراري بالعاصمة التونسية، فتقولquot; الاضطراب في تنظيم المهنة و تغير نظام اللباس و دخول تقاليد جيد، اثر على عوائد الحرفيين، و حط من مكانة حرفي الحرير، في تونسquot;.

غير ان الإجابة على تساءل الباحثة التونسية، يمكن ان نجدها في مداخلة محمد خامس بواب، مدير المعهد العالي للحرف و الفنون بالمهدية، اذا يقولquot; مدينة المهدية معروفة بصناعة الحرير لأنها الأولى التي احتضنت الصناعة و نشرتها في جميع الدولquot; و يضيفquot; مدينة المهدية في تقديري هي عاصمة الحرير في تونس و في افريقيا.

المهدية مدينة الحرير
وتتميز مدينة المهدية بالنسيج الحريري حيث ازدهرت هذه الصناعة منذ القرن العاشر للهجرة، كنتيجة للرقي الذي شهدته عاصمة الفاطميين في أوج مجدها و التي اشتهرت بلبس الحرير الذي يعكس حياة البذخ و الرفاه.

وازدهرت هذه الصناعة منذ القرن العاشر للهجرة، نتيجة للرقي الذي شهدته المهدية عاصمة الفاطميين. واشتهرت المدينة بلباس الحرير على نحو عكس حياة الرفاه التي عرفتها شرائح المجتمع آنذاك.

ورسخت هذه التقاليد في سكان مدينة المهدية حاليا. ولا يزال سكانها وسكان الجهات القريبة منها متشبثين بتقاليدهم في هذا اللباس. وتلقى المنسوجات الحريرية رغم ارتفاع ثمنها إقبالا واسعا خصوصا في فترة الصيف خلال الاعراس حيث تتزين اي عروس في الجهة بلباس تقليدي حريري مثل quot;رداء الحريرquot; وquot;رأس القوفيةquot; وquot;السفساريquot;.

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الخميس 24 مايو 2007