في دراسة أوروبية حول السياحة لصيف 2007
الألمان باتوا يفضلون البقاء في منازلهم

اعتدال سلامه من برلين: ظل الألمان لسنوات عديدة يتربعون على قائمة الشعوب الاوروبية الأكثر تجولا في العالم والقيام برحلات طويلة الى ان سبقهم على هذا المنصب البريطانيون. فكما ورد في دراسة وضعتها المؤسسة الاوروبية Europ Assistance فان كل واحد من اوروبيين خطط هذا الصيف لرحلة على الاقل، لكن نسبة البريطانيين وصلت الى 74% ونسبة الايطاليين الى 68% والاسبان والفرنسيين الى 65% بينما وزع 69% من الالمان نشاطاتهم السياحية بين خارج وداخل الوطن.

وفي ما يتعلق بميزانية الإجازة، تبين ان الألمان يصرفون أقل من البريطانيين حيث يصرف البريطاني لمجمل اسابيع السنة ما يقارب الـ 2579 يورو ويضم ذلك ثمن التذكرة ومصاريف الاقامة في المقابل فان مصاريف الالماني لا تتعدى الـ 2025 يورو.

ومقارنة مع عام 2006 صرف الالمان 2235 يورو ، والسبب في ذلك قلة المال وارتفاع مستوى المعيشة مقارنة مع بلدان اخرى كما انه لم يتمكن من استغلال فائدة ارتفاع سعر اليورو مقابل الدولار لان ذلك قابله ارتفاع في اسعار الرحلات خاصة التي تنظمها الشركات السياحية .

وحسب الدراسة ايضا فان نسبة كبيرة من الالمان خاصة الشباب تحب قضاء الاجازات حيث يوجد بحر وطقس جميل وشمس كايطاليا واسبانيا وتركيا، فيما يفضل البعض الاخر السفر الى بلدان بعيدة فيقصد بلدان اسيا واميركا الجنوبية.

وتقول الدراسة عند التخطيط لرحلة فان 70% من الالمان يختار البحر مثل تركيا واسبانيا والمغرب العربي ومصر الا ان نسبة 47% تراجع حساباتها وتغير وجهة السفر اذا ما لاح في الافق اي خطر لعملية ارهابية في اي بلد عربي مما يجعل جمال المناخ والبحر والشمس يتراجع الى الدرجة الثانية.

وتفضل نسبة كبيرة من الالمان السفر على متن طائرات الشركات التي تعرض أسعارا مغرية مثل 19.90 يورو الى بلدان في غرب اوروبا وبعض البلدان في شرقها، لكن يجب الحجز في وقت مبكر جدا، ويكون الدفع عن طريق بطاقات الائتمان. وقد ارتفعت نسبة هؤلاء مقارنة مع عام 2005 حوالى 12،4% ويشكلون نسبة 27،6% من مجمل السياح مما دفع مصلحة سكة الحديد الى مراجعة برامجها وتقديم عروض مغرية لداخل اوروبا والمانيا.

الا ان العائلات غير الميسورة ما زالت تعتمد على السفر بوساطة السيارة خاصة ان كان عدد افرادها اكثر من خمسة وذلك رغم ارتفاع سعر الوقود ، وتقصد العائلات الالمانية غالبا النمسا او جنوب ايطاليا، لان اسعار المبيت في المناطق السياحية الالمانية مرتفعة وتصل مصاريف اليوم الواحد في منتجع في ريف بافاريا بين مبيت ليلة وافطار الى اكثر من اربعين يورو يضاف الى ذلك وجبتا الغداء والعشاء فتصل الى ال55 يورو. وهذه كلفة ثلاثة ايام في قرية سياحية في منطقة تيرول الايطالية، والارخص من ذلك الجزر الاسبانية مثل مايوركا، اذ يمكن قضاء اجازة في فندق درجة ثالثة مع الافطار وتكاليف اسبوعين لا تتجاوز ال430 يورو للشخص لذا تفيض هذه الجزيرة وغيرها بالسياح الالمان. والحال نفسه في تركيا لتدني الاسعار فيها وصرف العملة مقارنة مع اليورو.

والموجة الجديدة القديمة للسياحة التي يعتمدها عدد لا بأس به من الالمان الان هي الرحلات القصيرة بالدراجة. اذ بالامكان استخدام وسائل التنقل مثل القطارات، حيث يمكن قضاء بضع ليالٍ في مزارع ، وهذا ما يحبه الاطفال بالتحديد، وتقدم هنا مصلحة سكة الحديد عروضا جيدة للسفر مع الدراجة في قطارات عادية وليست فخمة. وتحت شعار من الدراجة الى السباحة تعرض شركات سياحية بافارية على سبيل المثال جولات منظمة بالدراجات كما الحال ايضا في بحر الشمال.

حتى ان بعض الشركات خرجت عن محيط المانيا ولها برامج سياحية بالدراجات في كرواتيا وكوبا ايضا، حيث تحمل الحافلات الركاب مع درجات تستأجر الى مزارع الموز و قصب السكر، وتبلغ ذورة المغامرة بالبعض فيستخدمون ضمن رحلات منظمة الدراجة في مناطق في سمرقند.

وفي استقراء للرأي عن سبب تحبيذ العطلة والتنقل بالدراجة قال 27،6% ان ذلك امر سار، حيث يكون الانسان بين احضان الطبيعة لكن 17% قال حبا بالمغامرة، الا انهم ما زالوا لا يشكلون سوى 5% من اجمالي السياح الألمان، وينطبق ذلك على الذين لا اولاد لديهم.

وتشير دراسة الى ان البلدان التي يفضل الالمان قضاء اجازتهم فيها هي في الدرجة الاولى اسبانيا حيث يقضي 35.6% منهم اجازتهم فيها ثم ايطاليا 29،5%% بعدها تركيا 18.7% فمصر 8% فبلغاريا3، 5% ، يأتي بعدها جنوب اسيا( اندوسيا وتايلند) 1،3%.

وهناك نسبة لا بأس بها من الذين يبقون في منازلهم لاسباب عديدة منها قلة المال لذا يستغلون الطقس الجيد كي يقصدوا البحيرات والغابات والمناطق الجبلية وما اكثرها في المانيا او ركوب الدراجات وقطع مسافات طويلة. لذا تكثر في الصيف في العديد من المدن المهرجانات الفنية والغنائية المسلية.

ولا بد من القول ان للسياحة في العالم العربي مكانة جيدة على الرغم من الاوضاع الامنية المتدهورة في بعض الدول، اذ بلغ عدد السياح الالمان عام 2006 حوالى الخمسة ملايين سائح في الدول العربية ومن المتوقع ان يتخطى هذا الرقم نهاية العام.

يشار الى انه لا توجد ارقام نهائية لما صرفه الالمان على رحلاتهم هذا العام الا ان الرقم المتوقع هو 57 مليار يورو.

وفي ما يتعلق بالتخطيط للاجازة خارج الوطن فان الالمان والبلجيكيين كما النمساويين في مقدمة المخططين بشكل جيد لها للاستفادة من كل ساعة، حيث يحجز اكثر من 68% من الالمان لرحلاتهم عبر الانترنت.