اوليفيا ماكليود: بث فوز المنتخب العراقي ببطولة آسيا لكرة القدم الفرحة في قلوب العراقيين قاطبة، واعطى سيدة في الولايات المتحدة فكرة رائعة. فقد قررت روكسانا فون كراوس التي تدير وكالة اسفار في بوسطن بالولايات المتحدة طبع 100 جدارية تحمل صورة المنتخب العراقي وارسالها لابنها براين فون كراوس، وهو من مشاة البحرية الامريكية في الفلوجة.

ووزع الكابتن فون كراوس الذي يخدم للمرة الثالثة في العراق الجداريات على الاطفال العراقيين الذين يلتقي بهم خلال دورياته.

قال لبي بي سي من ثكنته بالحبانية غربي المدينة: quot;لقد احبوا الصور جدا، فقد وزعتها كلها في يومين، وبعدها دعانا شيوخ قبيلة أبو عيسى لتناول العشاء.quot;

وعبر الكابتن فون كراوس عن دهشته من كون لفتة صغيرة مثل لفتته ولدت هذا القدر من الثقة، مما جله يفكر في تنظيم بطولة لكرة القدم في الفلوجة.

ويقول: quot;ان كانت صور للمنتخب وحدت الناس بهذه الطريقة، تخيل ما قد تحققه بطولة لكرة القدم. نحن نرى الاطفال يلعبون الكرة طوال الوقت، لكن لا اندية هنا او أي شيء يشابهها. نحن الآن نريد خلق ستة فرق لكل فئة عمرية، أي 24 فرقة في المجموع.quot;

ويعمل فون كراوس على تحقيق الفكرة مع زميل له، الكابتن كارلوس جوميز الذي كان مدربا لكرة القدم قبل الالتحاق بالجيش، وهو حاليا يناقش الفكرة مع الشيوخ.

واتفق الضابط الامريكي مع امه في بوستون على جمع تبرعات من اجل انشاء الفرق واطلقا على الصندوق اسم quot;العملية النهائيةquot;.

ومما ادهشهما انهما جمعا 20 ألف دولار في ثلاثة اشهر فقط. ويقول فون كراوس: quot;هذا يفوق كل توقعاتي، فانا كنت اتوقع صندوقا او اثنين من الملابس الرياضية المستعملة، لكن بحوزتنا الآن ما يكفي لاقتناء كل ما يلزم جديدا.quot;


والهدف هو بدء فعاليات بطولة الفلوجة مع نهاية يناير كانون الثاني 2008.

ويقول براين فون كراوس ان التعامل الايجابي لسكان الفلوجة مع المشروع يتناقض تماما مع ما رآه منهم قبل ثلاثة اعوام: quot;أنا متأكد ان بعضا ممن يعملون معنا الآن على انجاح المشروع كانوا يهاجموننا من قبل.quot;

quot;فحينئذ، كانت الفلوجة مرادفا لخطر دائم، سواء كان قذائف الهاون او الكمائن او العبوات الناسفة المزروعة على حافة الطريق، لكن الوضع اصبح هادئا للغاية منذ ابريل نيسان 2007، ويظهر ان العراقيين صاروا قادرين على النظر الى المستقبلquot;.

والسبب وراء هذا الفتور الملحوض في الهجمات هو قرار الزعماء المحليين التعاون مع الجيش الامريكي لطرد مقاتلي القاعدة من المنطقة.

وفي بوسطن، تراود روكسانا آمال كبيرة بخصوص بطولة الفلوجة، وقالت لبي بي سي انها وقعت في حب كرة القدم في بلدها الاصلي رومانيا.

وتقول والدة الضابط الامريكي: quot;منذ زمن وانا مقتنعة بان كرة القدم يمكنها حل كل المشاكل، ونحن نرى الآن كيف توحد السنة والشيعة في العراق.quot;

واضافت: quot;اعتقد اننا نحن الامريكيين نشعر بالذنب كلنا بسبب ما يجري في العراق، وهذا قد يفسر كرم المتبرعين لصندوق بطولة الفلوجة، فقد ساهمت سيدة واحدة من ماين بـ10 آلاف دولار لوحدها.quot;

ما اتمنى ان يحدث بعد ذلك هو ان يأتي الاطفال العراقيون للعب ضد اقرانهم هنا في امريكا. اظنهم سينتصرون بسهولة، لكن تلك قصة اخرى.quot;