نزار جاف: بحضور شخصيات سياسية و دبلوماسية و علماء دين و إعلاميين و حشد من اللبنانيين أقام المجلس الاسلامي العربي في لبنان في فندق الکورال بيتش يوم الجمعة المصادف 10/10/2008 حفلا بمناسبة مرور العام الثاني على تأسيسه وقد تخلل الحفل فعاليات و نشاطات عديدة من بينها الکلمات التي ألقيت من قبل أمين عام و مسؤولي أقسام المجلس والتي أکدوا فيها عزمهم على المضي قدما في مشروعهم السياسي الاجتماعي الفکري الثقافي من خلال أطروحة المجلس الاسلامي العربي الذي يسعى للتأکيد على استقلالية القرار الشيعي من جهة و على مسألة الانتماء العربي.


وألقى الامين العام للمجلس الاسلامي العربي العلامة محمد علي الحسيني کلمة أکد في مستهلها بأنهم سيطلقون کلمةquot;العروبةquot;على العام الثاني من عمر المجلس و أن العام القادم سيشهد بناء عدة مدارس و مستشفيات و إفتتاح قناة فضائية بإسم العروبة و بدعم عربي. وأکد في کلمته أيضا على مشارکة المجلس بالحياة السياسية في لبنان و بشکل مباشر عبر الخوض في الانتخابات النيابية و البلدية و النقابية لافتا النظر الى أنهم يرفضونquot;ولاية علينا من الخارجquot; مؤکدا على الهوية العربية و الانتماء الى الامة العربية مشيرا الى أن لبنان و اللبنانيين جزء لا يتجزء من الامة. وأکد العلامة الحسيني بأن للمجلس الاسلامي العربي مشروع سياسي شامل يعمل على تنفيذه من المحيط الى الخليج العربي وهدفه توحيد الامة و الدفاع عنها و التنبيه للمخاطر المحدقة بها رافضا أي تدخل أجنبي في شؤون الامة مؤمنا بالدولة اللبنانية و عاملا على تقويتها و مرحبا بالاخوة الاشقاء العرب و بدورهم الايجابي طالبا منهم أن يستمروا بهذا الدور. وقد طالب في جانب آخر من کلمته تلك ملوك و أمراء و رؤساء العرب بالوقوف الى جانب المجلس و مساعدته لأنه يمثل مشروع الاسلامي الاعتدالي و العربي الاصيل في لبنان و الامة، مشددا على أن إستمرار المجلس هو مسؤولية القادة العرب جميعهم و عليهم أن يتحملوها.


وفي إجابة له على سؤال من إيلاف بخصوص موقف المجلس العربي الاسلامي من التوتر الذي تشهده علاقات بعض الاطراف السنية و الشيعية من خلال تواتر التصريحات المتضادة مع بعضها، قال بأنهم في المجلسquot;يعملون من أجل وحدة الکلمة و الصف العربي و هم يعملون کل مابوسعهم من أجل تجاوز و عبور الحالة الطائفية الضيقة و الانطلاق للفضاء الاسلامي الجامع المستند على أرضية عربية صلبة أساسها کف الايدي الدخيلة عن الجسد العربي و إطلاق روحها النابضة الاصيلة من الخليج الى المحيطquot;. وفي إجابة له على سؤال آخر من لإيلاف بصدد مصادر الدعم المالي للمجلس العربي الاسلامي في لبنان أکد العلامة الحسيني بأن المجلس quot;و من دون أية مواربة أو لف و دوران يعتمد أولا و أخيرا على الدعم العربي و العربي لوحدهquot; مشددا على أنهم کلبنانيين عرب يجدون في الدعم العربيquot;مصدر عز و رفعة و تجسيد للأخوة الحقة البعيدة عن الاستغلال من أجل حسابات و أجندة خاصة بالاضافة الى أننا نرى أنه من واجب أشقائنا دعم مجلس يعمل بالاساس من أجلهم و في سبيلهمquot;.


وبخصوص موقف المجلس الاسلامي العربي من الميليشيات وهل أنه يفکر يوما أن يؤسس ميليشيا خاصة به، أکد بأن المجلس العربي الاسلاميquot;يدعو و بحزم لسيادة الدولة اللبنانية و سلطة القانون فوق أي إعتبار آخر وأنهم يتأملون غدا لبنانيا وطنيا موحدا خاليا من الميليشيات و الاحقاد و الاجندة الخارجية التي تمزق هي أساسا في الجسد اللبناني و تهمش الارادة الوطنية الحقة و الخيرةquot; وإنهم في المجلسquot;يؤسسون لجيل متنور حضاري يؤمن بالآخر و يؤمن بقدرة الحوار و سلطة الفکر و الإيمان بالمبادئ السامية المستمدة من ديننا الحنيف في التغيير السلمي الإيجابي البعيد عن استخدام العنف و التسلط و الترهيب کوسيلة لإقناع الآخرquot;. وعن المساحة التي بات يشغلها المجلس الاسلامي العربي على خارطة الجماهير اللبنانية، ألمح العلامة الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي بأن الحضور الجماهيري الغفير الذي يحضر مناسبة تأسيس المجلسquot;يشکل نسبة محدودة من قاعدته الجماهيرية الکبيرة الآخذة بالاتساع يوما بعد آخر و أن المجلس يتطلع و بثقة و عزم راسخين في النفس الى غد مشرق بهذا الخصوص و أکد بأنquot;الاعوام لن تمر سدى من عمر المجلس و ان کل عام سيشهد منجزات و مکاسب کبيرة لاتخدم اللبنانيين لوحدهم و إنما تخدم العرب و الامن القومي العربيquot;مشددا بأن عمل المجلس يقوم أساسا على رکيزة ترسيخ و تقوية الامن القومي العربي و الحفاظ عليه و صيانته من الايادي الدخيلة ومن عبث العابثينquot; مشددا على أن الذين يهمهم الامن القومي العربيquot;فإننا نخاطبهم من منبرنا بأن هذا هو مجلسکم مشروع عملي طموح لخدمة الامن القومي العربي وإن العمل الجاد من أجل دعمه هو عمل جدي من أجل تلك المسألة الحساسة و البالغة الخطورةquot;.