خسرو علي أكبر من طهران: يحظى استعداد الحكومة الايرانية للحوار مع الولايات المتحدة الأميركية بتأييد جماهيري واسع، بلغت نسبته 83 في المائة حسب استطلاع أجراه موقع عصر ايران، وشارك في هذا الاستطلاع 9088 من مستخدمي الانترنيت وكانت نسبة الرافضين للحوار 16 في المائة وهي نسبة منخفض حسب المتابعين للشأن الايراني.


وتدهورت العلاقات بين البلدين بعد انتصار الثورة الايرانية عام 1979 وبلغت الأزمة بين البلدين مع قضية الرهائن الاميركيين في طهران، وقد جرت بعد ذلك عدة محاولات لإعادة العلاقات وأشهرها فضيحة مكفارلين عام 1986 التي باءت بالفشل وعرفت بفضيحة quot;ايران غيت quot;.


ومع تولي محمد خاتمي الرئاسة عام 1997 بدرت من الجانبين الايراني والأميركي تصريحات كانت بمثابة محاولات لكسر الجليد بين البلدين لعل أهمها تأسف وزيرة الخارجية الأميركية حينذاك مادلين البرايت على تدخل بلادها في الشأن الايراني والدور الذي لعبته واشنطن للاطاحة بحكومة الدكتور مصدق محمد مصدق وذلك عام 1953، في المقابل أبدا الجانب الايراني أسفه على قضية احتجاز الدبلوماسيين الاميركان الرهائن في طهران.
وقد ترك الهجوم الذي نفذته جماعات متطرفة ضد حافلة السواح الاميركان في طهران أثرا سلبيا على الحوار الايراني الأميركي، بالرغم من تعاون طهران مع واشنطن في افغانستان وانجاح تعيين حكومة جديدة في كابول موالية لأميركا.


وسادت أجواء الأزمة بين البلدين واعتبرت الحكومة الايرانية أن أي مبادرة للحوار مع الادارة الاميركية مرفوضة وقد تعرض الداعين اليها للملاحقة القانونية. وقد تمت محاكمة صحافي ايراني بسبب نشره استطلاع كانت نتائجه مؤيدة للحوار مع اميركا.


واتخذت العلاقة بين البلدين طابعا آخر مع انتخاب الدكتور محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد في عام 2005، فبالاضافة الى الرسالة التي كتبها أحمدي نجاد للرئيس الأميركي جورج بوش، شهدت العلاقة بين البلدين محادثات بخصوص الشأن العراقي، وافقت طهران على طلب تقدمت به أميركا عبر السفارة السويسرية في طهران للتفاوض مع ايران بشأن مشروعها النووي.يضاف الى ذلك الأخبار التي ذكرتها وسائل الاعلام مؤخرا والتي أفادت أن الولايات المتحدة تبحث اقامة قسم لرعاية المصالح في طهران واستخدامه كمركز ثقافي بعد انقطاع في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 30 عاما.

من جهته صرح رئيس بلدية طهران والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الايرانية ان بلاده ترحب باجراء محادثات مع الولايات المتحدة التي اعرب المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما عن استعداده للتحاور مع طهران.


يرى السفير الايراني السابق في باريس الدكتور صادق خرازي أن العلاقات بين البلدين شهدت تغيرات وتحولات عديدة في العقود الثلاثة الأخيرة، وأن انعدام الثقة بين الطرفين هو بمثابة جدار مرتفع لايمكن ازالته برسائل وتصريحات تصدر من جانب واحد، التاريخ يؤكد اننا لم نحظى بتجربة جيدة مع الديمقراطيين، فأغلب القرارات المتشدة ضدنا صدرت في عهدهم، ولايعني هذا ان الجمهوريين تعاملوا معنا على نحو أفضل، لقد كانت لدينا تجربة مع الأميركان أختصرها باننا قدمنا فيها الكثير من المساعدات لهم ولكن مع كل خطوة قطعناها نحوهم تراجعوا خطوتين للوراء، اتخذنا موقفا صريحا ومتششدا ضد جريمة 11 سبتمبر ولايوجد بلد عربي شجب هذا الاعتداء بمستوى شجبنا وادانتنا له، ولكن الادارة الأميركية تصر اما الخصومة التامة واما التنسيق التام، ونحن نعتقد ان سياسة اما معي أو ضدي هي سياسة ساذجة، لذا فان العلاقات الايرانية الميركية هي علاقات معقدة، كيف يمكن ان تكون علاقتهم بهم مبنية على الأحترام ويخصصون مائة مليون دولار في العام الواحد للاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية؟
ايلاف حاورت عددا من المواطنين الايرانيين في مدينة طهران ليوضحوا عن وجهات نظرهم وعن الأسباب التي تدفعهم لرفض أو تاييد الحوار مع الولايات المتحدة.


عارف.ج قال لايلافأن دولا اقليمية وفي مقدمتها اسرائيل ترفض وتعرقل اي تقارب ايراني أميركي وأنه يؤيد حوارا يضع المصلحة الوطنية لبلاده قبل أي اعتبار؟
حسن.م رأى أن موضوع الحوار يطرح حاليا حيث يسيطر المتشددون في ايران على الحكم واليمين الاميركي في واشنطن وقال quot; الفرصة الحقيقية أجهضت في عهد بيل كلينتون والرئيس محمد خاتمي، وحينما يحكم الاصلاحيون في ايران والسياسيون مرنون في البيت الأبيض فيمكن آنذاك فقط انعاش الحوار quot;.
حسن موسوي رجل دين 54 عاما :quot;الموت لأميركا quot;.
زهراء.ج quot;الرئيس محمود احمدي نجاد وجه رسالة لجورج بوش لكن ادارة الرئيس الاميركي رفضت الحوار، يقولون ان الرسالة كانت مملوءة بالنصائح الدينية ولكن لو كانت هناك رغبة حقيقة للحوار لكان ممكنا توظيفها واعتبارها بادرة ايجابية quot;.


مراد quot;شاركت في الاستطلاع وأويد الحوار، لا أحد يستطيع أن يشكك بوطنية التيار الأصولي لذا فهو المؤهل للحوار quot;.
نيما.ع.زاده من سكنة شمال العاصمة طهران quot;ليبيا وسوريا وكوريا الشمالية خففوا من حدة التوتر مع أميركا والغرب وقد جاء دور ايران، يسرني أن أشهد موت مصطلح دول محور الشر quot;.


علي لرقي quot;طاولة التفاوض بين الايرانيين والاميركان طاولة من نوع خاص، كلما حضر أحد طرفي الحوار غاب الطرف الآخر quot;
الكاتب والمحلل السياسي الايراني مسعود بهنود يستشهد بالتنسيق الايراني الأميركي في مؤتمر بون الذي حضرته التشكيلات السياسية الافغانية ويرى أن التنسيق بين الوفد الايراني والوفد الأميركي ساهم في بلورة اول حكومة وطنية في افغانستان بعد سقوط طالبان ن وجهة نظر بهنود تنسجم مع محللين سياسيين يرون ان التقارب الايراني الأميركي يمكنه أن يساهم في استقرار الشرق الأوسط وفي خلق توازن جديد ليس من منطلق التوازن عبر المواجهة وانما من خلال الاتفاق الاقليمي.

[email protected]