ندى عبد الصمد منبيروت: التأزم السياسي المتواصل في لبنان انعكس سلبا على كل القطاعات في البلد لكنه وفي درجة كبيرة افقد عددا كبيرا من شباب لبنان الامل بالمستقبل. هذا ما عكسته عينة من طلاب عدد من جامعات لبنان استطلعنا رأيها، وان كان بينهم من اعلن رفضه الهجرة وابدى امله بالمستقبل.

غالبية الشباب تحدثت عن غياب الافق بالنسبة لهم في ظل الازمة التى يعيشها لبنان وهي ليست ازمة سياسية فقط انما تحولت مع موجة الاغتيالات والتفجيرات والتحركات الاحتجاجية المتمثلة بقطع الطرق، الى تازم امني خطير ومخيف بالنسبة اليهم.

فهؤلا ولاسيما الذين ابدوا رغبتهم بالبقاء تساءلوا عما اذا كان قرارهم كاف كي يطمئنوا للمستقبل وابدوا خوفا على حياتهم لأن الاغتيالات التى تحصل تحصد معها ارواح عدة من المارة والسكان.كما ان كلام السياسيين عن خطر الحرب الاهلية اثار الشكوك والمخاوف في نفوسهم.

بين هؤلاء الطلاب ممن استطلعنا رأيهم، من قال ان لبنان المستقبل هو لبنان الازدهار وان الأزمة الحالية عابرة على الرغم من استمرارها منذ اغتيال رفيق الحريري قبل ثلاث سنوات.

وأعرب هؤلاء عن رغبتهم بما اسموه الصمود لأن لبنان يمر بمرحلة انتقالية لا بد ان تنقشع بعدها الرؤية وتستقيم الامور. ورأى هؤلاء ان الكلام عن حرب اهلية هو تهويل لأن لا احد يستطيع ان يتحمل مسؤولية خوضها من جديد.

بالمقابل رأى آخرون انهم لن يبقوا ساعة واحدة بعد انتهاء العام الدراسي لان الانقسام الحالي والتدخلات الخارجية عميقة وكبيرة الى درجة افقدتهم الامل بلبنان فقرروا ان يشتاقوا اليه لا ان يعيشوا فيه.

كثيرون ممن التقيناهم عادوا قبل سنوات قليلة من بلاد الاغتراب للاستقرار في لبنان.

فالسياحة في لبنان كانت قد ازدهرت والاستثمار فيه سجل نسبا عالية وحركة الاعمار فاقت التوقعات ما شجعهم على العودة.

كما ان التقاء الاطراف داخل حكومة واحدة وعلى طاولة الحوار لمناقشة القضايا الخلافية جعلهم يصدقون ان لغة الحوار هي الراجحة.

الا ان الانقسام الذي تلا حرب تموز والازمة السياسية التى ما تزال مستمرة قضت على تلك الامال. ويقول هؤلاء انهم اليوم يخططون لهجرة جديدة.

هجرة ربطوا زمنها بهدوء الحال وما يمكن ان يحمله من هدوء للبال.

لغة جامعة وواحدة،على الاقل في صفوف الشباب غير المنتمي الى اي جهة سياسية، هي القلق والخوف وفقدان الثقة بالمستقبل.

والسعي للمغادرة هو السمة الجامعة بينهم..