الجنس المبكر .. شعوب تحلل واخرى تحرم
عدنان البابلي من امستردام: يبدو ان المشاعية الجنسية التي تجتاح العالم اليوم تحفز العقل البشري على ابتكار الوسائل الكفيلة للحفاظ على عذرية الفتيات، ولاسيما في الشرق حيث يعد فض غشاء البكارة من المحرمات ، وبينما يعد حزام العفة ( حزام حديدي مزود بقفل وفتحات لقضاء الحاجة ترتديه الفتاة طوعا او اجبارا لمنعها من ممارسة الجنس بصورة تلقائية وغالبا مايحتفظ الزوج بالمفتاح الخاص بالقفل ) وسيلة ناجعة لمنع الجنس المبكر فان ابتكارا جديدا عرض فيمهرجان ايروتيكا 2008 في مدينة ايندهوفن الهولندية والذي اجتذب الاف الزائرين لاحتوائه على مايمكن تسميته ( تقنيات الجنس الاصطناعي ). والابتكار هو تقنية جديدة لغشاء البكارة الاصطناعي حيث يمكن للفتاة ان (تبتكر ) لنفسها غشاءا رقيقا بطريقة سهلة وسريعة من دون اللجوء الى طبيب، وعلى رغم ان مثل هذه التقنية لم تلق اهتماما كبيرا من فتيات اوربا، لكنها تبدو ذات اهمية قصوى لنساء العالم الثالث في اسيا وافريقيا ولاسيما نساء العالم الاسلامي، حيث يعد فض غشاء البكارة بصورة غير شرعية عملا لااخلاقيا يمس الشرف والعرف الاجتماعي وتتمخض عنه اعمال قتل وانتقام.
سائل يؤدي وظيفة غشاء البكارة
وتتلخص الطريقة الجديدة في استخدام سائل يتحول الى رقائق خفيفة مطاطية خلال 10 دقائق من استخدامه مكونا طبقة حساسة داخل فرج الفتاة ووظيفته النفاذية تشبه الى حد كبيرة وظيفة غشاء البكارة في قدرته على انتقاء السوائل المارة عبره . وطرحت الشركة المصنعة نماذجا في الاسواق تؤمل ان تلقى رواجا كبيرا، كما قال فليكس فان اوتردايك . ولسنا هنا في مجال الدعاية للمنتج الجديد، بقدر استخلاص القيمة الاخلاقية لذلك وعلاقته بثقافات الشعوبالمختلفة .وفي نظر ياشكا فا در فال وهي شقراء هولندية تعمل في قطاع السياحة فان المنتج لايمثل اي قيمة بالنسبة لها شانها شان اغلب الفتيات الاوربيات، ذلك ان ياشكا فضت غشاء بكارتها بنفسها عندما اصبحت في الثامنة عشر، كما تقول، وتضيف ان الغالبية العظمة من فتيات اوربا يمارسن الجنس قبل الزواج ولاتعرف سببا لاعادة توظيف العذرية مرة اخرى .
العذرية وثقافات الشعوب
وحسب دراسة هولندية حديثة صدرت في 2007 فان فتيات هولنديات يمارسن الجنس في سن الثالثة عشرة،كما تاسس حزب هولندي ينادي بشرعنة جنس الاطفال .واذا قارنا الامر في هولندا بدول اوربية اخرى فان الامر لايختلف كثيرا، حيث لم تعد لعذرية الفتاة قيمة تذكر ، وربما اصبح العكس امرا شاذا، ولم تعد شريعة الدين والقانون عقبة امام وطأ فتاة من قبل شخص لاترتبط به بعلاقة زواج . بل ان فتيات شرقيات نشان وترعرعن على هذه الثقافة، ومنهن سليمى بن قادر وهيجزائرية لها ابن من صديق هولندي، لم تتزوج الا بعد ان اصبح عمر ابنها 10 سنوات، حيث حضر ابنها حفلة زواج والديه . ولعلنا في هذا الموضوع نشير الى عادات الشعوب في عذرية الانثى، وربما كان بعضها معروفا للقاريء،فقبائل الزنوج في نيجيريا تثقب غشاء البكارة بعود من شجرة مباركة، ويكون العود مدببا براسين . وهناك قبائل افريقية تتعمد فض غشاء بكارة بناتها وهن صغارا وتتولى الأم تلك المهمة أو يتولاها رجل مسنّ . وعند قبائل الامازون يقوم الاب بفض بكارة ابنته، وهو اما ان يمارس الجنس معها لمرة واحدة بعد اخذ موافقة زوجها الذي لم يدخل عليها بعد، فاذا رفض فان طريقة فضه تجري بواسطة عود خشبي حاد النهاية . ويجري ذلك وفق طقوس دينية خاصة تختلط فيها الدماء بالسحر . وكان الشرق القديم قد شهد فض غشاء بكارة العذراء بواسطة رهبان مخصيين .وهناك شعوب قديمة اعطت الكهنة والملوك وعلية القوم حق فض غشاء بكارة العذراء . وكان ملك طسم العربي عمليق إعتدى على حق ملك جديس ففضّ بكارة أخته ليلة زفافها ومن أجل ذلك قامت حروب بين القبيلتين .وفي الحبشة كان الملك ابرهة يكافيء جنوده على اعمالهم باعطائهم حق فض بكارة فتيات .وكانت قبائل في الجزيرة العربية قبل الاسلام تعطي رئيسها حق افتراش المرأة قبل دخول زوجها عليها.. وفي الصحراء الغربية في المغرب العربي، ينوب رجل عن العريس في فض بكارة العروس ليلة الدخلة،التي تتم في غرفة مطبقة بالظلام حيث تتمدد العروس مستسلمة لقدرها، مستورة الوجه والجسد، لينحني صوبها متحسسا منطقة الفرج فيطأ بكارتها بأصبعه وينسحب بعد إنهاء هذه المهمة.
السحر والجنس
وفي اوربا القرون الوسطى، كان للكهنة والفرسان فر مرتبة منحهم فض غشاء البكارة للضعفاء جنسيا ممن لايستطيعون الانتصاب ليلة زواجهم . بينما ارتبطت العذرية في الصين واليابان والهند بطقوس السحر، حيث تعد عملية فض غشاء البكارة عملية مقدسة لانها الباب الى التكاثر والحفاظ على النوع، وتلجأ الفتيات الى رجال الدين لفض العذرية لانها ستكون مباركة حسب اعتقاد تلك الشعوب . ان مشاعية الجنس التى بدات تغزو دولا بعينها ادى بحكومات عديدة الى اتخاذ اجراءات قانونية للحد من ممارسة الجنس المبكر غير الملتزم بضوابط ومن ذلك مااقره البرلمان الاوغندي من انه سيقدم منحا تعليمية للطالبات اللواتي يحافظن على عذريتهن. وقال عضو البرلمان سليمان مادادا، إن أي فتاة ترغب الاستمرار في تحصيلها العلمي ستخضع لفحص طبي للكشف على عذريتها. وتعتبر أوغندا مركز انتشار وباء الإيدز في العالم، إلا أن الحكومة تسعى لمحاربته من خلال حملات توعية مستمرة ساعدت في تخفيض الإصابات إلى 6 % بعد أن كان يشكل 30% في بعض المناطق بداية تسعينات القرن الماضي.
حزام العفة
وكانت اوربا في القرون الوسطى لجات الى حزام العفة كطريقة لمنع فقدان العذرية او ممارسة الجنس بطريقة غير شرعية، حيث ترتدي المراة حزاما حديديا يربط حول اعضائها الحساسة ومزود بقفل وفتحات لقضاءكثيرة وفي احايين كثيرة يحتفط الزوج بالمفتاح لاسيما في اسفاره الطويلة، وبهذه الطريقة يضمن عدم ممارسة شريكته الجنس مع شخص اخر . وانتشر حزام العفة ليس مقصورا على اوربا فحسب بل في جنوب شرق اسيا وافريقيا واتخذ اشكالا مختلفة . ان مايثيرالانتباه في الجنس المبكر ان الشعوب ابتكرت وسائلها الخاصة في هذا المجال، وهو دلالة على رغبة جمعية في ممارسته ليس للمتعة فحسب بل هي النزعة الطبيعية التلقائية لارادة البقاء والحفاظ على الجنس، ولهذا السبب ابتكرت الشعوب مايحفز ابنائها على ممارسة الجنس بصورة مبكرة، ففي الهند مثلا، يمارس الفتى اليافع الجنس وهو في عمر الخامسة عشر مع قريبات له اكبر منه سنا بغية تعليمة واكسابه تجربة المضاجعة مع انثى . وفي روسيا ورومانيا فان الام غالبا ماتساعد ابنها على صداقة احدى بنات الجيران او زميلات المدرسة لممرسة الجنس معها .
دمى المضاجعة
لكن مايبعث على الدهشة ان فتيان اليابان يتعلمون ممارسة الجنس على يد امراة متخصصة في هذا المجال حيث تتخدم السوائل المنزلقة ومنها الصابون، بغية تهييج الفتى جنسيا للمراة الاولى واخضاعة لتجربة عملية في هذا المجال، كما يستخدم يابانيون دمى مضاجعة كوسيلة تعليمية عملية لتعلم مارسة الجنس مع فتاة .لكن حكومة جنوب افريقيا ورغبة منها في الحد من انتشار الايدز اقرت قانونا يتيح فحص عذرية الفتاة في المستشفيات حيث تستلقي الفتاة على فراش وتأتي امرأة متخصصة للكشف على عذريتها، وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان تلك المبادرات واعتبرتها quot;خرقا لحقوق الإنسانquot;. وكشفت دراسات ان 56% من الفتيات الأمريكيات يفقدن عذريتهن قبل الزواج .
وفي عام 2000 قام مواطن بلجيكي بإلباس زوجته حزامًا حديديًا لمنعها من خيانته و لكن الشرطة البلجيكية ألقت القبض عليه. و يقوم حداد بريطاني في مدينة مانشستر بصناعة هذه الأحزمة ويبيع منها عدة آلاف سنويًا وحقق من ذلك أرباحًا باهظة. وتقول اسراء. م، وهي باحثة إجتماعية، إن الأمر ليس بغريب وأعرف نساء يرغبن في ارتدائه مثلما هناك نساء لا يحبذن الفكرة.
حزام عفة إلكتروني
وقام شرطي صيني بتطوير الفكرة القديمة للحزام حيث أوردت وكالة الأنباء الألمانية خبرًا أن شرطيًا صينيًا من دعاة حماية الأخلاق طور حزام العفة الذي كان معروفًا في القرون الوسطى إلى سروال للعفة وبأسلوب عصري ويمكن فتحه وغلقه إلكترونيا بكلمة السر.ويقول ليث احمد ( شرطي عربي يعمل في دكان للبغاء في هولندا ): quot;لعل في الأمر ما يقلل نسبة البغاء الآخذة في الإتساع، فالمحل الذي أعمل فيه، فتح له مكتبًا آخر، وهناك نساء متزوجات يزرن المحل بصورة سرية خوفًا من أزواجهن، ولو علم أزواجهن بالأمر لأجبرهن على إرتداء حزام العفةquot;.وطرح في الأسواق آخر تطور لحزام العفة حيث لا يمكن إزالته إلا باستخدام ذبذبات إلكترونية خاصة. وكان الفراعنة يخيطون قطعة من الجلد والقماش بصورة محكمة حول الجهاز التناسلي للمرأة لضمان عدم خيانة المرأة، ما زال هذا الأمر متداولاً في مناطق السودان وبلاد النوبة حتى يومنا هذا. وفي أفريقيا يحمل ختان المرأة الفكرة ذاتها في قتل الشهوة الجنسية، فكان الختان الفرعوني المعروف. وإلى وقت قريب كانت صحف مصرية تنشر إستفسارات سيدات يجبرهن أزواجهن المغتربون على لبس حزام العفة لحين عودتهم من الخارج! .
حواجز الاعضاء التناسلية
وفي ماليزيا إقترح أبو الحسن آل حافظ وهو أحد رجال الدين البارزين من ولاية ترينجانو أن ترتدي المرأة حزام العفة، فالنساء سيشعرن بالأمان إذا ما استخدمن حواجز حول أعضائهن التناسلية. ونقلت صحيفة ( ستار ديلي ) عن آل حافظ قوله: quot;لقد وصلنا إلى مرحلة نشهد فيها عددًا من حالات الإعتداء الجنسي غير العادية وشمل ذلك كبار السن والأطفال، وإن إرتداء لباس واقٍ أمر مهمquot;. وقال أيضًا إن النساء في ماليزيا كن يستخدمن حزام العفة حتى منتصف الستينات من القرن الماضي. وسوقت شركة تجارية في سنغافورة عام 2005 حزامًا للعفة يشبه الحزام الذي إرتدته المرأة في أوروبا في العصور الوسطى. وتقول هيفاء ثويني وهي لبنانية عن فكرة إرتداء النساء حزامًا واقيًا: إنه تعبير عن إهانة وإذلال للمرأة، وإني أدعو الرجال لأن يبتكروا ما يقلل سعارهم الجنسي، إنني أدعوهم إلى إرتداء حزام عفة حول أعضائهم. وحزام العفة إما أن يصنع من الجلد، أو من الحديد، تلفه المرأة حول وسطها وتتدلى منه قطعة بحجم راحة اليد تغطي عورتها من الأمام ويكون مثبتا حول أعلى الفخذين ويشبه نوعًا من الملابس الداخلية النسائية حاليًا، وفيه فتحتان لقضاء الحاجة، إلا أنه يحتوي على قفل في وسطه يتم إغلاقه به ولا تستطيع المرأة فتحه إلا بمفتاحه الخاص الذي يكون غالبًا مع الزوج.
[email protected]
التعليقات