يعد معبد لالش الواقع في شمال قضاء الشيخان (20 كلم جنوب شرق محافظة دهوك) من أقدم المعابد الايزيدية حيث يعود تاريخه الى الألف الثالث قبل الميلاد بحسب المصادر التاريخية وهو المعبد الأوحد للأيزديين في العالم.
بغداد: تعمل وزارة أوقاف اقيلم كردستان العراق على وضع خطط لتوسيع وترميم معبد (لالش) الإيزيدي، وتشجيع السياحة الدينية في الإقلي الذي يضم العشرات من الأماكن المقدسة والتاريخية الدينية فضلا عن العديد من المواقع الأثرية المهمة.
ويضم معبد لالش مزار الشيخ عادي الأول والشيخ عادي الثاني وهما من أبرز الشخصيات والمرجعيات الدينية للإيزيديين قبل ألف سنة، ويزور معبد لالش سنويا العديد من الإيزيديين من داخل وخارج البلاد.
ويقول مسؤولو الوزارة ، إن رئاسة الإقليم أقرت تنفيذ مشروع توسيع وترميم معبد لالش المقدس لأتباع الديانة الإيزيدية من دون تشويه قيمته الأثرية والتاريخية.
وأوضح مدير الشؤون الإيزيدية في الوزارة خيري بوزاني، في تصريح خاص لقناة (السومرية) العراقية أن المديرية ستستعين بعدد من الخرائط والمخططات التي تعود للقرنين 18 و19 في عملية الترميم، لافتا إلى أنه سيتم أيضا إنشاء عدة مرافق ثقافية وخدمية قرب المعبد كالمتاحف والمكتبات وقاعات وأماكن الاستراحة والساحات والحدائق.
وكشف مدير الشؤون الإيزيدية عن أن المشروع عرض على عدد من الشركات الأجنبية المختصة لوضع المخططات الأساسية له ومن ثم تنفيذه، مؤكدا أن المشروع سينجز في خمسة أعوام كحد أقصى، ولم يذكر المبالغ المخصصة له.
ولفت بوزاني إلى أن إنجاز المشروع سيسهم في تنشيط حركة السياحة الدينية، نظرا لشهرة معبد لالش المعروفة عالميا.
من جهته، قال مسؤول إعلام وزارة أوقاف كوردستان العراق مريوان النقشبندي أن الوزارة تعمل حاليا على تشجيع السياحة الدينية في الإقليم، مؤكدا أن عددا من الشركات الأجنبية قدمت طلبات لإرسال وفود سياحية للاطلاع على الأماكن والمعالم الدينية والحضارية الموجودة في الإقليم.
ويقول النقشبندي إن الوزارة وافقت على طلب لإحدى الشركات الألمانية في هذا المجال، مؤكدا أن أول مجموعة سياحية مكونة من 200 شخص وصلت إلى الإقليم بداية أكتوبر الجاري، وشاركت تلك المجموعة في مراسم عيد (جما) للإيزيديين، في معبد لالش .
وأضاف مسؤول إعلام أوقاف كردستان أن شركتين أخريين احداهما لبنانية والأخرى أوروبية قدمتا طلبات لوزارة الأوقاف قبل أيام لإرسال البعثات والوفود إلى الأماكن الدينية والحضارية في الإقليم، لافتا إلى أن عملية تشجيع السياحية الدينية تتم بالتنسيق مع وزارة السياحة في الإقليم.
ويشير النقشبندي إلى أن الوزارة قامت بتحديد 22 موقعا ومعلما دينيا في مناطق الإقليم لزيارتها من السياح، كما تم تعيين عدد من الموظفين كمرشدين لمرافقة السياح وتعريفهم بتلك المواقع.
وهناك عدد من المواقع الدينية المهمة في الإقليم، ومنها معبد لالش الخاص بأتباع الديانة الإيزيدية، وسلطان مظفر، وكاك أحمدي شيخ، وتكايا ومزارات شيوخ النقشبندية في هورامان، وتكايا روفية، فضلا عن عدد من الكنائس والأديرة القديمة والمعابد الأثرية القديمة التي تعود للديانتين الميترائية والزرادشتية، والأحياء اليهودية والمكتبات الأرشيفية للمخطوطات الدينية الخاصة بوزارة الأوقاف التي تعد من المصادر المهمة لمعرفة الحياة الدينية القديمة في إقليم كردستان العراق، وهي تعود للديانات المسيحية والإسلامية والإيزيدية والمندائية .
وقال الخبير الاقتصادي محيي الدين نور الدين ان السياحية الدينية في الإقليم تسهم في زيادة الدخل الوطني، كما تساعد على امتصاص البطالة، فضلا عن دورها في تعريف الآخرين بالآثار والمعالم الدينية الموجودة في الإقليم. ويدعو نور الدين إلى زيادة الاهتمام بالأماكن والمواقع الدينية والحضارية في الإقليم بهدف جذب السياح وتشجيعهم على المجيء، مبينا أن معظم المواقع الأثرية والدينية في الإقليم تعاني من نقص في الخدمات، كالطرق وأماكن الاستراحة.
التعليقات