أحمد ولد سيدي من نواكشوط: يستعد الموريتانيون كغيرهم من المسلمين في كل أنحاء العالم لصيام شهر رمضان المبارك الذي أطل بوجهه السعيد، ويعتمد الموريتانيون في غذائهم اليومي طيلة شهر رمضان المبارك على تناول وجبة مكونة من اللحوم والخضروات والخبر، وتعرف محليا ب quot;أطاجينquot; ووجبة أخري مكونة من quot;الكسكسquot; وquot;اللحمquot; ويختلف الموريتانيون قليلا في طريقة إعداد وحبات شهر رمضان المبارك، حيث تنعدم الخضروات غالبا في وجبات بعض الفقراء ليبقي الخبر مع quot;الفستقquot; وسيلة وحيدة لإعداد وجبة الفطور بالنسبة لساكني الأحياء الشعبية الفقيرة واسعة الانتشار في العاصمة نواكشوط..

سكان الاحياء الشعبية
مع بداية رمضان يبدأ سكان الأحياء الشعبية في العاصمة الموريتانية نواكشوط استعدادهم لشراء المئونة من المواد الغذائية، ويشهد السوق قبل أيام من بداية رمضان زحمة كبيرة حيث يرتاده معظم ساكنة العاصمة لشراء حاجيات رمضان فعادات الموريتانيين تقتضي التركيز علي مادة اللحم والخضروات التي يكثر الموريتانيون من استعمالها في وجبة الفطور.
يدخل محمود ولد الشيخ سوق العاصمة نواكشوط لشراء مئونة شهر رمضان لأسرته البالغ عددهم عشرة أشخاص، وكله أمل في إيجاد أحد التجار يخفف عليه قسوة ثمن المواد الغذائية التي تشهد في هذاه الآونة ارتفاعا مذهلا.
محمود قال لصحيفة quot;ايلافquot; انه يتقاضي راتبا شهريا يبلغ حوالي 100 دولا وهو أب لأسرة مكونة من عشرة أفراد ولا يستطيع راتبه أن يحقق لهم كل مستلزمات شهر رمضان الذي يبالغ الموريتانيون في شراء مئونته، والي تتطلب اعداد ثلاث وجبات في الليلة الواحدة هي ـ الفطور ـ العشاء ـ السحور ـ ويضيف محمود أوجه نداء إلي السلطات المحلية من أجل توفير المواد الغذائية في شهر رمضان وبأسعار يمكن لنا نحن أصحاب الدخل المحدود التعامل معها. واقع محمود ينطبق علي عشرات بل مئات من سكان الأحياء الشعبية التي تنتشر بشكل كبير في نواكشوط ويسكنها مواطنون فقراء.

مطالب بتطبيق البرنامج الانتخابي..
في حي quot;بوحديدquot; الواقع في الجانب الشرقي من العاصمة نواكشوط يسكن العديد من الأسر الفقيرة في هذا الحي الذي تنعدم فيه الكهرباء باستثناء بعض الأسلاك الممدة التي لا تغني أهلها من خطر وجودها علي الأطفال والحيوانات قبل أن تكون صالحة للإنارة إضافة إلي انعدام نقاط المياه الصالحة للشرب واعتماد الحي علي بعض العربات التي تجرها الحمير ولا تغطي معظم الحي في أكثر الأحيان quot;ايلافquot; التقت quot;يقل ولد امباركquot; أحد سكان هذا الحي وهو يحاول أن يحصل علي ما يسد به رمق أسرته في وقت يستعد فيه لصيام رمضان ويقول quot;يقلquot; إن فقراء موريتانيا يطالبون الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتطبيق برنامجه الانتخابي الذي انتخبوه من أجله وهو الذي كان يعد الفقراء يضيف quot;يقلquot; بتخفيض الأسعار ورفع الظلم وتحقيق العدالة وهي قضايا مناسب القيام بها في شهر رمضان المباركquot;.


جهود دون المستوى
وفي شهر رمضان من كل عام تقوم السلطات الرسمية في موريتانيا بحملة لمساعدة السكان من خلال فتح عشرات المحال التجارية التي تبيع بضائع مدعمة من قبل الدولة؛ وذلك لتخفيف وطأة ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية مع إطلالة الشهر الكريم من كل عام.
وبدورها تقوم وزارة الإعلام الموريتانية بتنظيم سلسلة برامج دينية للإفتاء والوعظ يشارك فيها علماء وأئمة ودعاة معروفون، فيما تقوم وزارة الشئون الإسلامية بتنظيم إفطارات للصائمين كل عام.
ويشمل ذلك تقديم وجبات الإفطار وتوزيع المواد الغذائية الأساسية لإفطار الصائم على المساجد والمدارس القرآنية في نواكشوط وفي الولايات الداخلية، ويستفيد من هذه العملية هذا العام أكثر من تسعمائة مسجد في نواكشوط وقرابة ألفي مسجد ومدرسة قرآنية في المحافظات الأخرى. وتشمل المواد الغذائية الموزعة بشكل رئيسي اللبن والسكر والتمر والأرز.

اختفاء بعض الوجبات..

يقاطع الكثير من الموريتانيبن طلية شهر رمضان وجبة quot;الأرز واللحمquot; و quot;الأرز والسمكquot; ويجمع الكثير من المواطنين علي مقاطعة هذه الوجبة، ويعود ذلك حسب خدي منت سالم احدي السيدات إلي أن إعداده هذه الوجبة يأخذ وقتا طويلا إضافة إلي كون الموريتانيين يفضلون تناولها في وضح النهار.
ويمارس الموريتانيون بعض العادات في هذا الشهر حيث يحلقون رؤوسهم، ويقرؤون القرآن علي البنات من أجل الزواج، والإكثار من شرب الشاي الموريتاني المنعنع وشراب quot;ازريكquot; ولهم عادات وتقاليد أخري مختلفة ومتنوعة.

حراك يشهده السوق..

تشهد أسعار المواشي والمواد الغذائية خلال الأيام القليلة السابقة لشهر رمضان ارتفاعا مذهلا، كما يشهد سوق المواد الغذائية زحمة كبيرا تعود إلى كون أغلب الموريتانيين يشترون مئونة شهر رمضان ـ أو من توفرت له النقود لذلك ـ كما تنتشر محلات بيع اللحوم والألبان وهي مواد يكثر استعمالها خلال شهر رمضان المبارك.
يحرص الكثير من الموريتانيين من ذوي الدخل الكبير علي شراء شياه من السوق وذبحها وجعل لحمها في quot;حاويات التبريدquot; لكي يتمكنوا من استعمالها طلية الشهر المبارك، وهي عادة لم يتمكن منها ذوي الدخل البسيط من المواطنين.

وفي الأيام القليلة السابقة لشهر رمضان تشهد أسعار المواشي في موريتانيا عادة ارتفاعا مذهلا، وتعج أسواق بيع اللحوم والألبان في العاصمة نواكشوط بطوابير المتسوقين من مختلف أنحاء أحياء المدينة الفسيحة والقرى القريبة منها سعيا للعثور على لحوم صغار المعز والضأن بأسعار مقبولة في ظل الترقب المستمر لتزايد أثمان هذه المواد مع حلول الشهر الكريم.

وفي ما يكثر تناول الموريتانيين للحوم الإبل والبقر في أغلب أشهر السنة الأخرى، يعزف معظم سكان نواكشوط وكبار المدن الموريتانية عن استهلاك هذه اللحوم طوال شهر رمضان واستبدالها بشواء المعز والضأن الذي يعتبر أفضل غذاء لدى سكان الصحراء، ولا يقدم في الغالب إلا للضيوف الكبار في المناسبات الخاصة.

خديجة منت صمباره احدي النساء اللواتي جئن إلي سوق الحيوانات من أجل الاستفسار عن أسعار الحيوانات وخصوصا quot;الضأنquot; وتقول لإيلاف أنها جاءت إلي السوق لمعرفة أسعار الضأن وهي تنوي شراء ثلاثة quot;كباشquot; مئونة لشهر رمضان المبارك الذي تأخذ وجبة اللحم مع الخبر والخضروات أهم وجباته.
الشيخ ولد أحمد أب لأسرة جاء هو الآخر من أجل شراء شياه من الغنم ويقول إن أثمان الغنم مرتفعة في هذه الآونة التي يقبل فيها الموريتانيون علي صيام شهر رمضان ويعود غلاء سعر الحيوانات إلي كون الموريتانيين يعتمدون علي اللحم بالدرجة الأولي في كل وجباتهم وخصوصا في شهر رمضان الذي تتحول فيه الوجبات إلي ثلاثة هي ( أطاجين ، العشاء ، والسحور ) وهي كلها وجبات تعتمد علي اللحم.
ويضيف ولد الشيخ quot;ثمن الشاة الواحدة اليوم هو 25 ألف أوقية أي ما يعادل 250 دولار أمريكي وهو ثمن ثابت فأغلب الأحيان خلال شهر رمضان ويشهد ارتفاعا في نهاية الشهر بسبب توجه الموريتانيين إلي شراء شاة لذبحها يوم الفطرquot;