تونس : اعتاد الرجال في تونس منذ قرون على التجمع في أراض خلاء ليتبادلوا الحديث عن شؤون الدنيا ويلعبوا quot;الخربقةquot;.وفي قطعة أرض خالية بأحد الشوارع الخلفية في مدينة تونس رسم ناصر الهمامي وأصدقاؤه خطوطا على الرمل ولعبوا الخربقة بقطع قديمة من الاجر.
وسهلت المرونة بخصوص مكان لعب الخربقة ومكوناتها لهذه اللعبة البقاء سنوات طويلة في أنحاء تونس. والخربقة لعبة شعبية مشهورة في دول المغرب العربي وتعرف في الجزائر بهذا الاسم أيضا لكن في ليبيا يطلقون عليها اسم (السيزا) أو (أم السبعة).

ويتناوب اللاعبان على ملء جميع مربعات الرقعة عدا المربع الاوسط وتنتهي المباراة حين يتكمن واحد من اللاعبين من محاصرة قطع المنافس ويجعله غير قادر على التحرك بين المربعات.وفي السنوات الاخيرة فقدت اللعبة بعض شعبيتها بين الشبان في تونس لصالح ألعاب الفيديو والكمبيوتر.

لكن مع صدور نسخة الكترونية من الخربقة عاود الشبان الاهتمام بهذه اللعبة العريقة.وقال محمد الكنزاري الذي كثيرا ما يجد نفسه محاطا بافراد اسرته الاصغر سنا حين يمارس لعبته المفضلة quot;أنا انصح شباب اليوم بالعودة الى هذه الالعاب التي أعتبرها أحسن من لعب الورق. فحين يلعبون بنواة التمر أو المشمش فذلك يبدو مسليا أكثر. لذلك أنا اقول لهم بان هذه اللعبة ممتازة وهي لعبة أجدادنا وابائنا.quot;

ويرتاد مقهى الناصر في تونس لاعبو الخربقة المخضرمين والجدد على حد سواء ويستخدم المحافظون على اللعبة في شكلها التقليدي رقعا مثل رقعة الشطرنج.وعلى الجانب الآخر من المقهى يتجمع شبان للعب الخربقة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وعلى الانترنت.
وطبعت شركة محلية للكمبيوتر لعبة quot;لخربقة في نقرتينquot; على اسطوانات مدمجة الامر الذي ساعد على اعادة الاف الشبان التونسيين الى هذه اللعبة التقليدية.
ويقضي على المصوري ساعات أمام الكمبيوتر المحمول الخاص به كل يوم في اللعب اما مع أصدقائه في المقهى أو على الانترنت مع منافسين آخرين في الخربقة.وتعتزم شركة الكمبيوتر تنظيم بطولة للخربقة على الانترنت في ديسمبر كانون الاول. وستقام البطولة في دوز بجنوب تونس لكن المنظمين يتوقعون مشاركة لاعبين من جميع الاعمار من مختلف انحاء البلاد