يُبقي موقع فيسبوك الاجتماعي الانسان حياً حتى بعد رحيله عن الوجود وذلك بإحياء ذكراه واخراج سيرة حياته من نتائج البحث وحمايتها من أي محاولات دخول باستثناء ذوي المتوفي واصدقائه.
اعلن مدير الأمن في شركة quot;فيسبوكquot; ، ماكس كيلي ، على مدونته يوم الاثنين الماضي سياسة فيسبوك في ابقاء ذكرى مستخدمي الموقع الاجتماعي الذين رحلوا عن هذا العالم حية بإخراج سيرة حياتهم من نتائج البحث وحمايتها من اي محاولات دخول مستقبلية وإبقاء الجدار مفتوحا لذوي المتوفى واصدقائه يعبرون عن احتراماتهم ومحبتهم للفقيد ويذكرون مناقبه. ورغم ان غالبية التقارير افادت ان هذه سمة جديدة في فيسبوك فان متحدثة باسم الشركة قالت في تصريح لمجلة quot;تايمquot; الاميركية ان ذلك خيار متاح على الموقع منذ ايامه الاولى.
وقررت الشركة ترويج سياستها في هذا المجال بسبب ردود الافعال التي اثارتها النسخة الجديدة من صفحة الموقع الافتتاحية التي دُشنت في 23 تشرين الأول/اكتوبر متضمنة quot;مقترحاتquot; تُطرح تلقائيا بشأن افراد يمكن الارتباط بهم. وفي غضون ايام من تدشين الصفحة الافتتاحية بحلتها الجديدة انهالت الشكاوى من مستخدمي تويتر وكتّاب المدونات في عموم الشبكة بأن البعض من هذه المقترحات تتعلق بأصدقاء انتقلوا الى العالم الآخر.
وقال مدير امن فيسبوك في مدونته ان الشركة تتفهم ما يمكن ان يسببه التذكير بأشخاص لم يعودوا بيننا من مشاعر مأسوية، ولهذا السبب quot;عندما يتوفى أحد ما يتصل اصدقاؤه أو ذووه بفيسبوك طالبين ابقاء سيرته حيةquot;. ولتثبيط ثقيلي الدم ومنع اساءة استخدام هذه السمة تطلب فيسبوك دليلا قبل ارسال السيرة عبر نهر ستيكس Styx الرقمي. ويتعين على ذوي الفقيد أو اصدقائه ان يملأوا استمارة فيسبوك التي تتضمن رابطا بنعي أو اي معلومات أخرى تؤكد وفاة احد مستخدمي الموقع قبل احياء سيرته رسميا على الموقع. وبعد استكمال هذه الخطوة يتوقف ظهور المستخدم الراحل على مقترحات فيسبوك مع وقف ايراد معلومات معينة في عمليات التحديث الخاصة بوضع المستخدم صاحب العلاقة. وإذا أراد ذوو المتوفى الا تكون سيرته بمثابة ذكرى حية على الشبكة الالكترونية تعلن فيسبوك غلق الحساب برمته.
ويقول دان فليتشر في مجلة quot;تامquot; ان ترويج هذه السمة الخاصة بإحياء سيرة حياة المستخدم المتوفى محاولة من جانب فيبسوك لتبديد مخاوف مستمرة بشأن الخصوصية. واشار الى ان مفوضة شؤون الخصوصية في كندا جنيفر ستودارت اجرت تحقيقا مع شركة فيسبوك في تموز/يوليو الماضي ونشرت تقريرا طلب من فيسبوك ان توضح جوانب معينة من سياستها المتعلقة بالخصوصية ، بما في ذلك سياستها بشأن سير حياة المستخدمين المتوفين. وتعهدت الشركة ردا على ذلك باعلان سياسة جديدة في مجال الخصوصية تشرح على نحو افضل ما تؤول اليه معلومات المستخدم بعد وفاته وقدمت الى المفوضة تفسيرا لسياستها في إبقاء السيرة حية على الموقع. وقالت المتحدثة باسم الشركة آن ماري هايدن ان المفوضة كانت سعيدة بالايضاح الذي تلقته من فيسبوك.
وكانت مواقع اجتماعية أخرى واجهت صعوبات مع المسألة المتعلقة بوفاة المستخدم. وان شركة فيسبوك بحصر السيرة على عائلة الفقيد واصدقائه وازالة السيرة من نتائج البحث تطمئن توجسات المستخدمين من عبث العابثين بما قدموه من معلومات عن أنفسهم في حالة رحيلهم عن هذا العالم قبل الأوان.
التعليقات