Young man at computer 460

إنطلاق منتدى التخطيط الاستراتيجي للحكومة الالكترونية

أجرت الولايات المتحدة محادثات سرية مع روسيا في محاولة لتعزيز أمن الإنترنت وكبح جماح التهديد المتزايد للحرب عبر الشبكة العنكبوتية، خصوصا بعد تزايد عمليات القرصنة.

لندن: أصبحت إمكانية حدوث حروب على شبكة الإنترنت موضوعا ساخنا بعد سلسلة حوادث كبيرة وقعت خلال السنوات الأخيرة، ما جعل مسؤولون أميركيون وروس يعقدون محادثات سرية سعيا من الطرفين لتقوية أمن الانترنت وللتحكم في التهديد المتنامي بوقوع حروب quot;انترنتيةquot; ضدهما. وتشير صحيفة quot;الغارديانquot; اللندنية الصادرة اليوم في تقرير لها ان الطرفين التقيا في جنيف أخيرا لكنهما بدلا من التركيز على الصواريخ والقنابل فإنهما ناقشا الهجمات المتزايدة التي تجري على الانترنت، مع زيادة هجمات قراصنة الانترنت على مؤسسات كبرى بما فيها البنوك والمؤسسات الحكومية والعسكرية والدبلوماسية.

وضمن هذا السياق، قال جيمس لويس، خبير في الدراسات الإستراتجية والدولية وأمن الانترنت، لمراسل صحيفة quot;الغارديانquot; ان الطرفان يعملان معا وهذا أمر لم يكون مألوفا من قبل. وإذا كانت إمكانيات حدوث حرب ما عبر الانترنت ضد بلد ما موضوعا ساخنا خلال السنوات الأخيرة بعد سلسلة من الحوادث الكبيرة وقعت على الانترنت، فخلال فترة النزاع الذي وقع ما بين روسيا وجورجيا أصيبت الحكومة الاستونية بشلل كامل بعد وقوع هجوم على الشبكة العنكبوتية عليها.

ويسود اعتقاد بين المحللين السياسيين أن المحادثات الأخيرة التي جرت ما بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف هي محاولة للوصول إلى اتفاق مشترك حول قضايا لها علاقة بأمن الانترنت، وتردد أن روسيا تسعى لتحقيق نزع للسلاح على مستوى الانترنت بينما تأمل الولايات المتحدة ان تستخدم المحادثات كأداة لترسيخ تعاون دولي أوسع في مجال محاربة الجرائم عبر الانترنت.

واعترف لويس أن وفدا روسيا التقى بمسؤولين أميركيين من وزارتي الدفاع والخارجية والوكالات الاستخباراتية في واشنطن قبل خمسة أسابيع، وبعد أسبوعين على تلك اللقاءات وافق البيت الأبيض على الاجتماع بممثلين من لجنة نزع السلاح والأمن الدولي التابعة للأمم المتحدة.

وإذا كانت هناك عدة قضايا شائكة بين الطرفين من بينها أن روسيا والولايات المتحدة ودول أخرى لديها قدرات عالية على خوض حروب على الشبكة، الا انها غير مستعدة للكشف عنها، إذ أن انطلاق المحادثات بين الطرفين يشكل نقطة تحول كبرى مقارنة بأسلوب إدارة بوش الذي كان يعارض أي تعامل مع روسيا والأمم المتحدة للوصول إلى معاهدة حول أسلحة الانترنت، لكن المحادثات تركزت على التعامل مع التهديدات الانترنتية بطرائق اقتصادية وتجارية بدلا من التعامل العسكري معها.