أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي تتسارع فيه الخطى بجميع دول العالم في سبيل توفير خدمة الإنترنت للمواطنين نظرًا لما باتت تحظى به من أهمية قصوى على مستويات عدة وبين مختلف الطبقات، حذر تقرير بحثي حديث من أن الجماعات الإرهابية قد تستخدم الإنترنت عما قريب من أجل إعانتهم على التجهيز لشن هجوم نووي مدمر!!

وقالت صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية إن هذا الكشف الخطر ورد بتلك الدراسة التي قامت بإعدادها اللجنة الدولية المعنية بعدم انتشار السلاح النووي ونزع السلاح، التي تعرف اختصارًا بـ ( ICNND )، وهي الدراسة التي أوضحت أن الإرهابيين قد يتمكنون من اختراق أنظمة الكمبيوتر في الظروف المناسبة، ومن ثم شن هجوم على إحدى الدول التي تتمتع بقدرات نووية، وهو الأمر الذي ينذر بنشوب سلسلة من الأحداث الكارثية التي سيكون لها تأثير عالمي.

وأشار التقرير إلى أنه في حالة عدم قيام الحكومات حول العالم بتوفير قدر أفضل من الحماية للحواسيب ونظم المعلومات، فإنهم سيتركون الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام احتمالية تنامي الحرب الفضائية أو المعلوماتية ( CyberWar ) بشكل سريع ووصولها إلى مستويات نووية.

ويشير التقرير كذلك إلى أن تلك الاحتمالية قد تكون البديل الأسهل بالنسبة إلى الجماعات الإرهابية عن قيامها بتطوير أو امتلاك السلاح النووي أو القنابل القذرة نفسها. وعلى الرغم من اعتراف التقرير بالدور الذي تقوم به غالبًا وسائل الإعلام والترفيه في المبالغة بالمخاطر المتعلقة بالإرهاب المعلوماتي، إلا أنه حدد في الوقت ذاته أيضًا عددًا من التهديدات والحالات المحتملة التي يمكن لقراصنة المعلومات أن يقوموا خلالها باستخدام تقنيات الحرب للقيام بهجوم نووي على الأرجح.

وفي الوقت الذي تُستبعد فيه احتمالية حصول إحدى الجماعات المتطرفة على النظم الفعلية لشن الهجمات، يشير التقرير إلى أن القراصنة قد يركزوا على الترويج لمعلومات كاذبة أو نشر معلومات زائفة ونقلها للمسؤولين من خلال هجوم منظم للغاية. وفي هذا الإطار، تنقل الصحيفة عن جاسون فريتز، مؤلف الدراسة البحثية، قوله: quot;على الرغم من الادعاءات التي تقول إن الأوامر الخاصة بشن الهجمات النووية لا تأتي إلا من السلطات العليا، إلا أن العديد من النماذج تشير إلى تمكن الإرهابيين من تجاهل ما يسمى بالتسلسل القيادي، ومن ثم القيام بإدخال الأوامر والتعليمات على مستويات أدنى.

وقد يتمكن إرهابيو الحرب المعلوماتية من إحداث هجوم نووي بالتحايل عن طريق الإنذار المبكر ونظم التعريف أو عن طريق الهيمنة على شبكات الاتصالاتquot;. ونظرًا لافتقاد تلك النظم للحماية الجيدة مثل تلك التي تستخدم لشن هجوم، قد يثبتوا أنهم أكثر عرضة للقراصنة الذين يرغبون في إغراء دولة أخرى إلى الرد النووي. وقد أشارت الصحيفة من جانبها في الوقت ذاته إلى أن الحكومات حول العالم قد قامت مؤخرًا بتصعيد إلتزامها تجاه تعزيز الدفاع المعلوماتي، بعد وقوع عدد من الأحداث البارزة التي قام خلالها القراصنة بشن هجمات على دول أجنبية.

كما أكدت الصحيفة على أن الصراعات الإلكترونية التي نشبت في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع تعرض الأنظمة الحاسوبية الحكومية بالولايات المتحدة وبريطانيا لهجمات، كل هذا أدى لزيادة المخاطر.

وفي النهاية، تشير الصحيفة إلى أنه وبالرغم من تزايد إدراك الحكومات لتهديد الحرب الفضائية أو المعلوماتية مع باقي الدول، إلا أن العمل على تعزيز تلك الأنظمة الدفاعية لا يخفف من الخطر الذي تمثله إحدى الجماعات المارقة التي تتحايل على الاستراتيجيات المتوقعة للحرب الإلكترونية التي تتم على الإنترنت. كما قال التقرير أيضا ً :quot; في الوقت الذي وقعت فيه أحداث الحادي عشر من سبتمبر بشكل غير مسبوق بواسطة أسلحة غير تقليدية، قد يقع هجوم كبير على الإنترنت بالطريقة نفسها أيضًاquot;.