ياسر حماية ndash;إيلاف: قديما ارتبطت ظاهرة الانتحار بأسباب معينة وفي نطاق ضيق وإن كانت الضحايا في أغلب الأوقات هم من فئة الشباب الذين كانوا يدفعون حياتهم ثمناً لفشل عاطفي أو حالة فقر ميؤوسة أو أسباب أخرى تتعدد. وفي وقتنا الحالي ونتيجة لضغوطات الحياة الكثيرة واتساع الفجوة بين الأغنياء الذين يزدادون غنى على مدار اليوم والساعة والفقراء الذين يزدادون فقراً على فقر، باتت دوافع الانتحار بين الشباب تأخذ أبواباً أوسع نتيجة لهذا التمايز.

والدراسات الحديثة أشارت إلى الفشل في الدراسة والحب والعمل واليأس من الشفاء هي أهم الأسباب وعلماء النفس يقولون إن 90% من حالات الانتحار بسبب اضطرابات نفسية.

الجزائر وظاهرة يومية

عمليات الانتحار اليومية المتزايدة أثارت قلق الجزائريين وتساؤلهم على سبيل المثال ، لا سيما إنها تشمل أساسا الشبان من سن 15 إلى 30 سنة، وهي ظاهرة جديدة في الجزائر، أو إنها كانت مخفية سابقا على حد قول بعض الخبراء.

وفي الأشهر الأخيرة لم يمر يوم إلا وأوردت الصحف أنباء عن حالات انتحار .

ونظرا لعدم وجود إحصاءات رسمية هناك أو دراسات علمية تبدو هذه الظاهرة جديدة في المجتمع الجزائري، لا سيما من حيث نطاقها. ولا يطرح المعنيون بها، خاصة علماء الاجتماع سوى افتراضات.

الفقر المتهم الأول في اليمن

أعلنت السلطات اليمينة في وقت سابق عن شاب شنق نفسه في غرفة سكنه في المعهد التجاري في عدن بحبل الغسيل دون علم زملائه وإن أكد بعضهم انه كان يعاني حالة نفسية ومصاب بمرض الانفصام الشخصي.

قضية الانتحار في اليمن قدمه تقرير وزارة الداخلية للعام 2007م الذي شهد 252 حادثة انتحار و221 حادثة شروع بالانتحار منها 6 حالات انتحار للإناث و170 حالة شروع في الانتحار للإناث , فيما أشارت إحصائية رسمية أخرى أن عدد حالات الانتحار المسجلة لدى سلطات الأمن في مختلف محافظات اليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغ 1401 حالة من بينهم 624 شخصا انتحروا بواسطة أسلحة نارية ، و 141 شخصا استخدموا وسائل أخرى كالسموم والشنق وغيرهما .

وفي المغرب أيضا

بحسب دراسة حديثة أنجزتها وزارة الصحة المغربية حول 'الأمراض النفسية في المجتمع المغربي'، إن 16 في المائة من الشريحة التي شملها البحث والمحددة في 15 سنة وأكثر تفكر في الموت والخلاص من الحياة، سواء بالانتحار أو بالموت العادي.

وكشف عن هذه الدراسة بعد تصاعد عدد المنتحرين و قالت السلطات إن شابا في مراكش انتحر بعد طعن والده طعنات متكررة في البطن ليرديه قتيلا.

وكانت المغرب قد شهدت ضجة واسعة عقب إقدام 13 من الشباب المغربي العاطل على محاولة الانتحار, بتناولهم مادة مسمومة ممزوجة بالبنزين أمام البرلمان بعدما ملوا مما أسموه بالوعود الحكومية المستمرة لحل مشكلتهم دون أي فعل على الأرض.

جمعية محبي الموت في مصر

من أخطر الجماعات التي ظهرت مؤخراً وأخذت في ممارسة نشاط غريب نوعاً ما laquo;جماعة محبي الموتraquo; وهذه الجماعة أسسها مجموعة من الشباب العربي في اليابان وأخذوا في نشر أفكارهم الانهزامية بين الشباب عن طريق الإنترنت

ووجدت هذه الجماعة مساحة كبيرة للحركة بين الشباب عن طريق المنتديات ومواقع التعارف الشهيرة كموقع hi٥ وMatch وغيرهما من مواقع التعارف الأخرى، والتي اتخذت منها هذه الجماعة سبيلاً للوصول إلى عدد كبير من الشباب.

وتدعو هذه الجمعية الشباب إلى التخلص من الحياة، لأن الحياة التي نعيشها -على حد قولهم- حياة زائفة، والحياة الحقيقية توجد في العالم الآخر، وأخذت هذه الجماعة في نشر أفكارها بين شباب مصر بصفة خاصة لأنهم يرون أن الشباب المصري هو شباب ليس له سبيل للراحة سوى الموت، نظراً لما يعانيه في حياته اليومية من فقر وبطالة وتأخر سن الزواج، بالإضافة إلى القمع الفكري والثقافي والسياسي.

أما الشيء الغريب في هذه الجماعة، فهو أنها اتخذت من بعض الأقاويل الدينية وسيلة للترويج لأفكارها الهدامة كمقولة laquo;الضرورات تبيح المحظوراتraquo; والتي تعتبر الشعار الأول لها.

وبدأت هذه الجمعية نشاطها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وتعتبر هي المسؤول الأول عن حوادث الانتماء الجماعي عبر الإنترنت والتي انتشرت مؤخراً في مصر والوطن العربي، كما أنها هي المسؤول أيضاً عن حادثة الانتحار الجماعي لسبعة شبان في اليابان والتي حدثت في أواخر العام الماضي.

وخلال الاسبوع الماضي كشف النائب المصري الدكتور جمال زهران في استجواب قدمه لمجلس الشعب quot;البرلمانquot; عن انتحار 12 ألف شاب في مصر بسبب البطالة خلال 4 سنوات فقط.

وأكد النائب في استجوابه الذي تقدم به ضد د. أحمد نظيف رئيس الوزراء ووزراء التجارة والصناعة والقوي العاملة والاستثمار والتنمية الإدارية، أن عام 2005 شهد 1160 حالة انتحار وارتفع عدد الحالات إلي 2355 في 2006، ثم واصل ارتفاعه إلي 3700 حالة في 7002، فيما تضاعف عدد المنتحرين في 2008 لتصبح المحصلة النهائية 12 ألف حالة انتحار غالبيتها بين الشباب بسبب غياب الوظائف-