تمارا ياسر من عمان : انخفضت نسبة الأمية بين الأردنيين فوق سن 15 الى 9.3%، وذلك حسب التقرير الأخير لنتائج مسح العمالة والبطالة لعام 2006 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة. وقد تباينت النسب في التقرير، حيث كانت بين الإناث أعلى منها بين الذكور بنسبة 5.1% للذكور، و13.7% للإناث.مدير الاحصاءات السكانية والاجتماعية في دائرة الاحصاءات العامة كمال صالح وفي تصريحات خاصة بايلاف قال بأن نسبة الفتيات المتعلمات في الاردن كبيرة فنسبة الفتيات الملتحقات بالتعليم الثانوي أكبر من نسبة الذكور 18.8% بينما الذكور 17.7% مبينا بأن العادات والتقاليد في الأردن لا تحول دون تعليم الفتاة موضحا وجود بعض المشاكل في تدريس الأمي منها عدم وعي الأميخاصة أن أغلبهم من فئة كبار السن والتجهيزات الموجودة غير كافية .

العاصمة ادنى نسبة في عدد الاميين والمفرق أعلاها

وبين صالح أن نسبة الأمية في الأردن انخفضت عن السنوات السابقة مشيرا بأن نسبة الامية بين الاناث لعام 2003 كانت 14.9% اصبحت 13.7% لعام 2006 معتبرا أن نسبة الامية في العاصمة دائما تكون متدنية بالنسبة للمحافظات الاخرى حيث سجلت نسبة الامية للاناث هناك 10.2 %لعام 2006 والذكور 4.3% بينما اعلى نسبة للامية سجلت في محافظة المفرق فكانت نسبة الامية لدى الاناث 24.6% والذكور10.5 %.

استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي يوضح بأن الأردن قطعت شوطا كبيرا في محاربة الأمية و تقليل عدد الأميين وخاصة من تجاوز عمره 15 عاما فأكثر فنسبة الفتيات الملتحقات بالمرحلة الابتدائية 97% لكن ظاهرة التسرب من المدارس منتشرة بشكل كبير وهذا ما يروج للأمية ،مشيرا الى أن الامية لها الدور الاكبر في التنشئة الخاطئة وزراعة القيم والتعاليم الخاطئة في النشئ فالأمي لا يقبل الحوار ولا يتعامل معه داخل الاسرة ، والامي يقبل بالاوضاع الصعبة فمثلا الفتاة الامية تقبل بأن تكون زوجة ثانية تحت ظروف قاسية وصعبة ، والامية تخلق العنف بحسب الخزاعي فالامي احيانا يمارس العنف ضد المراة والمراة الامية تقبل بهذه الاوضاع الصعبة .


الأمي يوجه ابنائه للأمية

مبينا بأن الأمي يواجه احيانا صعوبات في الدمج الاجتماعي فهو يعيش في عزلة ومعظمهم يعملون في مهن وأجور متدنية ويربون ابنائهم تربية متدنية كما انهم محرومين من التكنولوجيا والحضارة وهم بالتالي يدفعون ابنائهم نحو الامية فعلا سبيل المثال 66% من المتسربين من المارس يتسربون لاسباب اقتصادية 33% منهم كان ابائهم متسربين من المدارس ، اذا فالامي يوجه ابنائه للأمية . ويقول الخزاعي بأن العادات والتقاليد في الأردن لا تحرم الفتاة من التعليم مشيرا الى أن نسبة الملتحقات في الجامعات تتجاوز ال 50%.

وحتى نشجع الامي على التعليم وخصوصا انهم من العاملين وكبار السن قال يجب أن نعوضه بدلا من المحاضرات التي يأخذها تشجيعا له ، واختيار الوقت المناسب للمحاضرة ، واستخدام الوسائل الحديثة في التعليم ، واوضح انه ممكن على الامي اذا لم ينضم لمراكز محو الامية بان يثقف نفسه بنفسه من خلال الندوات والتلفاز مشيرا بان الثقافة مهمة جدا .

معاملاتي البنكية سببت لي الاحراج هذا ما قالته الحاجة أم أمجد الجريبيع (57 عاما) من قرية أم سالم الاردنية حيث قالت معاملتي البنكية التي طالت وعرفتني على اشخاص كثر وكان علي ان ابصم دائما دفعني الى الرغبة في التغيير نحو الافضل وكما انني كنت احب ان اتعلم قراءة القران.

والان بعد ان أصبحت قادرة على القراءة والكتابة أحسست أنني قد تغيرت وأصبحت أمتلك ميزة كانت مفقودة لدي ولم أعد أخجل من عدم معرفتي القراءة والكتابة، وأطمح لتعلم الحاسوب بعد تجاوز مراحل محو الامية .

كما اني اصبحت متفائلة اكثر كون المجتمع ينظر الي بنظرة ايجابية كونه مجتمع مثقف وفيه نسبة متعلمين كبيرة ، وأنا أتمنى أن تدعم وزارة التربية المجموعة التي تدرس في مركز محو الاميه كون المدرسة التي تقوم بذلك تقوم به بشكل شخصي وتطوعي في احد المساجد .

تسمم دوائي دافع للتعلم

تسممي هو الذي دفعني للتعلم هذا هو السبب الذي دفع الحاجة أم محمد ( 45عاما ) من قرية أم سالم لمحو اميتها فقالت عدم معرفتي لقراءة ما كتبه الطبيب على الادوية ادى الى تسممي دوائيا مما دفعني الى التحاق بمركز يعلم القراءة لكي استطيع قراءة التعليمات الدوائية والصحف والكتب بانواعها واطمح للحصول على الثانوية العامة ، الان اصبحت حياتي اكثر راحه وزال الاحراج من كوني جاهلة ، واستطيع ان اساعد ابنائي في دروسهم .

أما أم علي(66عاما ) تقول عدم معرفتي بالعد وخاصة النقود سبب لي مشاكل مع الناس وخاصة في بيع الحليب،فشجعني أبنائي بأن اتعلم وها انا الان اتمكن من قراءة القران،الا انني كنت اخجل في البداية ولكن مع تشجيع جاراتي وابنائي تغلبت على ذلك و اصبحت حياتي اسهل واستطيع التعامل مع الارقام والحسابات كوني اعمل على انتاج الحليب ومشتقاته وبعيها .