فوجىء الحضور في اليوم الثاني من مهرجان quot;روافد أوزوانquot;، الذي عقد في مدينة العيون التي شهدت اضطرابات في نوفمبر الفائت، برفض مغنى الراب الجزائري فوديل، التحاف العلم المغربي الذي وصل للمسرح المقام في ساحة المشور، بيد طفلة.


العيون: رفض مغني الراب الجزائري المقيم في فرنسا فوديل ليلة أمس السبت 25 ديسمبر/ كانون الأول التحاف العلم المغربي في ساحة المشور في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية في الجنوب المغربي.

وكان فوديل يؤدي أغانيه في اليوم الثاني لمهرجان quot;روافد أزوانquot; في الساحة المذكورة، عندما حمل مسؤولان في السلطات المحلية بالمدينة طفلة إلى الخشبة وبيدها الراية المغربية، لكن فوديل لم يرغب في الاقتراب منها.

وسارع مدير أعماله إلى أخذ الفتاة إلى الجهة اليسرى من الخشبة، قبل أن يتم نزع العلم المغربي من يديها وإرجاعها إلى الخشبة كي يقبلها الفنان.

أغضب هذا التصرف ليس الجمهور الذي كان يتابع السهرة، بل بعض مسؤولي السلطات المحلية، خاصة باشا المدينة الذي كان ساعد الطفلة في الصعود إلى الخشبة، فبدأ ما يشبه المفاوضات بين بعض المنظمين للمهرجان (جمعية quot;ائتلاف الساقية الحمراءquot; بتمويل ودعم وإشراف من سلطات المدينة فيما فيها المنتخبة) وبين مدير أعمال الفنان من أجل دفعه لالتحاف العلم المغربي.

المثير في هذه القضية أن الجميع كان يتابع تحركات هؤلاء الحريصين على أن يحمل الفنان الجزائري الراية المغربية في عاصمة الصحراء الغربية، كما أنه تم أمام أعين خليل الدخيل، والي جهة العيون الساقية الحمراء ووادي الذهب المعين حديثا في هذا المنصب.

وظل الدخيل برفقة وفد معه يتابع السهرة ويتابع تحركات مسؤول اتخذ قرارا فرديا، حسب ما صرح به أحد المنظمين لـ quot;إيلافquot;، وقال إن quot;الواليquot; لا يمكنه، لو علم مسبقا، أن يوافق على تصرف مثل هذا.

من جانبه اعتبر المسؤول عن التنظيم هذا التصرف محاولة من quot;جهة في الدولة توريط الوالي، الذي كان منع العلم بالمدارس في العيون مخافة الفتنة بين المغاربة والوحديين من جهة والانفصاليين الموالين للبوليساريو من جهة ثانيةquot;.

وأثناء توديع الفنان للجمهور حوالي منتصف ليل السبت الأحد طلب من شخص يرتدي لباساً صحراويا أبيض (دراعية) كان أمام خشبة المسرح، طلب منه أن يعود مرة أخرى ويرغم الفنان على التحاف العلم المغربي، وهذا ما كان إذ فاجأ هذا الشخص مدير أعمال الفنان وعانق فوديل وهو يضع العلم المغربي على كتفه. فوديل لم يمسك العلم، وبدأ يرقص معه إلى أن غادر الشخص أولا ثم تلاه الفنان الجزائري الذي وجد سيارة أقلته على وجه السرعة إلى مكان إقامته.

واختار المنظمون الشاب فوديل في الدورة الثانية، كنجم الأكبر، لسبب أساسي وهو أنه الفنان الذي يمكن أن ينقل، من خلال مشاركته، عدة رسائل إلى الجزائريين بصفة خاصة، فهو يغني في مدينة شهدت أحداثا أليمة قتل خلالها 13 شخصا 11 منهم من أفراد القوات العمومية قبل شهرين تقريبا.

وكانت الجزائر اتهمت بالوقوف وراء الأحداث من خلال دعمها للبوليساريو (المطالبة بالانفصال عن الصحراء)، لذا فحمل فنان جزائري لعلم مغربي في عاصمة الصحراء الغربية هو ما يريده المنظمون.

ويعلم فوديل جيدا أن حمل العلم المغربي في مدينة مثل العيون سيجلب له مشاكل أخرى في بلده الجزائر، فقد عانى عدد من الفنانين أمثال رضى الطالياني والشاب خالد من مشاكل جراء دفع منظمي مهرجانات مغربية (الدار البيضاء ومهرجان الجمل بالعيون) إلى التحاف العلم المغربي وهو ما ينتقده مغاربة ويعتبرونه استغلالا لفنان في قضية لا تعنيه.