أغنية تتحوَّل إلى ظاهرة إجتماعيَّة، وهو أمر غير مستغرب خصوصًا على السَّاحة اللبنانيَّة، فقد شكَّلت quot;جمهورية قلبيquot; أغنية محمد إسكندر الجديدة، موجة من التنديد والتأييد، ففي حين اعتبرها بعضهم موجَّهة ضد المرأة، ولا تساوي بينها وبين الرجل، رأى بعضهم الآخر أنَّها صحيحة، بحيث على المرأة أنّ تبقى في منزلها لتقوم بواجباتها الطبيعيَّة على أنّْ يقوم زوجها بالصرف عليها، كل ذلك يأتي وسط أصوات لا ترى فيها سوى أنَّها مجرد أغنية تهدف إلى التسليَّة والتمويه، ولا يوجد من داعٍ لتحميلها كلّ هذه المعاني التي تبعدها عن حقيقتها.

quot;جمهورية قلبيquot;، أغنية الفنان اللبناني محمد إسكندر الجديدة، تحمل الكثير من معاني العشق والغرام والغيرة والتملك، وتعكس صورة نمطيَّة عن الرجل الشرقي الذكوري، في حبِّه وهيامه، وحتى تملّكه لزوجته أو حبيبته، وترى أن الحل الأفضل لتجنُّب الغيرة والتحرشات التي تتعرَّض لها المرأة، هو بقاؤها في المنزل والإهتمام بزوجها على أن تأتي جميع طلابتها إليها.

أغنية، طرحت منذ أسابيع في الأسواق، ولقيت الكثير من الأصداء وردود الأفعال، كما أنها إحتلت المراتب الأولى على الإذاعات، وهي من كلمات فارس إسكندر، إبن محمد، وألحان سليم سلامة . كما يكتسح اسكندر بأغنيته الجديدة الملاهي، والمقاهي، والمطاعم، فبعد أغنيته quot;قولي بحبنيquot; التي عبَّر فيها عن عشقه لحبيبته، من خلال منعها من التعاطي مع رفاقها الشباب، وتهديد كل من يقترب منها بالقتل، ها هو يواصل مسيرته الفنيَّة بحدَّة وذكورية أكبر هذه المرة.

وتقول كلمات الأغنية: كل ما قلبي عم ينبض وبعزي، بتبقي ملكة وما بقبل تنّْهزي.
شغلي وسهري وتعبي عشانك، عندي فيهن لذّة
نحنا ما عنَّا بنات تتوظَّف بشهادتها، عنَّا البنت بتدلَّل كلّْ شي بيجي لخدمتها.
شغلك قلبي وعاطفتي وحناني، مش رح تفضي لأي شي تاني، بيكفي إنِّك رئيسة جمهورية قلبي.
شيلي الفكرة من بالك أحلالك، ليش بتجيبي المشاكل لحالك؟ تَنفرض بقبل تشتغلي، شو منعمل بجمالك؟
بكرا المدير بيعشق وبيتحرّك إحساسو، وطبيعي إني إنزل هدّْ الشركة عَ راسو.
حقوق المرأة عَ عيني وعَ راسي، بس يا ريتك بتراعي إحساسي، وجودك حدي بقوِّيني، وهيدا شي أساسي
وشو هالوظيفة اللي بدا تفرِّق ما بيني وبينك، يلعن بيّْ المصاري بحرقها كرامة عينك.

وبعض الأصداء التي لاقتها الأغنية، تحركت جمعية quot;نسويةquot; المعارضة لإستخدام المرأة كأداة جنسيَّة، ضدها على اعتبار أن quot;جمهورية قلبيquot; يريد فيها اسكندر لحبيبته أن تتوقف عن العمل، ليدلّلها، على أن تخدمه في المنزل. ونظمت الجمعيَّة مظاهرة، وحملت الشعارات واليافطات التي تقول بعضها quot;بدي كون رئيسة جمهورية لبنانquot;، quot;أغلبية القضاة نساء، أغلبية المحامين نساء، أغلبية الطلاب، نساءquot;، وأخرى quot;لا للفن الهابط، لا للإعلانات الذكوريَّة، لا لصورة المرأة النمطيَّةquot;.

وفي المقابل، أطلق المدافعون عنها مجموعة مضادة على الفايسبوكquot; بعنوان، quot;جمهورية قلبي مش موظفة عند حداquot;. وتقول إنَّه quot;ينبغي أن تكون حياة المرأة بيتيَّة، وألا تكلف بأعمال الرجال، لأن ذلك يقطعها عن وظيفتها الطبيعيَّة، ويفسد مواهبها الفطريَّة، وعليه فيجب على الرجال أن ينفقوا على النساء، من دون أن ينتظروا منهن عملاً ماديًا، كما ينفقون على الكتَّاب والشعراء والفلاسفة، فإذا كان هؤلاء يحتاجون إلى ساعات كثيرة من الفراغ لإنتاج ثمرات قرائحهم، كذلك تحتاج النساء إلى مثل تلك الأوقات ليتفرغن فيها لأداء وظيفتهن الاجتماعيَّة، من حمل، ووضع، وتربيةquot;.

إلى ذلك، ونظرًا لهذه الظاهرة التي أوجدتها أغنية وحملت موجة من التنديد، وموجة مضادة من التأييد، أجرت quot;إيلافquot; تحقيقًا مصوَّرًا، وإستطلعت الشارع اللبناني، وأخذت رأي النساء والرجال على حدٍّ سواء في الأغنية، وأتت ردود الأفعال متفاوتة.