أُومضت مساء الجمعة الفائت الأضواء، وأُطفئت الكاميرات، وأُغلقت أبواب الأكاديميَّة، بعد مسيرة أربعة أشهر، واللافت في هذه الدورة فوز ناصيف زيتون في البرنامج، وهو أوَّل سوري يحصد اللقب، الأمر الذي أثار بعض التساؤلات، فالمعروف أنَّ سياسة المؤسسة اللبنانيَّة للإرسال تتعارض مع سياسة سوريا، وكانت من المحطَّات التي شنت الحملات الإعلاميَّة ضدها، إضافة إلى أنَّ نتيجة التصويت وفوز ناصيف يدحضان بعض الشائعات عن تزوير النتائج خصوصًا بعد تطابقها مع نتائج إستفتاء إيلاف للأسبوع الماضي. فهل يمكن إدراج فوز الطالب السوري ذي الـ 22 عامًا، وهو الذي لفت إليه الأنظار منذ أيَّامه الأولى داخل الأكاديميَّة، لما يتمتع به من قدرات صوتيَّة، ضمن سياسة تنتهجها الإدارة اليوم لتطبيع العلاقات مع سوريا لتلحق بالتطبيع الرسمي الذي يقوده رئيس الحكومة؟ أم أنَّ البرنامج يهدف أوَّلاً وأخيرًا إلى تخريج نجوم فنيين بغض النظر عن الخلافات والجنسيَّات والحسابات السياسيَّة؟
بيروت: بعد إنتظار دام لمدَّة أربعة أشهر، وبعد مسيرة جهد وتعب ومثابرة، وفي أجواء حماسيَّة وأمام جمهور كبير غص به مسرح البرايم، فاز الطالب ناصيف زيتون من سوريا، بلقب نجم ستار أكاديمي في نسخته السابعة، وذلك بعد أن حصد نسبة 65.21 % من تصويت الجمهور متفوقًا على كل من رحمة السباهي من العراق التي حصلت على نسبة 24.08 %، ومحمد رمضان من الأردن الذي حصل على 10.71 % من تصويت الجمهور، ليسدل الستار عن البرنامج الأكثر مشاهدة والأكثر إثارةً للجدل عربيًّا.
وعند إعلان النتائج، نزل آلاف السوريين في منطقة الجديدة، إحدى ضواحي دمشق، حيث يسكن ويعيش ناصيف، للإحتفال بعد أنّْ أسهمت بلديَّة المنطقة مع الأهالي بوضع شاشات عرض كبيرة في الشوارع، عارضةً صوره وأغانيه، وارتفعت الأسهم والألعاب الناريَّة في سماء دمشق، وانطلقت المواكب في شوارع دمشق وسط مكبرات الصوت التي كانت تصدح بأغانيه، هذا وخرجت جماهير غفيرة لاستقباله عند الحدود السوريَّة ـ اللبنانيَّة، ونظِّمت له جولة في العاصمة، فهذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها فنان سوري بالمركز الأوَّل بهذا البرنامج.
واللافت أنَّ نتائج الـ quot;أل.بي.سي.quot; التي أفضت إلى فوز ناصيف جاءت متطابقة مع نتائج الإستفتاء الأسبوعي الذي تجريه quot;إيلافquot;، والذي خصص في الأسبوع الفائت حول البرنامج المذكور، وفاز ناصيف بأعلى نسبة تصويت بين قراء الموقع وحصل على 50.14% من الأصوات أي ما يعادل (5400 صوت)، في حين حلَّت رحمة السباهي المشتركة العراقيَّة في المرتبة الثانية بنسبة تصويت وصلت إلى 34.83% (3750)، ليحلّْ محمد رمضان من الأردن في المرتبة الثالثة بنسبة 15.02% من التصويت (1617)، علمًا أنَّ عدد المشتركين في التصويت شارف الـ 10767 .
وأثار برنامج ستار أكاديمي ومنذ نسخته الأولى الجدل والبلبلة على السَّاحة العربيَّة، بسبب جرأته غير المعتادة في الشرق، وبسبب تميّزه عن غيره من البرامج، خصوصًا وأنَّه كان أوَّل برنامج واقع يعرض عربيًّا، فاستقطب شريحة واسعة من الجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم، كما أثار العديد من البلبلات وأطلقت حوله العديد من الشائعات حول تزوير نتائج، إضافة إلى فضائح أخلاقيَّة أشيعت حول طلابه، لكنه أصبح البرنامج العربي الأكثر مشاهدةً، والأكثر جماهيريَّةً.
وبعد البرايم الختامي، إجتمع الطلاب، والقائمون على البرنامج، والصحافة، وأهل المشتركين، والأساتذة، في مطعم quot;مهناquot; في سهرة دعت إليها قناة الـquot;أل بي سيquot;، إحتفالاً بالفوز وإنتهاء الموسم السابع، واستُقبل فيها quot;ناصيفquot; بزفة سوريَّة شاميَّة أتت خصيصًا لتشاركه الفرحة. وأهدى ناصيف لقبه إلى كل الذين دعموه، ووقفوا إلى جانبه، وآمنوا بموهبته، ولأهله ووطنه وبلده الثاني لبنان. وأكَّد أنَّه لم يكن يتوَّقع الفوز في اللقب، لكنه سعى إلى نيله وعمل بكد وجهد للوصول إليه. مشيرًا إلى أن هذا اللقب سيحمِّله مسؤوليَّة كبيرة، متمنيًّا أنّْ يكون على قدر الحمل، وأن يرضي جمهوره، وأنّْ يحقق طموحاته.
وفي نهائيَّات النسخة السابعة من البرنامج، تميَّز ثلاثة طلاب كل واحد على طريقته، ناصيف من سوريا، رحمة من العراق، ورمضان من الاردن .
فناصيف زيتون ولد عام 1988 في مدينة دمشق من أبيه الياس وأمه سامية الزيتون، ويقيم في جديدة عرطوز (إحدى ضواحي مدينة دمشق) منذ مولده، لديه أخ اسمه أنس وأخت اسمها نانسي، وتجمعه قصة حب بطالبة المعهد العالي للموسيقى وطالبة ستار أكاديمي أيضًا زينة أفتيموس. وهو طالب سنة أولى في المعهد العالي للموسيقى قسم الغناء الشرقي، شارك في عدة حفلات بدار الأوبرا في دمشق إضافة إلى مشاركته في كورال مارسيل خليفة. أحب الغناء منذ نعومة أظافره وهو صاحب صوت جبلي قوي، وبارع في أداء المواويل.
وغنى ناصيف في البرايم الأوَّل أغنية لوديع الصافي، وكان أداؤه أكثر من رائع، وأصبح حديث الشارع الفني حتى أشاد به الدكتور وديع الصافي ، وفي البرايم الثاني عاد ناصيف ليغني لوديع الصافي فحصل على لقب أفضل طالب وكانت جائزته: عود عليه توقيع وديع الصافي، وجميع أعمال الصافي الفنيَّة. فهو استطاع بصوته المتميز وأدائه المتألق الوصول إلى نهائيَّات البرنامج والفوز باللقب، ليكون أوَّل سوريّ يحصل عليه.
أمَّا رحمة فهي من مواليد عام 1987، ولدت في العراق وتعيش في البحرين وتهوى الغناء، والتمثيل، والسباحة، والتسوق، وتدبير المقالب، أغنيتها المفضَّلة هي quot;كل ده كان ليهquot; لعبد الوهاب، وتحب الأغاني الطربيَّة الأصيلة ولكن العصريَّة التي تغلفها روح الحداثه . وإلتحاقها ببرنامجي اكتشاف المواهب quot;سوبر ستارquot; التي وصلت فيه للمراحل النهائيَّة، وquot;نجم الخليجquot; وعدم حصولها على اللقب، لم يؤثر فيها بشكل سلبي ولم تستسلم بل عادت من جديد إلى quot;ستار اكاديميquot; لاكتشاف موهبتها وتنميتها.
وكان ظهورها الأوَّل في البرايم الأوَّل قوِّيا ودلَّ على مستوى مميَّز، قالت إنّها تعشق الغناء منذ صغرها وقد درست أصول الغناء لتتمكن من تطوير صوتها وموهبتها، وكان لوالدها الفنان رياض أحمد فضل كبير في تشجيعها ومساعدتها على تنمية موهبتها كثيرًا، وأكملت والدتها ذلك بعد وفاة والدها وشجعتها على الإستمرار في تطوير شخصيَّتها وأدائها الفني.
وصولاً إلى محمد رمضان مواليد عام 1990 في عمان، الذي شكَّل موهبة فنيَّة منذ صغره، حيث كان يشارك بتمُّيز بالحفلات المدرسيَّة والأنشطة الفنيَّة والمسابقات الغنائيَّة ويفوز بها، ومنها الجوائز التي حصدها محمد في صغره كان احتلاله المركز الأوَّل في المملكة الأردنيَّة عن مسابقة الاناشيد الدينيّة عام 1997. وتخرج محمدفي مدارس فيلادلفيا الوطنيَّة، ولم يتوقف حب محمد للفن عند هذا المستوى فقد دخل الجامعة الأردنيَّة بتفوقه الفني وأصبح المطرب الأوَّل والمتميِّز في كورال الجامعة.
ومن أهم هواياته اقتناء وقيادة السيّارات السريعة، وإقتناء الساعات الثمينة، والتصوير الفوتوغرافي، والغناء بشكل يومي ومتواصل .أمَّا بالنسبة إلى صوته فقد تميَّز محمد بإتقانه جميع ألوان الغناء مثل الرومانسي والجبلي، كما اتقن الغناء بجميع اللهجات العربيَّة . وأثبت محمد رمضان حضورًا لافتًا منذ بداية المسابقة من خلال صوت متمكن وحضور لافت دفع الجمهور العربي لمساندته في تخطي العقبات وصولاً إلى النهائيَّات.
التعليقات