أكَّد الفنان باسل عطالله في حديث مع quot;إيلافquot; أنَّ الإنتاج الدرامي الفلسطيني يسير ببطء شديد لأنَّه لا يلقَ الدعم الكافي على الرغم من وجود الطاقات الفنيَّة والتمثيليَّة الكبيرة، الأمر الذي أسفر عن هجر العمل بالتمثيل وقلَّل من كثافة الإنتاج الدرامي الفلسطيني.

غزة: قال الفنان الفلسطيني باسل عطالله quot;أنَّ الدراما الفلسطينيَّة تسير ببطء شديد، لأنَّها لا تلقَ الدعم الكافي، على الرغم من وجود الطاقات الفنيَّة الثوريَّة القادرة على عمل الفنيquot;، مشيرًا إلى أنَّ بعض المؤسسات الرسميَّة والأهليَّة الفلسطينيَّة تهمش الفنانين ولا تولِ اهتمامًا بهذه النوعيَّة من الأعمال، مؤكِّدًا أنَّه لا يقل عن أي عمل أخر.

وأضاف عطاالله لـquot;إيلافquot; :quot; هذا التقصير أدى إلى هجر العمل في مجال التمثيل والإنتاج الدرامي، معللاً ذلك بسبب quot;قلة الإنتاج الدرامي الفلسطيني، حيث لا يعقل أنّْ يعمل الفنان طيلة عام كامل في مسلسل واحد، في ظل غلاء المعيشة والأوضاع المتردِّية، وقال: quot; كما أنَّه يفتح الباب أمام المموِّل الأجنبي الذي يفرض أجندته الخاصَة التي لا تلتق وقضيتنا، أو تمس جزء من هويتنا الثقافيَّة وهو ما نرفضهquot;.

وتابع الفنان عطاالله:quot; الدراما الفلسطينيَّة متعطِّشة للأعمال الفنيَّة الدراميَّة، وفلسطين غنيَّة بمفردات الجغرافيا وتضاريسها التي لا تتوفر مواصفاتها بأي بلد عربي، فضلاً عن أنَّها خصبة بالمواضيع المثيرة، والقصص الإنسانيَّة والإجتماعيَّةquot;.

ويعمل عطاالله مديرًا تنفيذيًّا لمؤسسة نهاوند للإنتاج الفني، ومقرها نابلس، إلى جانب عمله في التمثيل والإخراج والموسيقى، حيث قام بدور البطولة في عدد من المسلسلات المحليَّة الفلسطينيَّة وأهمها quot; مسلسل براويزquot; وعرف بشخصية quot;أبو العريفquot; المحببة لدى الفلسطينيين، وتعتبر نهاوند من أوائل المؤسسات التِّي عملت في الإنتاج الفني وأسَّست الدراما الفلسطينيَّة المحليَّة، وأخذت على عاتقها تفعيل الحركة الفنيَّة الفلسطينيَّة على مختلف أشكالها سواء في مجال التلحين والغناء، والعمل المسرحي، وأعمال الأطفال الفنيَّة المميَّزة والهادفة، والدراما التلفزيونيَّة، كما تقوم بإنتاج كاسيتات لفنانين فلسطينيين تنتج العديد من المسلسلات الدراميَّة والأعمال المسرحيَّة.

ومنذ تأسيسها قبل أكثر من 12 عامًا، أنتجت نهاوند نحو 11 مسلسلاً تلفزيونيًّا يأخذ معظمها طابع الدراما الإجتماعيَّة الكوميديَّة، وسجَّلت أكثر من 1500 أغنية من خلال استوديوهاتها المجهَّزة لعدد من الفنانين الفلسطينيين.

ويعد هذا الإنتاج الفني متواضعًا مقارنةً بمؤسسات عربيَّة، ويفسِّر عطا الله هذا بالقول: quot;الإنتاج يحتاج إلى إمكانيَّات و موارد ماليَّة، ونحن نعمل بجهود ذاتيَّة، لا ننظر كثيرًا للربح المادي، لأنَّنا نعمل على تأسيس دراما فلسطينيَّة تسلِّط الضوء على القضايا الاجتماعيَّة وتناقشها وتضع حلولاً عمليَّة لها، واستطعنا من خلال عملنا أنّْ نحقِّق شيئًا من طموحنا، مستدركًا: quot;إلاَّ أنَّ العمل يسير ببطء شديد، للأسباب السالفة الذكرquot;، وأضاف: quot;وخلال رحلة عملنا كنا نسير ونتعثر، ونخسر أحيانًا لو هدفنا الربح المادي لتوقفنا بعد 4 سنوات عن العمل، كحال الكثير من المؤسسات التَّي بدأت بإنتاج أعمال دراميَّة وتوقفت بعد أول عمل درامي لها.

ويغلب على إنتاج نهاوند الدرامي النوع الكوميدي حتَّى ينعكس ذلك من خلال مسميَّات تلك المسلسلات، ومنها مسلسل quot;براويزquot; وله عدَّة أجزاء كان يتم عرضها على تلفزيون فلسطين وتلفزيونات محليَّة فلسطينيَّة، ومسلسل quot;لهون حلوquot;، وquot;برد الصيفquot; الذي لم يعرض على أيَّة فضائيَّة على الرغم من أنَّه يتناول قضايا سياسيَّة واجتماعيَّة حسَّاسة تمس المجتمع الفلسطيني في الصميم وتكشف المسكوت عنه.

وتعكف نهاوند حاليًّا، بعد أنّْ توقفت عن العمل بمسلسلها quot;كلمة ورد غطاهاquot; والذي كان مقررًا بثه في شهر رمضان المقبل، لأسباب رفضت التَّطرق لها، إلى الإعداد لمسلسل quot;عكسي مكسيquot; وهو من تأليف عبد القادر إسماعيل من قطاع غزة، ومن بطولة عطاالله لتمُّيزه بالأدوار الخاصَّة بهذا النوع من الدراما، إلى جانب عدد من الفنانين الفلسطينيين، ويمتدُّ المسلسل على 29 حلقةً، تتناول قضايا عربيَّة وفلسطينيَّة نظرًا لتشابه هذه القضايا في عدد من البلدان مع الفلسطينيين الذين يحتفظون بواقع خاص جدًّا بسبب الحصار .

ويقول عطاالله: quot;فكرة المسلسل تكشف المستور عن قضايا ومواضيع عربيَّة اجتماعيَّة وسياسيَّة وغيرها، ستكون أكثر جرأة هذه المرَّة حيث ستتطرَّق إحدى الحلقات إلى الحياة الزوجيَّة بين الأزواج في الأسرة العربيَّة، وأخرى تتعلَّق بالروتين داخل المؤسسات الرسميَّة العربيَّة، ومعاناة المواطن العربي في انجاز معاملاته الرسميَّة وغيرها من القضايا الحسَّاسة .

وأضاف: quot;إنَّ طابع المسلسل أشبه ببرنامج ممزوج بدراما، والبطولة لشخص واحد إضافة إلى خمس أو ست شخصيَّات، مشيرًا إلى أنَّه يجري الاتصال وينسق مع ممثلين عرب للمشاركة في العمل، وأنَّ بعضهم أبدوا الموافقة، كما كشف عطاالله أنَّه تم الاتفاق مع فضائيَّة لتوقيع اتفاقية معها لعرض المسلسل على شاشتها.

ويوجه عطا الله دعوة للفنانين العرب وللمؤسسات الرسميَّة والأهليَّة الفلسطينيَّة بمد يد العون للفنان الفلسطيني لأنه لا يقل عن أي فنان أخر وله القدرة على المنافسة عالميًّا إذا توفَّرت له الإمكانيَّات.

مضيفًا أنَّهم يعتمدون في تدريب الممثلين على اجتهادات شخصيَّة ولا يوجد معهد أو مؤسسة تعليميَّة لتدريس الدراما والإخراج، لذا يضطر الفنانّْ أن يعمل على نفسه ويطورها ذاتيًّا، ويتساءل بسخرية لاذعة: quot;هل هناك من يلتفت لهذا الفن، وسط الحجم الكبير من الواقعيَّة التراجيديَّة التي يعيشها الفلسطينيون، إلاَّ أنَّه لا يفقد الأمل الذي عمل كل هذه السنوات لأجله في أن ينهض بالدراما الفلسطينيَّة الى وضع متقدم.

وقال للمسؤولين الفلسطينيين: quot;الفنان الفلسطيني مرآة شعبه ووطنه، وما يوصله من رسائل بعمله قد تعجز وسيلة أخرى على إيصاله، ودعاهم للإلتفات نحو الفنان ودعمه.