تثار التساؤلات حول مهرجان quot;قرطاجquot; الذي يرى بعضهم أنَّه مسيَّر وفق أهواء معيَّنة .

تونس:عندنا في تونس أغنية من التراث القديم تقول في مطلعها quot;إذا حبوك ارتاح.. لا تتعب ولا تشقىquot; والمقصود بهذه العبارات أن الشخص الذي يحظى بمحبة الناس يعيش حياته من دون شقاء ولا تعب ويأتيه كل ما يتمناه علىطبق من فضة دون أن يسعى هو لذلك، ولعل هذا المقطع يلخص حال الدورة الجديدة لمهرجان قرطاجالتي راهنت على أسماء تونسيةستحيي تقريبًا 50 في المئة من سهرات المهرجان .

هذه الدورة التي خلفت وراءها تساؤلات متعدّدةفي خضم الإقالة المفاجئة لمديرها مراد الصقلي الذي قدم تصوّرًا جديدًا للمهرجان ووضع شروطًا معينة لمشاركة فنانين تونسيين في قرطاج لعل أهمها عدم السماح لمن شارك في الدورة السابقة اعتلاء قرطاج خلال هذه الدورة لترك الفرصة لغيرهممن اجتهد وأتى بالجديد ولم تتح له الفرصة سابقًا لنيل ذلك الشرف.

وعلى الرغم من أن أسباب استبعاد الصقلي وتعويضه ببوبكر بن فرج قبل أسابيع على افتتاح المهرجان ظلت مجهولة، إلا أن الأيام القليلة الماضية كشفت على الأقل أهمالأسباب ولا سيما بعد الإعلان الرسمي عن القائمة النهائية لنجوم الدورة الجديدة والتي بينت بالمكشوف أن بعض الأشخاص المؤثرينفي وزارة الثقافة التونسية يحملون quot;حبًّا خاصًّاquot; لأسماء تونسية بعينها أمثال لطفي بوشناق وأمينة فاخت وصوفية صادق الذين شاركوا في الدورة الفارطة للمهرجان .

هؤلاءأعلنوا عبر وسائل الإعلام أنهم لم يقدموا ملفاتهم لوزارة الثقافة التونسية ولم يعربوا حتى عن رغبتهم في المشاركة في الدورة الجديدةبل تمت دعوتهمquot;بكل حب لتشريف وتنوير المهرجانquot;.

وبعد إعتذار أمينة وصوفية عن المشاركة بحجة عدم جهوزيتهنفنيا ورغبتهن في تقديم عروض تكون مدروسة وتشرف صورتهن أمام الجمهور فان لطفي بوشناق الذي أعرب عن رغبته في المشاركة في دورة 2011 قبل الدعوة وسيحي سهرته يوم 16 أغسطس 2010.

والمخجل في الأمر أن مدير مهرجان قرطاج بن فرج حين سئل خلال الندوة الرسمية عن سر وجود صورة صوفية صادق ضمن أفيش المهرجان على الرغم من أنها خارج القائمة أجاب مبتسما:quot; صوفية فنانة محبوبة وقد تمت برمجتها للمهرجان ولما اعتذرت أبقينا على صورتها كي تزين الأفيش.quot; وأترك التعليق لكم؟

من جانب آخر، أعرب الفنان محمد الجبالي لإيلاف عن أسفهلرفض مطلبهخلال هذه الدورة على الرغم من تقديمه لملف مستوفي الشروط واشتغاله على عرض متكامليليق بقرطاج، ويضيف قائلاً: quot;قدمت ملفي شخصيًّا لمراد الصقلي وأكد لي أن من شروط قبول ملفات الفنانين التونسيين لهذه الدورة أن يغني الفنان على الأقل ساعة ونصفمن إنتاجه الخاص وان يكون هذا الإنتاج جديدًاوغير مستهلكquot;.

quot; أما الشرط الثالث والأخير فيكمن في عدم مشاركة الفنان في الدورة السابقة للمهرجان وقد وجدت أن كل هذه الشروط تنطبق علي معذلك فوجئت برفض مطلبي وقبول بعض زملائي الذين لا تتوفر فيهم الشروط المذكورة مع احترامي الشديد لهمquot;.

وأكد الجبالي لإيلاف أن هناك أسماء تونسية quot;مدللةquot; تكرر حضورها على مسرح قرطاج على الرغم من أنها لاتملك أي جديد فني يذكرويضيف:quot;اكتشفت أخيرًا أن من يملك سلاطة اللسان والوقاحة وافتعال المشاكل وله واسطة قوية وquot;أكتافquot; يضمن حتمًا مكانهفي قرطاجquot;.

الأمر ذاته حصل مع الفنان الشعبي حبوبة الذي قدم مشروعًا فنيًّا متكاملاً لإدارة قرطاج بعنوانquot;وشمةquot;عمل عليه على مدار السنة برفقة المخرج المسرحي سليم الصنهاجي والفنانة ألفة بن رمضان،تضمن في طياته عرضًا فرجويًا ضخمًايمزج بين الموسيقى التراثيةوالرقص ويلخص مسيرة هذا الفنان الشعبي التي امتدت لأكثر من ثلاثين سنة ليفاجأ بدوره بالرفض مع العلم أن هذه ثالث مرة يرفض فيها ملف هذا الفنان في قرطاج خلال السنوات الأخيرة لأسباب ظلت وستظل مجهولة.