رأى رئيس نقابة الموسيقيين المغاربة أنَّ السَّاحة الفنيَّة المغربيَّة تشكو من خلل وأنَّ الفنان المحلي لا يحصل إلاَّ على الفتات في المهرجانات المحليَّة.
الدار البيضاء: مع وصول فصل الصيف، تتراقص المدن الكبرى على إيقاعات أشهر الفنانين العرب والأجانب، في تمازج فريد بين مختلف الحضارات، وهذه المهرجانات لم تكن وليدة الصدفة، بل تشبعت بروح وأصالة كل منطقة في المغرب، في مجالات مختلفة، تتراوح بين المسرح، والموسيقى، والسينما.
ومن أهم المهرجانات التي اتخذها المغرب موعدًا سنويًّا نتيجة للنجاح الذي حققته والإقبال الجماهيري الذي تعرفه سنة بعد أخرى، نجد مهرجان quot;موسيقي كناوةquot; الذي تنظمه مدينة الصويرة، بمشاركة فرق فنية مغربية وأجنبية وبحضور جمهور عريض.
وهذه التظاهرات أصبحت تمثل صورة المغرب الفنية نظرًا لمشاركة الفرق العربية والأجنبية فيها، ما فتح المجال أمام الفنان المغربي للتعرف إلى ثقافة وفنون الآخر، وأيضًا تمكن الفرق المشاركة من الانفتاح على أصالة، وتنوع ثقافتنا المغربية، التي تزخر بأطباق فنية تفتح شهية الجمهور.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الفنية في المغرب، هو ماذا يستفيد الفنانون المحليون من هذه المهرجانات.
سؤال رد عليه، مصطفى بغداد، رئيس النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، إن quot;المهرجانات مفيدة بالنسبة لكل الفنانين، فكما تعرف ليس لدينا لا سهرات ولا حفلات طيلة السنة، لذلك تأتي المهرجانات لتغطي ذلك الفراغ الموجود في الحركة الفنية، التي تشكو من الشللquot;.
وأوضح مصطفى بغداد، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;المهرجانات، حاليًّا، كثيرة ومتنوعة، لكن ينقصها الكثير، من التنظيم والتميز، فمثلا نحن نريد أن يعكس مهرجان مدينة السعيدية، صورة المنطقة الشرقية بشكل خاص، وأيضًا مهرجان quot;الفنون الشعبيةquot; في مدينة مراكش، يجب أن تكون له هو أيضًا ميزته الخاصةquot;.
وأضاف رئيس النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة: quot;حاليًّا تذهب إلى مختلف المهرجانات فتجدها متشابهة، ونحن في النقابة كنا طالبنا بإحداث ما يسمى بالهيئة العليا للمهرجانات، بمعنى تنظيم هيئة تسهر على وضع اللبنات الأساسية للمهرجانات، حتى تكون موضوعاتيةquot;.
وذكر مصطفى بغداد أن: quot;هذه الهيئة لم تحدث، وعندما يتحدد المضمون ستظهر ملامح الشكل، وسنستدعي الفنانين الذين يعرفون خصوصيات تلك المنطقةquot;، وقال quot;حاليًّا تجد مجموعة من الفنانين يشاركون في مهرجان quot;السعيديةquot;، ومهرجان quot;فاس للموسيقى الروحيةquot;، ومهرجان quot;مراكشquot; وغيرها...quot;.
مبرزًا أن quot;الإشكال المطروح هو أن الفنان المغربي لا يُعط مكانة مهمة، لا إعلاميًّا ولا فنيًّا ولا ماديًّا، إذ إن الأجانب يحظون باهتمام كبير جدًّا، بينما الفنان المغربي لا يأخذ إلا الفتاتquot;.
ويحتضن المغرب سنويًّا أكثر من 400 مهرجان تموله السلطات في مختلف مناطق البلاد، فضلاً عن المسابقات الموسيقية المنظمة صيفًا في الشواطئ، والدافع وراء تشجيع المهرجانات الموسيقية ينطوي، حسب مراقبين، على بعد سياسي، ويتجلى في سعي السلطات إلى مواجهة الامتداد المتزايد للحركات الإسلامية في صفوف الشباب.
ويشار إلى أن هذه المهرجانات تمثل المغرب في باقي المنافسات والتظاهرات العربية والعالمية، إذ إن الساحة الفنية بالمملكة أصبح لها حضور في مناسبات ثقافية وفنية متعدّدة.
التعليقات