بعد أيَّام من إنطلاق الشهر الفضيل يبدو أنَّ quot;باب الحارةquot; وquot;أبو جانتيquot; يستحوذان عل متابعة المشاهد السوري.
الرياض: لا يختلف اثنان على أنَّ باب الحارة حافظ - وربما يكون قادرًا على المحافظة لمواسم قادمة - على مركز الصدارة جماهيريًّا سواء في سوريا أو الوطن العربي على الرغم من تحوله إلى ما يشبه المسلسل التركي أو المكسيكي الطويل الذي يعرض على أجزاء وليس بشكل متصل .
اطمئنان صانعي المسلسل على جماهيريته أحالهم إلى الاستخفاف بهذا الجمهور الذي لم يُحترم سابقًا عندما افتقد شخصيَّات رئيسيَّة في العمل دون أي مبرر درامي، واستمر هذا الاستخفاف في الجزء الخامس الذي افتقد إلى أي محاولة لتقديم مقاربة اجتماعيَّة للمجتمع الدمشقي في ذلك الوقت .
ويبدو أنَّ اصطناع الأحداث هي السمة الرئيسيَّة للحلقات الأولى الَّتي حاول المخرج ملأها بأي طريقة، وكان من الفج أنّْ يدوم مشهد quot;أكلة تسقيةquot; في منزل أبو حاتم لدقائق،لأنَّ المسلسل يجب أنّْ يمتد علىثلاثين حلقةً، أما الحديث عن الحبكة فربما يكون ترفًا فكريًّا .
ورأى الناقد الدرامي السوري ماهر منصور أنَّ تعاون المخرج بسام الملا وشقيه المخرج المنفذ السابق للعمل مؤمن يعني أنَّه ليس هناك ثمة تغيير على مستوى الإخراج، أما التغيير الأساسي الذي كشفته الحلقات الأولى هو عودته لتبني نمط حكاياته القديمة الَّتي تشبه حكايات الجدات وهو ما شكل قواعد نجاحه في الجزأين الأول والثاني .
من جانبها تناولت صحيفة quot;الوطنquot; السوريَّة ما أسمته الاهتمام العربي والعالمي بالعمل وقالت quot;بعد النجاح الكبير الذي حصده المسلسل، بدأت أعمال البيئة الشَّاميَّة تظهر سنويًّا على الخريطة الدراميَّة ولكن بقيت الصدارة دومًا لـquot;باب الحارةquot;، كما دفع هذا النَّجاح العديد من الباحثين الأجانب ليعكفوا على دراسة العمل وظروفه، حيث قامت الباحثة الإيطالية دوناتيلا ديلارتا - الَّتي تعمل لمصلحة جامعة كوبنهاغن - على دراسة الشَّعبيَّة الكبيرة لمسلسل quot;باب الحارةquot;، في سابقة نادرة في الدراما العربيَّة، فعايشت أجواء التَّصوير في القرية الشَّاميَّة بدمشق ليكون المسلسل نموذجًا لأطروحة الدكتوراه الَّتي تقوم بها، لكونه تحوَّل إلى ظاهرة عربيَّة لها تأثيرات مجتمعيَّة، وأكثر ما أغراها بمتابعة البحث العلمي، هو قراءتها الكثير من المقالات في الصحف الإيطاليَّة حول المسلسل، قبل قدومها إلى سوريا، وكثرة اهتمام جماهير العالم العربي بهquot; .
وأضافت الصحيفة: quot;على الرغم من القيل والقال، يبقى مسلسل quot;باب الحارةquot; بأجزائه الخمسة مهما كان مستواها من حيث الحبكة والرواية والقصة والشَّخصيَّات والإنتاج، متربعًا على عرش الدراما العربيَّة عمومًا والسوريَّة خصوصًا، دون خوف من المنافسة، حيث تنتظر جماهير المسلسل الَّتي تابعت أجزائه الأربعة السابقة نهاية الأحداث الَّتي تركت على الأغلب مفتوحة من دون حلquot;.
أبو جانتي شريكًا في النَّجاح
المسلسل الثاني من حيث تحقيقه للشعبيَّة هذا العام في سوريا كانquot;أبو جانتي ndash; ملك التاكسيquot; على الرغم من أنَّ العمل يدخل في إطار التَّهريج لا الكوميديا ولا النقد الاجتماعي، ويعتمد العمل على بطله الأوحد ndash; وهو بالمناسبة منتج العمل ndash; سامر المصري مع إقحام لشخصيَّات غير مترابطة دراميًّا كالدهان أندريه سكاف وبائع المحل أيمن رضا .
وكان بإمكان صانعي العمل الاستفادة من شخصيَّة سائق الأجرة بطريقة مختلفة من حيث الحياة اليوميَّة لهؤلاء واحتكاكهم بعشرات النماذج الإنسانيَّة المختلفة، لكن مخرج المسلسل وبطله فضلا المساهمة في إفساد الذائقة أكثر مما هي مفسدة فكان إلقاء النكات السمجة يدوم على مدى وقت الحلقة ولا تقطعه إلاَّ الإعلانات .
تفرد سامر المصري في العمل يتضح من تصريحاته: quot;أبو جانتياستهلك ثلاث سنوات من العمل الجدي الشاق، وهو أكثر مسلسل تعبت به في حياتي، وأكثر عمل استمتعت به في نفس الوقتquot;.
أمَّا بقعة ضوء في جزئه السابع يبدو استثناءًا من حيث قدرته على الجمع بين الرضا الجماهيري والنقدي على حد سواء، وعلى الرغم من التباين بين لوحة وأخرى إلاَّ أنَّ المسلسل بشكل عام استعاد جماهيريته الطاغية نوعًا ما ونجح في تقديم مقاربات كوميديَّة غاية في النَّجاح والتأثير لمشاكل سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة .
التعليقات