في حديث خاص لـquot;إيلافquot; صرحت كندة علوش بالكثير من خفايا quot;أهل كايروquot; وجوانب عديدة من مسيرتها الفنيَّة، وإنتقالها إلى التمثيل من القاهرة وعن تجربتها هناك.

دمشق: فنانة جميلة ذات حس فني عالٍ، كانت حديث النُّقاد والصحافة، كتب عنها الكثير من رموز الفن والإعلام، إقتحمت هوليوود الشرق لتلتحق بالركب السوري الكبير هناك، إنَّها كندة علوش الَّتي إستطاعت جذب أنظار المشاهد المصري والعربي لها في دور الصحافيَّة بمسلسل quot;أهل كايروquot; بما كان لها من باع في الصحافة، وهذا ما جعلها لا تشعر بأنَّها تمثِّل في quot;أهل كايروquot; حيث استطاعت أن تصل للجمهور على طبيعتها، وكانت في قمة الإنسجام مع الضابط الذي يبحث عن الحقيقة quot;خالد الصاويquot;.

كيف تم ترشيحك للمسلسل المصري quot;أهل كايروquot;؟
التَّرشيح كان عن طريق المخرج الأستاذ، محمد علي، وبتزكية من الكاتب، بلال فضل، حيث اتصلت الجهة المنتجة بي وأخبرتني أني مرشَّحة لأداء أحد أدوار البطولة في مسلسل جديد اسمه quot;أهل كايروquot;، من تأليف بلال فضل وإخراج محمد علي وبطولة خالد الصاوي ، وبالنسبة إلي وجود هذه الأسماء مجتمعةً في عمل فني واحد هو ضمان مبدئي إنّْ لم نقل لنجاحه فلنقل لمستواه ورقيه الفني، كون الأستاذ بلال فضل أحد الأسماء البارزة في عالم السيناريو السينمائي إضافة إلى كونه كاتبا ومثقفا مهما، ومحمد علي تعرَّفت إليه كمخرج سينمائي من خلال quot;الأولة في الغرامquot; وquot;لعبة الحبquot; وفي التلفزيون في quot;حكايات وبنعيشهاquot; مع ليلى علوي، وأرى أنَّه مخرج موهوب، حساس، لغته الفنيَّة جذَّابة ومختلفة، وخالد الصاوي بالنسبة لي هو من أكثر الممثلين العرب اجتهادًا وموهبةً وثقافةً.

وفيما بعد قرأت النَّص لأجده جديدًا ومختلفًا عن كل ما قرأته من خلال الشكل والطرح والمضمون، فهو عمل بوليسي مشوِّق، تتم أحداثه في فترةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ لا تتعدى الخمسة أيَّام يحكي عن جريمة قتل، والبحث في تفاصيلها ومن خلال هذه الرحلة يسلط الضوء على شخصيَّات إشكاليَّة تنتمي إلى طيف واسع من شرائح المجتمع، ويعمل على تعرية الفساد في العلاقات الإجتماعيَّة وعالم السلطة والإقتصاد والإعلام

كيف تحضَّرت لدور quot;داليا غنيمquot; صحافيَّة الحوادث في quot;أهل كايروquot;؟ وهل استفدت من عملك كصحافيَّة سابقًا في أدائك هذا الدور؟
من خلال القراءة الدقيقة للنص وللشخصيَّة وعلاقتها مع الشخصيَّات الأخرى، كصافي والضابط حسن ورئيس التحرير، ومن خلال نقاشات طويلة مع المخرج محمد علي الذي كنت أثق برأيه وإحساسه بنينا المقترحات لنعتمدها أو نلغيها، ومن خلال مناقشتي مع الكاتب بلال فضل والذي أفادني كثيرًا بخبرته كونه قادما من عالم الصحافة ومدركا لكل خبايا هذا العالم وشخوصه وعلاقاته، حيث استفدت جدًّا من الخبرة الَّتي أمتلكها في مجال الصحافة كأرضيَّةٍ بنيت عليها تصوري للشخصيَّة، لكن مع درايتي الكاملة بنقاط الاختلاف الموجودة بين الصحافيَّة الفنيَّة أو الثقافيَّة وبين صحافيَّة الحوادث، وقرب الأخيرة من الشَّارع ونبضه، ومن النَّاس وآلامهم، وقربها من عالم الجريمة وبحثها الشغوف عن الحقيقة.

quot;أهل كايروquot; حقَّق نجاحًا كبيرًا على المستويين النقدي والجماهيري، هل توقَّعت هذا النجاح، وماهي ردود الفعل الَّتي تلقيتها ؟
ردود الفعل الَّتي تلقيتها أكثر من رائعة وبصراحة نجاح العمل فاق توقعاتي، كنت أخشى أنَّ عمق النص وجرعة الجدية الموجودة فيه تبعده عن الطبقة الشَّعبيَّة، ولكن ما أسعدني أنَّ العمل حقَّق حالة من الإجماع بين النجاح النقدي والجماهيري، وهذه المعادلة كما هو معروف من الصعب تحقيقها.

تلقَّت الناس النص والحكاية بشغف شديد كما أشاد الكثير من النُّقاد وحتَّى الجمهور بأسلوب محمد علي الأنيق والجذَّاب والحساس، وحرفته في إدارة الممثل حتَّى في الأدوار الصغيرة، والصورة الجذَّابة الَّتي عملت عليها مديرة الإضاءة نانسي عبد الفتاح إضافة للموسيقى وأغنية التيتر، كما كان لخالد الصاوي حظ الأسد من التقدير حيث ترك أداءه العفوي والجذَّاب انطباعات أكثر من ايجابية لدى النَّاس والنُّقاد على حد سواء، أما بالنسبة إلى دوري فقد تلقيت الكثير من الآراء الإيجابيَّة منذ بداية عرض المسلسل، إنّْ كان من معجبين عبر الفايس بوك، أو من الكثير من الزملاء الفنانين، أو الصحافيين والإعلاميين الذين اتصلوا بي من مصر، أو من النُّقاد الذين كتبوا عن العمل وأشادوا بدوري، أو ممن تابع المسلسل في سوريا والوطن العربي.

وما رأيك عندما يكتب عنك أسماء من وزن د.رفيق الصبان، والناقدة خيرية البشلاوي، والفنانة والمنتجة اسعاد يونس، والمخرج علي بدرخان، والعملاقتان ناديا لطفي وهند رستم، وغيرهم الكثير، عن أنَّك اكتشاف جديد للسينما المصريَّة؟
أسعد جدًّا عندما أقرأ في كل يوم مقالا جديدا يشيد بالعمل، أو رأيا يكتب عني، هذه الأسماء وغيرها ممن كتب قامات كبيرة في عالم النقد والسينما والصناعة الدراميَّة، وكلامهم هذا شهادة أعتز بها ومسؤولية يجب أنّْ أكون كفوءة لحملها، وهذا هو التعويض الذي كنت أحدِّثك عنه، فأن أقرأ بأن نجمتين بقامة هند رستم أو ناديا لطفي أشادتا بأدائي وأنا تربيت على أفلامهما وهما بالنسبة لي أسطورتان وأيقونتان للسينما، أو أن يتصل بي نجم كالأستاذ نور الشريف ويبارك لي على العمل فهذا أجمل تجليات النجاح.

وبصراحة ما أسعدني هو حفاوة وكرم الجمهور المصري والمحبَّة الَّتي غمرني بها فعندما اسمع يوميًّا quot;نورتي مصرquot; وquot;اهلاً بيكيquot; وquot;دخلتي قلبناquot; فهذا أكبر نجاح.

هل انشغالك في التَّصوير في مصر اضطرك إلى الغياب عن الأعمال الدراميَّة السوريَّة لهذا الموسم، وهل أحزنك هذا الأمر؟
نعم اضطررت للاعتذار عن المشاركة في العديد من الأعمال السوريَّة بسبب انشغالي في تصوير مسلسل quot;أهل كايروquot;، حيث بقيت في القاهرة طوال مدة التَّصوير والَّتي تجاوزت الأربعة أشهر، فالعمل كان من النوع الصعب وتطلَّب مني تفرغًا كاملاً هذا إضافة إلى أني كنت أفضل البقاء في القاهرة حتَّى خارج أوقات التَّصوير حتَّى أبقى على تماس مع اللهجة والجو، وبالطبع أحزنني أني غبت عن جمهوري في سوريا، لكن النَّجاح الكبير الذي حقَّقه quot;أهل كايروquot; عوضني من هذا الغياب.

كتب في quot;إيلافquot; كندة تتفوَّق على سلاف وجمانة ما رأيك بهذا الكلام؟
لم أغادر سوريا للعمل في مصر لأتفوق على سلاف وجمانة ولا على أي حد آخر، بل لأقدِّم عملا أحببته وسعيدة بأني جزء منه، وكل تركيزي كان في أن أقدِّم أفضل ما لدي للدور والعمل ككل، سلاف وجمانة نجمتان في بلدي، ونجمتان اعتز بهما في مصر وهما فوق هذا وذاك صديقتان أعتز بصداقتهما، وتجمعني بهما علاقةً وديَّةً واحترامًا متبادلاً، ويسعدني أنّْ أكمل ما فعلتاه وأنّْ أتابع في تقديم صورة راقية للفنانة والممثلة السوريَّة الَّتي قدمتاها، وأحب أنّْ أوجه عبر موقعكم تهنئة لسلاف فواخرجي على quot;كليوباتراquot;، ولجومانة مراد على مسلسلها quot;شاهد إثباتquot;.

حدثينا عن فيلم quot;سماء الجنوبquot; الذي تنشغلين حاليًّا بتصويره في لبنان؟
فيلم quot;سماء الجنوبquot; هو أوَّل فيلم يعالج مرحلة حرب تموز والمقاومة في جنوب لبنان، الفيلم من إنتاج لبناني إيراني مشترك، وهو من الإنتاجات الضخمة، والكادر الفني إيراني ويشاركني في بطولته نخبة من نجوم الوطن العربي، كالنجمة المصريَّة حنان ترك، والنجمة كارمن لبس، ويوسف الخال، من لبنان والكثير من الفنانين اللبنانيين والسوريين وسيتم التَّصوير في مواقع الأحداث الحقيقيَّة في قرى جنوب لبنان

ماذا عن دورك في المسلسل الأردني quot;الحبيب الأوَّلquot;؟
مسلسل quot;الحبيب الأوَّلquot; هو عمل عربي من انتاج أردني وإخراج سائد الهواري، صوَّرت مشاهده بين عمان وسوريا والنمسا، ودوري فيه فتاة قرويَّة رقيقة تعمل كمدرِّسة تتعرَّض لجريمة اغتصاب ثم تجبر على الزواج من مغتصبها، فتعيش سلسلة من العذابات تجعلها تهرب من القرية وتتوالى أحداث العمل، وهي من الشخصيَّات المقهورة الَّتي تصوِّر الظلم الواقع على المرأة من الرجل والمجتمع.

ماذا يعني لك الانتشار خارج سوريا؟
يعني لي نجاحًا أوسع وخبرةً أوسع وتعاطي مع فنانين ذوي خبرة مختلفة والإستفادة منهم، فالعمل في الدراما المصريَّة أو السينما المصريَّة ذات العراقة والتقاليد، مدرسة قائمة بحد ذاتها تعلمت منها الكثير وما زال هناك الكثير لأتعلمه، العمل مع اثنين من مخرجي السينما الإيرانيَّة أيضًا يشكِّل لي إضافة اعتز بها وخبرة ومدرسة فنيَّة تختلف عن العمل لدينا في سوريا مثلاً، والعمل مع فنانين من سوريا والأردن ومصر ولبنان والتحدث بلهجات مختلفة هو متعة وخبرة سعيدة بها.

وعن طموحك الإخراجي، متى سنرى كندة مخرجة؟
هذا طموح وهاجس سيظل يرافقني حتَّى أحقِّقه، قد أتأخر في تحقيقه لأنَّه مشروع يحتاج إلى التروي والتفرغ والدراسة، فأنا أمتلك خبرة من خلال عملي كمساعدة مخرج سابقًا، ومن خلال اخراجي بعض الأفلام الوثائقيَّة بين الحين والآخر لكن هذه الخبرة لا تكفي وتحتاج إلى تعزيز.