أكدت الفنانة أسماء صفاء أن السبب في قلة الوجوه النسائية العراقية هو المجتمع المتحفظ، هذا هو السبب الأول والأخير، فالناسبغالبيتها تعتبر الفن مهنة غير محترمة، والذين يعملون فيه قليلو شرف، مشيرة الى ان المنتجين ما عادوا يبحثون عن التمثيل بقدر ما يهمهم الربح، لاسيما في الاعمال المسرحية، حيث يروّجون الرقص والعري، موضحة انها انسحبت من عمل مسرحي، لأن المنتج استعان بمغنية لجلب الجمهور.


بغداد:قالت الفنانة أسماء صفاء تعقيباً على سؤال لإيلاف عن قلة الوجوه النسائية الفنية العراقية: على الرغم من ان تلفزيون العراق اقدم تلفزيون في الوطن العربي، الا ان الشكوى من قلة العناصر النسوية مستمرة على مدى السنوات، وسوف تستمر،ولن نشاهد في يوم من الايام ما نشاهدهفي سوريا مثلاً، ولا أعتقد ان مرحلة معينة كانت فيه الممثلات بالعدد الكافي الذي بإمكان المخرجين ان يختاروا الوجه الذي يريدون بحرية وحسب مواصفات الشخصية المطلوبة.

والسبب ان المجتمع العراقي مجتمع محافظ، كان وما زال ينظر الى مهنة التمثيل والفن بصورة عامة نظرة دونيةعلى انها مهنة (غير محترمة)، ويعتقد ان من يعمل في هذا المجال (قليل الشرف)، وهذا ما جعل العوائل العراقية بشكل عام ترفض أن تعمل بناتها في الفن، وهذا الكلام لا يحتاج توضيحًا او شرحًا مفصلاً، فهو حقيقة واضحة يعرفها الجميع، وما زال المجتمع متمسكًا بها.

واضافت: رب سائل يسأل عن البنات اللواتي في معاهد وكليات الفنون الجميلة ؟، والجواب الصحيح أن هؤلاء البنات يدرسن من أجل الشهادة الدراسية فقط.

وتابعت أسماء: انا أعتقد ان الدراما العراقية لا يمكن ان تنهض بدون وجوه نسائية تستطيع ان تؤكد حضورها على الشاشة، وانا من الممكن ان اشير الى ان الدراما السورية نهضت بوجود الكم الكبير من الفنانات الجميلات، مثلما لايمكن للسينما ان تنهض بدون هذا العنصر المهم ولا حتى المسرح.

وأوضحت: انا لا اقول ان الوجوه النسائية غير موجودة تمامًا، بل انها موجودة من اجيال مختلفة، ولكنها قليلة العدد جدًا، كما إن هناك شابات، ولكنها ما زالت في طور التعلم، أي إن حضورها ليس فاعلاً ولا مؤثرًا، ولكن من الممكن في المستقبل إذا ما اكتسبن خبرة أن يكونن فنانات يشار اليهن بالبنان.

وفي محاولة لمشاكسة اسماء سألتها: لو انت مخرجة وعندك مسلسل مثل مسلسل (صبايا) السوري بنسخة عراقية، كيف يمكنك التعامل مع اختيار ممثلات للأدوار؟ اجابت: ستكون المهمة صعبة بالتأكيد، وربما احتاج وقتًا طويلاً للبحث عن نجمات من أجل نجاح العمل وتميزه، ولكن حاليًا من الممكن أن اختار الفنانات: أسماء صفاء، صبا، زهور علاء، نجلاء فهمي، ومن الممكن آلاء حسين.

كما اشارت اسماء الى انسحابها من المسرحية الشعبية (انتربيت)، واعربت اسماء عن حزنها لتحول المسرح بيد المنتجين الى تجارة، فقالت: المسرح الآن لاحظ الان .. ماعاد يعتمد على التمثيل، والدليل اهم نجوم البلد، في هذا العمل، ولكن من وجهة نظر الانتاج كان خسارة، ما كانوا يربحون، واشك في هذا طبعًا، يريدون بدل التمثيل الرقص والغناء واللبس غير المحتشم، وهو ما جعل الانتاج يقرر الاستعانة بالمغنية دالي المغنية، حتى ترفع من عدد الجمهور، وترفع سعر التذكرة ايضًاحتى يربحوا، لأن وجودهم في المسرح فرصة لابد ان يستغلوها حتى آخر لحظة.

وهو الامر الذي فيه إذلال للممثل، إذ إن الانتاج وبعدما تم الاتفاق مع المغنية دالي، وتقرر يوم وصولها، طرحوا عليّ ان تأخذ دوري، وان آخذ انا دور زميلة اخرى، لكنني رفضت رفضًا قاطعًا وبلا نقاش لأسباب انا مقتنعة بها وأراها صحيحة من وجهة نظري على الاقل، فهم لايريدون التمثيل ابدًا، لذلك انسحبت احترامًا لنفسي واسمي، وللاسف اقول إن ماجد ياسين ما عاد يجيب جمهور،ولا حيدر منعثر ولا قاسم السيدولا محمد حسين عبد الرحيم، لذلك استعانوا بالمغنية دالي.