أبدى عددٌ من النقَّاد الصحافيين الخليجيين رأيهم بالأعمال الرَّمضانيَّة الَّتي قدِّمت خلال هذا الموسم، إضافة إلى أفضل الممثلين والممثلات.


الرياض: احتوى شهر رمضان لهذا العام على نسبة كبيرة من الأعمال الدرامية المميزة بين الكوميدي والتراجيدي وبرامج التسلية والمسابقات، وفي إستفتاء لـquot;إيلافquot; أعطى عدد من الصحافيين رأيه بهذه الأعمال.

المسلسلات
تصارعت ثلاث مسلسلات على قائمة أفضل مسلسل لهذا العام الرمضاني، وأشاد الصحافي، فالح العنزي، من السياسة الكويتية، بمسلسل quot;شوية أملquot;، الذي اعتبره مكتمل الأركان من حيث النص والممثل والمخرج، وأشاد بجرأة المسلسل في طرح العديد من القضايا التي خجل الكثير من الحديث عنها، واكتفوا بالقضايا المستهلكة في الدراما من قبل، ولعل أبرز قضية طرحها المسلسل وبقوة هي قضية زنى المحارم، ليؤكد على لسان بطلته أن العمل يدق ناقوس الخطر، ويشير للقبيح قبل الحسن حتى يحذر الناس، وأكد العنزي أن بعض نقاط العمل لم تكن على نفس القوة، وخصوصًا في الحوار الذي ظهر ضعفه في مناطق قليلة في العمل، لكن حبكة القضية وتطور أحداثها جعل هذا الخطأ صغيرًا أمام نجاح تلك المنظومة الدرامية.

أما الصحافى، علي سعيد، من جردية الرياض، أكد بأن مسلسل quot;شوية أملquot; يستحق لقب أفضل مسلسل لهذا الموسم، ويعتبر محاولة للخروج عن ما هو رتيب ومكرر في الخطاب الدرامي التلفزيوني الخليجي، وذلك على عدة مستويات، أولا الحكاية الصادقة والواقعية والمستلهمة من البيئة الخليجية الحقيقية التي تعبر عن حياة وتفصح عن حكايات تنبت في المجتمع الخليجي، وثانيا بسبب الشخصية والحفر النفسي العميق فيها، وأيضا تحولاتها وتحدياتها، بين زهرة عرفات ويلدا التي أزالت النقاب، واختلت حياتها وشخصية ابراهيم الحساوي، حبيب الاعور، الذي قبل بخيانة زوجته فقط من أجل أن لا تتركه، وشخصية جلال السكير، كانت مبدعة، وثالثا بسبب الجرأة التي جاءت موفقة في هذا العمل وخصوصًت مشهد المرقص، المستلهم من أجواء مملكة البحرين تحديدا، وكذلك مشاهد خيانة، ابتسام العطاوي، كلها كان لها مبرر نفسي، إضافة إلى النكهة البحرينية التي تعد ايضا تنويعا جميلا على مقام الاعمال الخليجية، وقد اكسب العمل خروجا مميزا من الروتين، وأخيرا يأتي الإخراج الذي لم يكن كسولا، وإنما وجدنا تقطيعا مبدعا في المشاهد وحركة للكاميرا واختيار الزوايا الجذابة واللافتة، وخصوصًا في المرحلة الأولى من المسلسل.

أما الصحافية، منى ياسين، من صحيفة الدار، أكدت بأن افضل مسلسل لهذا العام هو مسلسل quot;علمني كيف أنساك quot;.

كما كان لمسلسل quot;سما ثانيةquot; للمخرج أحمد المقلة مكانًا فى هذا الصراع، والذى أشاد بتميزه الكاتب الصحافي والمخرج البحريني، أسامة الماجد، وكانت أسبابه أن التقنية السينمائية التى استخدمها الكاتب والروائي، أمين الصالح، كان لها تأثيرها على العمل، إذ أضفت عليه نوعًا من الفانتازيا جعلت المسلسل حالة نادرة لن تتكرر بسهولة مرة أخرى في الوسط الخليجي على حد تعبيره، وأشاد الماجد بحرفنة المخرج أحمد المقلة الذي استطاع أن يهضم تلك الأفكار المختلفة للروائي أمين الصالح، وحوَّلها إلى عمل درامي مكتمل الأركان والحبكة.

أما الصحافي، فيصل العلوي، من جريدة الوطن العمانية، أشار إلى تميز مسلسل quot;ابو كريم برقبته سبع حريمquot; لتناوله طبقات المجتمع الخليجي، وتجسيد الحالة بصورة واقعية توضّح التفاوت بين تلك الطبقات، كما يضع المشاهد أمام خيار انتقاء الصورة الإيجابية التي يجب ان يكون عليها واقع الإنسان في مجتمعه، بلمسات الكوميديا السوداء التي ربمّا تكون خفّية او اقل وضوحا عمومًا، مع التأكيد على وجود بعض الهنّات التي كان من الممكن تجاوزها لإظهار العمل بصورة اكثر إشراقًا ونجاحًا.

أما الصحافي في جريدة شمس، عماد الحكمي، لم يجد من الأعمال الدرامية التي قدمت ما تستحق لقب أفضل مسلسل لهذا الموسم، بسبب عدم وجود مسلسل استطاع أن يخرج عن الإطار المتعارف عليه سواء كفكرة او انتاج او حتى اخراج، فمعظمها تكرر علينا ومازالنا نشاهدها في كل عام على حد قوله.

الفنانات
أما من ناحية أفضل ممثلة لهذا العام فقد رشح الصحافي، فالح العنزي، الفنانة إلهام الفضالة كأفضل ممثلة لهذا العام، عن دورها في مسلسل quot; فرصة ثانيةquot;، نظرًا لأنها استعملت كل أدواتها كفنانة بدءًا من الشعر والملابس والمكياج، حتى الصوت والطريقة في تجسيد شخصية إمرأة متسلطة طرحت في العديد من الأعمال الدرامية من قبل، لكنها استطاعت أن تضفي عليها تميزًا خاصًا ظل على حد قوله إلى الحلقة 25، ثم بعد ذلك حدث تحول في الشخصية لم يجد له العنزي مبررًا.

كذلك الصحفية منى الياسين أشادت بدور إلهام الفضالة في العملين الذى قامت بهما لهذا الموسم، وهم quot;علمني كيف أنساكquot; وquot;فرصة ثانيةquot;، بسبب ذلك التناقض الشديد بين الشخصيتين، ومع ذلك استطاعت إلهام أن تتقنهم، وبلوك مختلف في كل عمل.

أما الكاتب الصحافي والمخرج البحريني، أسامة الماجد، فقد أشاد بدور هبة الدري، نظرًا لتميزها الشديد في مسلسل quot;كريم برقبته سبع حريمquot; عن باقي الفتيات.

وأكد الصحافي علي سعيد أن لقب أفضل ممثلة لهذا الموسم تستحقه زهرة عرفات عن دورها في quot;شوية أملquot;، فقد كانت تمثل بقوة واتزان وهدوء، وقادت دفة المسلسل من البداية إلى النهاية، وواظبت على أن يجري العمل على ايقاع شخصيتها.

واختار الصحافي عماد الحكمي من بين أداء الفنانات الذي وصفه بالمتقلب بين الفنانة شجون في دورها في مسلسل quot;بوكريم برقبته سبع حريمquot; وبين إلهام الفضالة.

الفنانين
اختار الصحافي، عماد الحكمي، الفنان ناصر القصبي كأفضل ممثل لهذا الموسم، نظرًا لأبداعه فى أداء الشخصيات المتقلبة والمتنوعة بحرفية عالية.

اما العنزي فقد رشح سعد الفرج عن تقمصه لدور الرجل العجوز المغلوب على أمره في مسلسل quot;كريم برقبته سبع حريمquot;.

وأشادت منى الياسين بدور الفنان حسين المنصور الذي جمع بين الطيبة والكسرة والذل، مع حس الفكاهة، من خلال دوره في مسلسل quot;فرصة ثانيةquot;.

وتوافق معها في الرأي الصحافي فيصل العلوي، الذي أشار إلى الفنان سعد الفرج كأفضل فنان لهذا الموسم، عن دوره فس مسلسل quot;كريم برقبته سبع حريمquot;.

أما للكاتب أسامة الماجد، فقد أكد أن دور أحمد إيراج في مسلسل quot;سما ثانيةquot; كان مميزًا، لانه قدم نموذجًا إيجابيًا للشخصية العصامية المكافحة للحفاظ على حبها.

واختار علي سعيد بين سعد الفرج في quot;بوكريمquot; وبين ابراهيم الحساوي، إلا أنه بعد مشاهدة مشهد رفس البقرة لحبيب الأعور في الحلقة الثالثة، تيقن بأن اختياره سيقع على الحساوي الذي تفانى في العمل، وكسب تعاطف الجمهور في مشهد صور مرة واحدة، وهو يخاطب البقرة، ثم ليتعرض إلى ركلة موجعة من بقرة الحضيرة.

القنوات الفضائية
ومن جهة القنوات الفضائية أشاد العنزي بقناة الـ إم بي سي لحصولها على مجموعة أعمال متنوعة بين التراجيدي والكوميدي، وشاركه الرأي الصحافي عماد الحكمي، بينما لمحت منى الياسين إلى التميز في قناة الراي لإبتعادها عن التقليد، وأكد الكاتب أسامة الماجد أن قناة الوطن كانت الأقوى لوجود العديد من البرامج الشيقة والمسابقات التي خلقت نوعًا من التوازن بين الدراما بأنواعها وبين البرامج، وأشار الصحافي فيصل العلوي إلى تميز قناة سما دبي لتنوعها في تقديم البرامج والأعمال الدرامية، أما الصحافي علي سعيد فكان رأيه مغايرًا فأختار قناة روتانا خليجية وأسبابه تكمن في معيار سياسة المحطة الاتصالية، واعتمادها اجندة برامج ومسلسلات تستهدف اكبر قدر من المشاهدين ولا يحكم مزاجها (حالة الشللية أو معايير أخرى) وإنما العمل بمهنية، والتمكن من جذب المشاهد من ساعات النهار إلى الليل بين المسلسلات والبرامج المنوعة.