كشفت الإعلامية بثينة كامل المرشحة المحتملة لرئاسة جمهورية مصر عن أسباب منعها من العمل والظهور في التلفزيون المصري، كما تحدثت عن ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة وعلاقتها المضطربة بالمجلس العسكري.


القاهرة:قالت الإعلامية المصرية بثينة كامل، التي أعلنت اعتزامها الترشح لانتخابات الرئاسة، إن المجلس العسكري الحاكم في البلاد هو الذي أصدر قراراً بمنعها من الظهور في التلفزيون، مشيرة الى انها قررت اللجوء إلى القضاء بسبب منعها من ممارسة عملها.
وأوضحت في حوارها مع ايلاف أنها بُلغت بشكل صريح بأن التعليمات تأتي الى التلفزيون من رئيس المجلس العسكري، مؤكدة أن أسوأ إعلام هو الذي يتولاه العسكر، والذي يعتبر من وجهة نظرها أسوأ من إعلام الوزير السابق أنس الفقي في عهد الرئيس المخلوع مبارك، بثينة كامل وحوار ناري مع ايلاف.

*إذا أردنا الحديث عن التلفزيون المصري من اي نقطة نبدأ تحديداً؟

**اعتقد ان الحديث عن التلفزيون المصري والإعلام الرسمي لا ينتهي، ويمكن أن نتحدث فيه لأيام متواصلة عدة، وليس في لقاء صحافي واحد. ولكن فلنبدأ من النهاية تلقيت إتصالاً تلفونياً قبل أيام من قبل إحدى زميلاتي في التلفزيون المصري واخبرتني ان الامور في الداخل عادت الى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، وان التغيير لم يصل الى التلفزيون المصري بعد،وانها قررت الحصول على إجازة، والبحث عن فرصة عمل في الخارج لكي تبتعد عن هذه الأجواء.
المؤكد أنه مهما كان وضع الإعلام الرسمي في عهد الوزير السابق انس الفقي، ومهما كان تعامل لجنة السياسات في الحزب الوطني المنحل سيئاً في حينها، فإن إدارة الإعلام من قبل المجلس العسكري ستكون أسوأ بكثير، فالعقلية العسكرية لا تقبل النقاش، والحوار، والجدل حول القضايا، وطريقة التعامل معها، وهو جزء من الشخصية العسكرية التي اعتادت ان تطاع بما تؤمر من دون مناقشة، لانه في وقت الحرب لا مجال للنقاش والجدل، ومن ثم فإن الحديث عن أن المجلس العسكري يسير بالتلفزيون نحو الديمقراطية والحرية أمر غير منطقي، لانه ضد طبيعة الاشياء والعقلية العسكرية.

*توقفتي عن الظهور في التلفزيون المصري، واكتفيتي بشاشة أوربت المشفرة منذ سنوات عدةلتعودي بعد ثورة 25 يناير الى الشاشة المصرية، كيف حدث ذلك؟

**في عام 2006 اتخذت قراراً بالتوقف عن قراءة نشرة الاخبار، لأنها كانت تحتوي على الكثير من الاخبار المغلوطة، ومن ثم انتقلت الى قناة اوربت، وقدمت برنامج على شاشتها، ولا اخفيك سراً حين أبلغك بأنني فقدت الامل في هذه الفترة بأن يكون هناك إصلاح من الداخل من أجل إحداث عملية التغيير.
وقتها كنت اتقاضى من التلفزيون المصري راتبًا يعادل 200 دولار شهرياً، فقررت أن أتجه الى الاوربت، والعمل في النشاط السياسي، وركزت لفترة طويلة في العمل السياسي، وشاركت في العديد من التظاهرات، لكن بعد ثورة 25 يناير اتخذت قراراً بضرورة العودة الى التلفزيون المصري.

*لكنك اختفيتي سريعاً، و لم يطل عملك طويلاً في التلفزيون المصري؟

**عندما عدت الى التلفزيون اتخذت عهداً على نفسي وعلى العاملين معي بأن نقدم الحقيقة وليس شيئًا اخر، وهو ما اتفق عليه مع الفريق الموجود في غرفة الاخبار المركزية في التلفزيون المصري: quot;أن نسعى الى أن تكون نشرة أخبار التلفزيون المصري هي المصدر الحقيقي للأخبار، بحيث تعود الثقة الى الجماهير في التلفزيون الرسمي، وان تكون الحقيقة كاملة على شاشة تلفزيون الوطن، وان لا نقدم اي خبر بشكل منقوص ونناضل من أجل ذلك.
وأتذكر عندما قام الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بزيارة الى سيناء حين توليه منصب رئيس الوزراء، قام فريق التلفزيون بالتسجيل مع شيوخ القبائل وردود فعلهم حول الزيارة، لكني تحدثت مع فريق العمل، وطلبت ان نغير الطريقة التي كان يتم التعامل بها في الزيارات التي كان يقوم بها الرئيس المخلوع، واقترحت ان تكون هناك مداخلة هاتفية للناشط السيناوي quot;مسعد ابو الفجرquot; باعتباره من النشطاء الثوريين الذين تعرضوا لانتهاكات وعقوبات بسبب آرائهم المناهضة للنظام السابق.
لكن طلبي قوبل بالرفض لأن ابو الفجر ممنوع من الظهور في التلفزيون، وأن أوامر المنع تأتي من المجلس العسكري، وبعد ذلك تم قطع الإرسال عني خلال استضافتي في احد البرامج على الهواء مباشرة، وتم منعي من الظهور على الشاشة، لذا لجأت الى القضاء، وهناك دعوى قضائية قام المحامي الخاص بي برفعها ضد السلطات بسبب منعي من ممارسة عملي.
تواصل: في عهد الرئيس المخلوع مبارك حصلت على إجازة من التلفزيون حتى لا اردد الأكاذيب. أما بعد ثورة 25 يناير فقد تم استدعائي الى المجلس العسكري، وهناك قضيتان ضدي امام القضاء العسكري يمكن ان يتم حبسي عبرهما في اي وقت ومن دون مبرر، لذا اعتبر المجلس بمثابة الثورة المضادة.

*تعتبرين من اقل المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة ظهوراً في وسائل الإعلام المرئية، هل لذلك علاقة بكونك اكثرهم انتقاداً للمجلس العسكري؟

**بالنسبة إلى التلفزيون المصري فإن منعي من الظهور فيه جاء بقرار من المجلس العسكري، وهو ما تأكد لي من عدد من المسؤولين. أما في ما يتعلق بباقي وسائل الإعلام، فهناك قرار غير معلن بعدم ظهوري في البرامج، لكن لا احد يستطيع ان يخبرني بهذا القرار بشكل صريح وواضح.
المجلس العسكري يتعامل مع الإعلام بالطريقة نفسهاالتي كان يتعامل بها النظام البائد، فهو يستخدم الفزاعات لإرهاب المواطنين، فتارة يستخدم فزاعة الإسلاميين على الصعيد الداخلي، وتارة اخرى يستخدم فزاعة سد الالفية في اثيوبيا، كما انه يترك الأمور تتفاقم من دون ان يتدخل مثلما حدث في وقائع الاعتداء على المتظاهرين في ميدان التحرير يومي 2 و3 فبراير، والمعروفة إعلاميًا بموقعة الجمل، حيث ترك الحرس الجمهوري يتدخل لقتل المتظاهرين، كذلك يترك المشكلات تتفاقم، ثم يتدخل بعد ان تنتهي.

*ما سبب عدم عملك في أي من القنوات التي بدأت بالبث بعد الثورة؟

**لا اخفيك سراً، أنني صدمت من أن الإعلامي إبراهيم عيسى لم يوجّه إليّ الدعوة للمشاركة في قناة التحرير، على الرغم من أننا شاركنا في النضال معاً، ويعرف ما حدث لي، وهو ما ترك لديّ علامة استفهام كبيرة لا استطيع ان افسرها حتى الآن، لكن ما أعرفه جيداً أن السياسة لعبة قذرة.

*البعض إعتبر أن ترشحك لإنتخابات الرئاسة quot;شو إعلاميquot;؟

**ليس صحيحاً، لأنني اتعامل مع الموضوع بجدية، وأتواصل مع الجماهير، واخترت أن أطلق حملتي الانتخابية من الأقصر، حيث أعدنا أرضاً كان من المستحيل أن تعود إلى مصلحة الأهالي بعدما إستولت عليها الحكومة، وكان للقضاء دور في ذلك بالحكم لمصلحة الأهالي.

*وهل يوافق زوجك المستشار أشرف البارودي على دعمك، خاصة أن الارتباط بينكما تم حديثاً؟

**بالتأكيد فهو يدعمني بشدة في الانتخابات من قبل الإرتباط، كما إنه يؤمن بحق المرأة في ممارسة كل الأعمال، ومن أكثر الداعمين لحقها في الترشح للإنتخابات الرئاسية.

*لكن المجتمع المصري قد لا يتقبل فكرة أن يكون الرجل quot;سيد مصر الأولquot; على غرار quot;السيدة الأولىquot;؟

**هناك حكمة سياسية تقول إن المراة تبذل 7 أضعاف ما يبذله الرجل من مجهود كي تصل الى ما يحققه الرجل، وسأبذل هذا المجهود حتى أتمكن من الوصول الى منصب الرئاسة.

*ختاماً كلمة توجهينها للمجلس العسكري؟
**التوريث كان المشكلة التي لم يستطع قادة المجلس ان يتصدوا لها، وتصدى لها الشعب، لذا فلابد ان يعترفوا ان الشعب كان اشجع منهم، واكثر حرصاً على الديمقراطية، وانه نظراً إلى تاريخهم الطويل في العمل مع الرئيس المخلوع، عليهم ان يتطهروا لانهم بالتأكيد مدانون، وإذا تمت محاكمة عادلة للرئيس المخلوع لابد ان يحاكم فيها المشير.
وأؤكد أن السبب الحقيقي في أننا لم نستطع أن نسلم السلطة الى مجلس رئاسي مدني هي المقايضات التي اتبعها المجلس مع القوى السياسية المختلفة، خاصة جماعة الأخوان المسلمين، منذ نزول القوات المسلحة الى الشارع، وليس لأنه لا يوجد بديل مدني يصلح، لأن مصر مليئة بالخبرات والكفاءات في الداخل والخارج.
وأشدد على أن الثورة الحقيقية آتية، وستكون ثورة بالدم، وليست ثورة سلمية، لأنه من خلال زياراتي، فأنا أشاهد شباب quot;7 يوليوquot; وليس quot;25 ينايرquot; فحسب، فهناك شباب يدرك جيداً قيمة الحرية، ويعرف انها لن تأتي بلا مقابل، وان حديث المجلس العسكري عن عدم رغبته في البقاء في السلطة غير حقيقي، والدليل على ذلك تعيين القيادات العسكرية في مناصب مختلفة، والتباطؤ الذي يتعامل به المجلس العسكري مع الأمور والذي سينقلب عليهم في النهاية.