أكَّد الفنان العراقي، وحيد علي، أنَّه يشعر بوجود مؤامرة على الأغنية العراقيَّة مع الإنحدار الذي تشهده، مشيرًا إلى مطالبته بإعادة الرَّقابة على الأغنية لكي تستعيد عافيتها.


بغداد: ألقى المطرب، وحيد علي، باللائمة على الفضائيات العراقية التي وصفها بـquot;المسمومةquot; بسبب ما وصلت اليه الاغنية العراقية من انحطاط في الكلام واللحن والاداء، مؤكدًا أن خطورة اي اغنية هابطة بمثل خطورة quot;عبوة ناسفةquot; تفتك بالناس، موضحًا ان المجتمع العراقي يحتاج لأن يسمع مفردة تليق بأذنه وتحترمه بعد هذا الضيم والمعاناة والمأساة.

لماذا انت غائب عن الساحة الغنائية ولا نراك إلا في المهرجانات؟
ليس غيابًا فنحن الان في حالة ترقب، لانه بعد الاحداث التي جرت في العراق ضاعت ملامح الوضع العام في البلد، ونحن احترمنا انفسنا كفنانين محترمين وملتزمين، احترامنا يتمثل في ان نغني اغنية عراقية راقية حالها حال اي شيء جميل في العراق، لكن الآن ليس هناك من شيء راق وانحدرت للاسف الاغنية العراقية الى مستوى لا يليق بها.

كيف تنظر إلى الغناء الحالي؟
ليس هنالك من غناء حقيقي، وبرأيي ان ما تسمى الاغنيات التي تقدم الآن من القنوات المسمومة لا تقل خطورة عن عبوة ناسفة، فهي اغنيات رديئة، وواثق انهم سمموا ودمروا جيلاً من المستمعين الجدد.

اين يكمن الخلل؟
ليس خللاً، بل اننا نحتاج الى قسم الموسيقى والغناء الذي كان سابقًا، وتقع عليه مسؤولية الاختيار للكلام واللحن، ونحتاج الى رقابة، نحتاج الى مضادات تحارب هذه القنوات التي يظهر فيها كل من هبّ ودبّ، فهل يعقل ان يكون لملحن او شاعر اربع قنوات فضائية؟ هذه غير واردة في التاريخ، ومن ثم يبث هذه الاغاني الهابطة بالصورة والكلام واللحن والاداء.

على من تقع المسؤولية لإعادة البهاء للاغنية العراقية؟
على الدولة التي عليها ان تنتبه جيدًا للمحافظة على قيم المجتمع، على الدولة ان تستمع الى الاغاني الجميلة التي قدمها مطربو السبعينات والثمانينات ، مثلما عليها ان تستمع الى غناء هذه الايام الهابطة التي تبثها قنوات فضائية مسمومة لا نعرف ما هي اجنداتها، فالموضوع خطير حين المقارنة بين اغنية quot;البنفسجquot; للمطرب ياس خضر، واغنية quot;الدفان يغمزليquot;، اي تدهور هذا واي انحطاط؟ على الدولة وكل المؤسسات العراقية الشريفة ان تنتبه للفنان العراقي الاصيل في دعمه، وان تعيد قسم الموسيقى والغناء التابع للدولة لكي نرتقي بالمجتمع.

الا ترى ان لهذه الاغاني جمهورها؟
لا، هذا ليس جمهور الاغنية العراقية، هذا جمهور رضخ للتكرار وفوضى الايقاعات بسبب الفضائيات بعدما اصبحت الاغنيات الجيدة محرمة على الظهور على القنوات هذه، الجمهور العراقي ذواق وما زال يعشق الغناء الجميل، والمجتمع العراقي محتاج ان يسمع مفردة تليق بأذنه وتحترمه بعد هذا الضيم والمعاناة والمأساة.

هل تشعر ان هناك مؤامرة ضد الاغنية العراقية؟
اكيد هناك مؤامرة، والا لما كانت هذه الفضائيات المسمومة التي لا نعرف اجنداتها، والا ما كانت هذه الكلمات البذيئة والالحان السيئة والاصوات الرديئة، ولما كانت هذه الصور التي تخدش الحياء.

هل لديك جديد من الاغنيات؟
لديّ الكثير من الاغاني الجديدة، لديّ حاليًا ألبوم غنائي لشعراء وملحنين كبار مثل كاظم اسماعيل كاطع، وداود الغنام، وطاهر سلمان، وعلي سرحان، وطالب القره، غولي الكبير، وهو يمثل عودة إلى التراث الريفي، وقريبًا ستظهر هذه الاغنيات، ومن بينها اغنية quot;نار الزمان ونارهquot; كلمات كريم العراقي والحان علي سرحان.

شاركت أخيرًا في مهرجان الاغنية الثمانينية ما الذي شعرت به؟
عندما يكون وحيد علي مع مجموعة مميزة من المطربين مثل ياس خضر، وحميد منصور، وامل خضير، وغيرهم، مع الجمهور الكبير الذي حضر تكون هناك سعادة وهناك افتخار، وهذا المهرجان ضروري جدًا للتعريف بالاغنية الاصيلة، والمهرجان فيه رسالة الى المسؤولين للانتباه الى واقع الاغنية العراقية من خلال المقارنة بين اغاني الماضي والحاضر، المهرجان بمثابة رسالة او مضاد لقتل كل الجرثومة التي تفتك بالاغنية العراقية.