هذا الكتاب تأريخ تفصيلي لحياة ريتشارد نيكسون الشخصية ومهنية، يحكي عن هذا الرجل الذي ما كان رئيسًا في ما بعد، لكنه كان رجلًا لا غنى عنه.
إيلاف من بيروت: في كتابه الجديد، عنوانه "بعد السقوط: عودة ريتشارد نيكسون البارزة" After the fall: The Remarkable Comeback of Richard Nixon (المؤلف من 290 صفحة، منشورات ريجنري هيستوري، 30 دولارًا)، يقول كايسي بايبس، المستشار السابق لجورج بوش، إن ريتشارد نيكسون أقنع رونالد ريغان (وكلهم رؤساء أميركيون سابقون) بإلقاء خطب إذاعية في عطلة نهاية الأسبوع، فكانت النتيجة 331 خطابًا إذاعيًا، أذيعت في كل يوم سبت، في أثناء رئاسة ريغان".
عصر نيكسون
انتخب نيكسون رئيسًا للولايات المتحدة في عام 1968 لإنهاء حرب فيتنام التي ألقاها أسلافه الديمقراطيون كرة نارية في حضنه، ولإخماد التمرد الداخلي. فنفذ المهمتين بنجاح. كان الإنفتاح على الصين الذي - إلى جانب الانفراج – أعاد ضبط ميزان القوى الدولي، وشكل أول خطوة نحو الانهيار النهائي للإتحاد السوفياتي.
محليًا، انتهج مجموعة من السياسات: أول سياسة وطنية واضحة ومحددة وأول برنامج متماسك لإصلاح الرعاية الصحية، وتم إنشاء وكالة حماية البيئة (EPA)، إلى جانب عدد كبير من المقترحات التي تشكل أساس كل التشريعات البيئية الأميركية اليوم.
يقول بايبس إن إدارة هذه الإنجازات كانت عملًا إستثنائيًا، وإن أعظم خطاب كتبه في حياته كان في تأبين نيكسون: "أعتقد أن النصف الثاني من القرن العشرين سيعرف بعصر نيكسون".
في الجنازة أيضًا، قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الذي تلقى خلال فترة رئاسته نصائح مهمة في السياسة الخارجية من نيكسون: "أتمنى أن يأتي قريبًا ذلك اليوم الذي يفهم فيه الناس حياة نيكسون كلها، الشخصية والمهنية".
باختصار، هذا هو فعليًا ما عزم بايبس على القيام به في سيرة ذاتية هي الأولى التي تكتب عن نيكسون، بعد الإطلاع على أوراقه الشخصية التي بحوزة بنتي نيكسون الرائعتين، تريشيا وجولي.
هدية العقل
ينصب تركيز بايبس على سنوات ما بعد فضيحة واترغايت، منذ أيام نيكسون الأولى في المنفى؛ العار الوطني، تجارب الوفاة، يوم لم يجد في رصيده المصرفي إلا 500 دولار، الديون المتزايدة، وسكتة بات نيكسون الدماغية، العودة، قرار كتابة المذكرات، إعادة الاتصال مع الزعماء السياسيين والعالميين، وتحويل نفسه إلى رجل دولة كبير ذي نصح.
يقول بايبس: "من خلال كل ذلك، وجد نيكسون حياة جديدة وهدفًا متجددًا. ومن دون رئاسة، كان عليه أن يعتمد على أعظم منحة منحها الله... عقله. فقد كتب تسعة كتب ونشر عشرات المقالات، وألقى عددًا لا يحصى من الخطب، في محاولة للتأثير في السياسة الخارجية الأميركية. وتظهر السجلات أنه نجح بما يتجاوز ما كان يمكن حتى هو أن يتخيله".
بين نجاحات نيكسون يضع بايبس النصيحة التي قدمها إلى ريغان بشأن مبادرة الدفاع الاستراتيجي، التي شكلت العمود الفقري للمفاوضات مع ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفياتي، وغيرت بالتالي التاريخ؛ كذلك سفر نيكسون إلى الصين في أعقاب حوادث ساحة تيانانمن للمساعدة على الحفاظ على العلاقات التي أقامها معها خلال سنواته رئيسًا لأميركا.
يقتبس بايبس من المؤرخ ستيفن أمبروز: "لم ينجُ نيكسون من آثار تلك السنوات الماضية فحسب، بل ازدهر اسمه أيضًا، وصار مهمًا مرة أخرى، ومقبولًا مرة أخرى. صار رجلًا لا غنى عنه تقريبًا، وهذا أمر لا يصدق".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "واشنطن تايمز"، الأصل منشور على الرابط:
https://www.washingtontimes.com/news/2019/jul/31/book-review-after-fall-remarkable-comeback-richard/
&
التعليقات