ألف بوب ديفيس ولينغلينغ وي، وهما اثنان من كبار مراسلي "وول ستريت جورنال"، أحدهما في واشنطن والآخر في بكين، كتاب "مواجهة القوى العظمى: كيف تهدد المعركة بين ترامب وشي بحرب باردة جديدة"، وتحدثا فيه عن الحرب التجارية بين واشنطن وبكين ومستقبلها.

يروي كتاب بوب ديفيس ولينغلينغ وي "مواجهة القوى العظمى: كيف تهدد المعركة بين ترامب وشي بحرب باردة جديدة" Superpower Showdown: How the Battle Between Trump and Xi Threatens a New Cold War (480 صفحة، منشورات هاربر، 32.50 دولارًا)، القصة الخفية للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتفكك العلاقات بين هاتين القوتين العظمتين، والآفاق المظلمة للسلام العالمي.

هذا الكتاب ألفه اثنان من مراسلي "وول ستريت جورنال"، أحدهما في واشنطن والآخر في بكين، وكان لديهما إمكانية الوصول إلى صنَّاع القرار في عاصمتي الولايات المتحدة والصين، ما ساعدهما على حسن فهم سياق الحرب التجارية بينهما ومستقبلها.

غلاف الكتاب

لم تبدأ.. لن تنتهي

يقول ديفيس ووي إن المعركة التجارية الأميركية – الصينية لم تبدأ مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ولن تنتهي بنهاية عهده. إذ ان للبلدين تاريخ صدامي طويل ومشحون سياسيًا واقتصاديًا، أصبح أشد إثارة للخلاف على مدى السنوات الثلاث الماضية، في تصعيد أثر سلبًا في اقتصادي البلدين والاقتصاد العالمي بشكل عام، ولديه القدرة على التسبب بالمزيد من الاضطراب وعدم اليقين.

يقدم الكتاب تحليلًا للشخصيات والصراعات السياسية والمفاوضات المشحونة التي أسفرت أخيرًا عن "صفقة المرحلة الأولى - يناير 2020" بهدف إيقاف موقت للأعمال العدائية الاقتصادية. كما يحلل العلاقات الأمريكية الصينية، وكيف حدثت المواجهة؟ ولماذا تدهورت إلى هذا الحد؟ وأين تتجه؟ وماذا يعني ذلك للمستقبل؟ هل يقع اللوم على الرؤساء والمسؤولين الأميركيين الذين لم يواجهوا الصين أو لم يتفاوضوا معها بشكل فاعل؟ ما الدور الذي أداه القادة الصينيون وقادة الأعمال الأمريكيون الذين عملوا عقودًا كمجموعات ضغط في بكين في واشنطن، في إثارة التوترات بين البلدين؟

في مسار المؤلفين للإجابة عن هذه الأسئلة، يقولان إن علاقة أميركا بالصين تمثل "قصة رومانسية أخذت بالتدهور التدريجي منذ سنوات قبل مجيء ترمب للبيت الأبيض، لكن ترمب صعَّدها حتى إنه جعل مما سماه اغتصاب الصين للاقتصاد الأميركي أكثر شعاراته صخبًا، ثم حملة التعرفات الجمركية على أكثر من نصف البضائع الصينية".

لحظتان فاصلتان

يتضمن الكتاب مئات المقابلات التي أجراها الصحفيان مع المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال في كلا البلدين على مدى السنوات التسع الماضية. كما أن أهم مضامين الكتاب يمكن أخذها من المؤلفيَن نفسيهما من خلال لمحات موجزة من حوار مستفيض معهما أجراه ديفيد باربوزا.

فما خلاصة المواجهة بين الدولتين؟ إجابة ديفيس مكثفة هي: "ما أن انفتحت أميركا على الصين حتى بدأت الأولى تشكو من الواردات الرخيصة التي تحل محل الوظائف الأميركية، ثم زادت الشكوى بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001. الشكوى الأميركية الحقيقية هي أن الصينيين ينتهكون الملكية الفكرية الأميركية، وهناك ضغط على الشركات الأميركية لتسليم التكنولوجيا، بينما تحصل الشركات الصينية على دعم حكومي؛ لذلك أعتقد أن ما نراه هو نوع من الصراع الكلاسيكي بين القوة الحالية والقوة الصاعدة في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي".

تقول وي: "ثمة صدام بين نظامين مختلفين جدًا. كان هناك لحظتان فاصلتان في هذه الرحلة من مراحل العلاقة بين أميركا والصين: الأولى الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ما وفر فرصة للقيادة الصينية للترويج لأنموذجها الخاص؛ والثانية وصول شي جين بينغ إلى السلطة، وتركيز أجندته على حلم الصين الذي يتعلق بخلق صين قوية وموحدة، وعودتها كقوة عالمية". وهذا حصل قبل سنوات من انتخاب ترمب صاحب شعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

إشكالية واسعة

تطورت المواجهة، بحيب ديفيس، كالآتي: "أحد أركان النزاع يتمثل في الفجوة بالصادرات مقابل الواردات أو العجز التجاري الأميركي، وهذا أهم ما يركز عليه ترامب، على الرغم من أن الإشكالية أوسع كثيرًا من ذلك، مثل منح وصول أكبر للشركات الأمريكية إلى السوق الصينية؛ إِذ لا يمكنك تحريك العجز التجاري كثيرًا من خلال السياسة التجارية فهي تتأثر بأشياء أخرى".

أما نتائج هذه الحرب التجارية فيجملها ديفيس في أنه "لم يفز أحد.. نعم، هناك بعض المكاسب من المنظور الأميركي من حيث الملكية الفكرية والوعود بالمشتريات الزراعية، لكن بأي ثمن؟ إنه ثمن بخس. فعلى مدار عامين تدهورت العلاقات، ثم ازدادت سوءًا بسبب كورونا وهونغ كونغ. الولايات المتحدة كسبت قليلًا فقط.

وي، من جانبها، ترى أن هذه الحرب التجارية تضر بالاقتصاد الصين. بحسبها، كان من المفترض أن تستفيد الصين بعلاقة سلمية من صفقة المرحلة الأولى والمضي قُدمًا، لكن جاء وباء كورونا وتضرر الجانبان. شي أخبر القادة الأجانب أن هناك آلاف الأسباب لعلاقة صحيحة مع أميركا، ولا سبب واحدًا لإفسادها. وهذا يفسر سبب إبرام الصين صفقة المرحلة الأولى.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصادر عدة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:

https://bit.ly/37z5nOV

https://bit.ly/37wO80H

https://bit.ly/3fvRyDF