حُجبت مساهمة المدفعية في حرب الخليج بوصفها حربًا خاطفة نفذتها القوات البرية عبر الصحراء لهزيمة عدو غير كفؤ، كان سلاح الجو قد أنهكه فاستسلم.

إيلاف من بيروت: منذ نحو 30 عامًا، بدا أن العالم يستهل زمانًا أفضل. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى سقوط جدار برلين، وصلت التوتر المواكب للحرب الباردة في بعض الأحيان إلى نقطة اللا-عودة. لكن، مع تركيز القادة على خير شعبهم، وبفضل الأخيار الذين يتوقون إلى الحرية، توقفت "ساعة يوم القيامة"، أي ساعة الصفر للحرب النووية.

لسوء الحظ، لا يمتلئ العالم بالأخيار دائمًا. لذا، حدث ما لا يمكن تصوره في صيف عام 1990. اختار الرئيس العراقي السابق صدام حسين غزو الكويت. فالرجل الذي خاض حرب استنزاف دموية ضد إيران مدة ثماني سنوات، كان أكثر جرأة لاختبار صبر الأمم المتحدة، وتهديد الاستقرار الدبلوماسي والسياسي لجيرانه، والقوة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي من شأنه أن يحرر الكويت في نهاية المطاف.

في كتاب الكولونيل الأميركي المتقاعد ل. سكوت لينغامفيلتر "مدفعية الصحراء: القصف المدفعي في حرب الخليج الأولى" Desert Redleg: Artillery Warfare in the First Gulf War (مطبعة جامعة كنتكي، 32.95 دولارًا ، 360 صفحة)، تصوير شبه واقعي لأعنف قصف مدفعي منذ الحرب العالمية الثانية.

الواجب أولًا

لينغامفيلتر من فيرجينيا، قلبه مع فرقة المشاة الأولى الحمراء التي أطلقت أول طلقة مدفعية أميركية في الحرب العالمية الأولى، وقادت غزو نورماندي في الحرب العالمية الثانية، وكانت أول فرقة تخترق القوات العراقية على الحدود مع السعودية. يقول شعار هذه الفرقة: "لا توجد مهمة صعبة للغاية، لا تضحية كبيرة جدًا؛ الواجب أولًا".

يأخذنا لينغامفيلتر في رحلة شخصية كضابط خدم في الشرق الأوسط، محللًا الحرب الإيرانية - العراقية في وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، وفي النهاية مسؤولًا تنفيذيًا في فرقة المدفعية القوية في الفرقة الحمراء.

مؤكد أن في الكتاب قراءة مفصلة لكن سريعة، إذ ينقل لينغامفيلتر القارئ في 30 صفحة فقط من كانساس إلى كاليفورنيا إلى ويسكونسن إلى العراق حيث انتشرت الفرقة الأولى في رمال الشرق الأوسط لتحرير الكويت. وباستخدام مذكراته ومذكرات أقرانه والخطط والخرائط والرسومات التفصيلية، يأخذنا في عربة "همفي" إلى الجبهة لنختبر الحرب البرية عن قرب، فضلاً عن معرفة أهمية القصف المدفعي مدة ثمانية أيام، نفذته 17 كتيبة مدفعية ميدانية تابعة للتحالف تحت سيطرة فرقة المدفعية الأميركية.

في حين بدت الحرب نزهة لأولئك الذين يشاهدونها بشكل مريح على سي أن أن، فإن لينغامفيلتر يبدد هذه الأسطورة تمامًا. فنعيش معه الحرب من الكوابيس اللوجيستية والصواريخ غير الموجهة إلى التعقيدات والتنسيق المطلوب للوصول إلى الهدف، إلى القصص الشخصية للجنود.

تصور خاطئ

كل من قاتل في "عاصفة الصحراء" سيشعر أن هذه الرواية هي روايته هو. في الواقع ، كضابط بحري، أعادني الكتاب إلى بداية عملية حرية العراق في عام 2002، حين كنت هناك لوقت قصير ملاحًا لسفينة يو إس إس بونس. يكشف لينغامفيلتر عن تحديات القتال وأهمها الاستعداد للإخلاص الكامل للوطن والحرية ولرفاقنا الجنود.

يدور هذا الكتاب حول أهمية المدفعية في القتال البري. وكما يلاحظ ونضالات، "تم حجب مساهمة المدفعية من خلال توصيفات حرب الخليج على أنها مجرد حرب خاطفة مدتها 100 ساعة نفذتها القوات البرية عبر الصحراء لهزيمة عدو غير كفؤ كان سلاح الجو قد قصفه للاستسلام." عندما تقرأ هذا الكتاب، ستكتشف مدى خطأ هذا التصور.

يقول المؤلف: "ما فعلناه: الصعوبة وعدم اليقين ورائحة وأصوات المعركة... الصداقة الحميمة، الأمور الجيدة والسيئة، الجد والمرح، والذكاء والغباء، اجتمعنا كلنا لنبذل قصارى جهدنا لإنجاز المهمة. لم يكن الأمر سهلًا. وفي بعض الأحيان ينتهي بك أمر القتال إلى التساؤل عمن يرافقك، معك أو ضدك، في ساحة المعركة".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "واشنطن تايمز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.washingtontimes.com/news/2020/dec/21/book-review-desert-redleg/