إيلاف من بيروت: تدور أحداث هذه المذكرات خلال الفترة المضطربة التي أدت إلى نشوب الثورة الإسلامية في إيران، وتؤرخ لحياتي أنا الأميركية ذات العيون الزرقاء عروساً لناشط إيراني سيئ السمعة.

هكذا تقدم ليزا رادكليف كتابها حصى في الأرز: حياتي في إيران Pebbles in the Rice: My Life in Iran (236 صفحة، منشورات بوكبايبي، 16 جنيهاً إسترلينياً)، وفيه مذكراتها، التي تبدأ بشاب في الرابعة عشرة من عمره، يرتدي زيًا عسكريًا جديدًا، يصوب سلاحه إلى بطنها وهي حامل، إلى تعيينها بطريق الخطأ مندوبة أميركية "رسمية" في المؤتمر الدولي لدول عدم الانحياز.

بحسب مقدمتها للكتاب، تتذكر رادكليف المشاهد والروائح والفروق الدقيقة لشعب إيران وثقافته خلال الفترة المضطربة التي سبقت الثورة الإيرانية في عام 1979 وبعدها مباشرة. فترسم لوحة واضحة للوضع السياسي الحالي في إيران في سياق مفهوم وشخصي ومقنع. وكتابها هذا يجيب عن السؤال البلاغ الآتي: ألا يجب أن نتعرف على الناس قبل أن نقصفهم؟

الكتاب سرد بضمير المتكلم لأحداث سياسية وتاريخية في قلب الأصولية الإسلامية الحديثة، وهو ملائم للقراءة اليوم كما كان قبل ثلاثين عامًا. تقول رادكليف: "منذ وصولي أول مرة إلى طهران في عام 1978، أدركت تأثير الخميني بفضل أحد أنسبائي وقد انضم لاحقًا إلى طلاب آخرين استولوا على السفارة الأميركية، ثم واجهت غزو الميليشيات المحلية منزلي لتعتقل زوجي".

في عام 1977، تزوجت رادكليف من أحد مؤسسي الحركة الطلابية الإيرانية المناهضة للشاه في الولايات المتحدة واتسعت آفاقها السياسية. في عام 1978، رحلتها إلى طهران غيرت حياتها إلى الأبد. تقول: "اختبرت التوتر في أمة على وشك الثورة. عدت للمشاركة والتحذير؛ مع ذلك، قوبلت الانطباعات التحذيرية بعدم اهتمام مهذب".

تروي رادكليف: في عام 1979، بعد عشرين عامًا في المنفى، عاد زوجي إلى بلاده ومعه عشر حقائب سفر وأنا عروسته الأميركية. بعد ثلاث سنوات قصيرة، في عام 1982، هربنا مع ابننا الرضيع وحقيبة واحدة و500 دولار خطناها في حزام سرواله. خلال السنوات الفاصلة بين وصولي وهروبي، تعلمت الفارسية، وتعرفت على الثقافة، وشاهدت زوجي يُقتاد من منزلنا في منتصف الليل من قبل حراس محليين، وساعدت سراً النشطاء المناهضين للنظام".

تضيف: "حياتي في إيران كانت بعيدة عن الوجود الدنيوي لربة منزل وافدة. عدت إلى الولايات المتحدة في عام 1982 هربًا بصعوبة من السجن والإعدام الذي عانى منه أصدقاؤنا"، وتروي نهاية زواجها من زوجها الإيراني الذي توفي باكرًا.