عبدالاله مجيد من لندن: دعت دراسة جديدة الى وضع الشباب المصابين بحب الشباب تحت المراقبة الشديدة لأن المرض يمكن ان يدفعهم الى التفكير في الانتحار وان بعض العقاقير التي يستخدمونها قد تفاقم لديهم هذه النزعة الانتحارية.

وجاء في الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية ان بعض العقاقير مثل رواكيوريت Roaccurate أو آيسوترتينوين isotretinoin تقلل من خطر الانتحار عند بعض الشباب بتسحين مظهرهم ولكن آيسوترتينوين قد يسبب مثل هذا السلوك الانتحاري عند بعض المصابين الآخرين الذين يستخدمون هذا الدواء.
وتوصل باحثون في معهد كارولينسكا السويدي الى ان خطر الانتحار يتزايد في السنة التي تسبق وصف العقار للمريض وهم يرون ان هذا دليل واضح على ان الاصابة الحادة بحب الشباب تشكل بحد ذاتها مصدر خطر يهدد بدفع المصاب الى الانتحار. ولكن الدلائل ليست بالدرجة نفسها من الوضوح لدى تحديد دور العقاقير في نشوء هذه النزعة الانتحارية. وكتب أصحاب الدراسة ان بعض المرضى ، ربما اولئك الذين يأخذون آيسوترتينوين ، ممن قاموا بمحاولة الانتحار الاولى بالارتباط المباشر مع العقار ، من الجائز انهم فعلوا ذلك نتيجة انكشافهم لهذا الدواء. ولكن المرضى الذين لم يلاحظوا نتائج ايجابية للعلاج ربما شعروا باليأس والقنوط إزاء احتمال الاستمرار في العيش بوجود حب الشباب الذي يشوه مظهرهم.

وأضاف العلماء انهم لا يستبعدون ان المرضى الذين كانوا يتوقعون حدوث تغير في حياتهم بعد العلاج قد يصابون بخيبة أمل عميقة عندما لا تتحسن حياتهم الاجتماعية بعد ذلك.

ولكن الأهم بكثير ، كما يرى العلماء ، ان محاولات الانتحار يمكن ان تحدث بعد فترة طويلة على توقف العلاج. ولهذا السبب فان مراقبة الوضع النفسي للمصابين بحالة شديدة من حب الشباب واولئك الذين يستخدمون آيسوترتينوين ، يجب ان تكون جزء من عملية العلاج وان تستمر مراقبتهم سنة على الأقل بعد انتهاء العلاج.

نقلت صحيفة الغارديان عن الدكتورة ساره بيلي من جامعة باث البريطانية ان الدراسة بحث مهم يعزز الرأي القائل ان مرض حب الشباب بحد ذاته يمكن ان تكون له آثار نفسية بالغة. ولكن زيادة خطر الانتحار بالارتباط مع آيسوترتينوين قضية مثيرة للجدل لا تحلها هذه الدراسة. وهذا ما يعترف به أصحاب البحث أنفسهم.