تحويل القمامة الى طاقة خطة تريد المانيا الاستفادة منها من اجل دعم سياستها الداعية الى انتاج الطاقة من مصادر طبيعية مختلفة.

اعتدال سلامه من برلين: من يمر امام مجمع القمامة المركزي في مدينة غيلزنكريشن لا يلاحظ ما يثير الانتباه، لان ما يراه لا يختلف من حيث الشكل الخارجي عن اي مجمع اخر، الا ان المدينة تعتمد عليه من انتاج جزء لا بأس به من الطاقة التي تحتاجها. كما وان هذا المجمع يعتبر من اكبر مجمعات القمامة في اوروبا، ومن اكبر مخازن الطاقة من المواد الحيوية في المانيا. فالنفايات الحيوية فيه تعالج وتتخمر الامر الذي يمكن من توليد غازات حيوية يمكن الاستفادة منها في تشغيل محطات طاقة.

وتتم حاليا تغذية اكثر من 4000 منزل في غيلزنكيرشن بالطاقة الكهربائية المستمدة من هذا المجمع، لذا فهو يمثل ايضا اهم كتلة حيوية لمصدر الطاقة المتجددة الذي يعتمد على القمامة والنفايات واكثر اشكال هذه الطاقة فعالية. وسواء كان مصدر هذه الكتلة الفضلات او زيل المواشي ان نشارة الخشب او بقايا النباتات، يمكن لها ان تكون مصدرا للوقود والتدفئة والكهرباء.

ولكن ليست القمامة وحدها، وانما ايضا المواد الاولية المتجددة كالخسب والشمندر واللفت والقصب تعتبر كلها من مصادر الطاقة، عدا عن ذلك فن بقايا الخشب على سبيل المثال تشكل مصدرا ممتازا للطاقة، فلدى احتراقها تطلق كميات من غاز ثاني اكسيد الكربون لا تزيد عن الكمية التي كانت قد اختزنتها عندما كانت نباتا او شجرا، وعلى عكس النفط والغاز الطبيعي فان الكتلة الحيوية فقيرة بالغاز العادم الضار بالبيئة كما انها متوفرة بكثرة ولا تتأثر بعوامل الطبيعة من رياح ومناخ.

الا ان مصنع كليزنكيرشن لانتاج الطاقة من القمامة ليس جديد، فهو انشأ عام 2005، ومع تعاظم الحاجة الى مصادر الطاقة المتجددة، بدأ كما غيره من المصادر يشتهر، خاصة وانه يعتمد على مواد كان يتم التخلص منها من اجل حماية البيئة والطبيعة، ولقد ادى ذلك الى تزايد عدد المصانع الى ان وصل اليوم الى الف مصنع في كل انحاء المانيا انتجت العام الماضي عشرة مليار كيلوا ساعي من الكهرباء، بزيادة وصلت الى اربعة مليارات مقارنة مع عام 2008.

ولقد ادت قلة تكاليف هذا الطاقة من الكتل الحيوية الى زيادة نسبة مساهمتها في انتاج الكهرباء باستمرار، فحسب تقديرات وزارة البيئة الاتحادية تصل النسبة الى حوالي 20 في المائة من طاقة التدفئة في كل المانيا، خاصة بعد ارتفاع سعر الغاز الطبيعي ومحاولة من المانيا التقليل من اعتمادها على الغاز الذي تشتريه في الخارج، وبالاخص الغاز الاتي من روسيا عبر اوكرانيا.