ينادي فاعلون في الجزائر بتفجير quot;ثورة بيئيةquot; لوقف زحف التلوث وفوضى النفايات، ويرفض ناشطون وخبراء تحدثوا لـquot;إيلافquot; فكرة تظاهرات ظرفية كتوليفة quot;يوم بدون سياراتquot; لتحجيم رقعة التلويث الحاصل وما يفرزه من خسائر تربو عن المليارات.

كامل الشيرازي من الجزائر: يتصور quot;عز الدين بوعوامرquot; وهو مسؤول محلي للبيئة، أنّ كبح جماح التلوث لا ينبغي أن يقتصر على المناسباتية فحسب، بل من خلال إدماج مواطنيه في حماية المحيط من خلال ترسيخ ثقافة الفرز القبلي لمواجهة ظاهرة المفرغات الفوضوية المنتشرة هناك، بهذا الصدد، يشير بوعوامر إلى إمكانية تقسيم حاويات الأحياء إلى ثلاثة أصناف بحسب نوعية النفايات المنزلية، كأن تخصص الأولى إلى المواد العضوية (القابلة للتحلل الحيوي)، الثانية لمواد التغليف (القابلة للاسترجاع)، والثالثة لنفايات الزجاج والبلاستيك.


وتؤكد quot;لمياء كالةquot; أنّ الارتقاء بالمحيط المحلي، يمرّ من خلال تكفل أفضل بالنفايات المنزلية الآخذة في الارتفاع بمعدل 120.14 طن في اليوم حاليا في حين سيتضاعف تقريبا هذا الحجم إلى أكثر من 226 طن يوميا بحلول السنوات القادمة، بالتوازي مع تزايد عدد السكان، ما يقتضي بحسبها، إعادة تقسيم القطاعات الحضرية المعنية بجمع النفايات تبعا للمسلك والكثافة السكانية على درب فعالية أفضل وتغطية أشمل.


وفيما يتفق اساتذة على الشروع في تلقين طلبة الجامعات المبادئ الأساسية الخاصة بتأطير النظافة والأمن والبيئة على مستويات النجاعة والفعالية والصورة الترويجية، تدعو quot;سعاد بن جاب اللهquot; الوزيرة الجزائرية المنتدبة للبحث العلمي، الجامعيين إلى إعطاء الأولوية للبحث البيئي التطبيقي الذي يقدم حلولا لانشغالات واقعية متعلقة بحماية البيئة المحلية ضد مختلف عوامل التدهور التي تؤثر بدورها على التنمية المستدامة.


كما تلفت بن جاب الله إلى أنّ حماية البيئة قضية مشتركة تشمل الجميع، ما يستدعي بحسبها زيادة إسهامات المختصين والتقنيين في الميدان، مع إشراك أطراف أخرى فاعلة على غرار الجماعات المحلية والحركات الجمعوية والجامعة بشكل خاص بالنظر لكونها فضاءا لإنتاج الاقتراحات والحلول لسائر الانشغالات البيئية.


ويدعو الخبيران quot;مراد وضاحيquot; وquot;طاهر علاشquot; إلى تحسيس المتمدرسين وإكسابهم ثقافة بيئية، ناهيك عن نشر السلوك البيئي لديهم، ويحيل علاش على أهمية المشاركة في الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية قبل وضعها في أكياس موظفة للغرض، وتبدو أهمية الفرز الانتقائي بنظر علاش في استرجاع القمامات كالورق والكارتون وعلب البلاستيك ورسكلتها بطريقة سليمة، ومن ثمّ إعادة تصنيعها على نحو يمكّن استعمالها مجددا لأغراض أخرى.


من جهته، يسجل quot;إلياس غمغانيquot; أنّ التعاطي مع إشكالي التلوث والنفايات، يكون من خلال زرع وازع بيئي مستدام في المجتمع المحلي، وينادي غمغاني وهو رئيس بلدية دار البيضاء (ضاحية الجزائر الشرقية) للنسج على منوال نظام فرز النفايات المعمول به دوليا، ويهيب محدثنا بأرباب الوحدات الإنتاجية إلى الشروع في إنشاء خلايا تعنى بشواغل البيئة على مستوى جميع المؤسسات الاقتصادية بما فيها المجموعات العائلية والشبانية المصغرة.


بيد أنّ الخبير quot;أحمد ضيف اللهquot; يجزم أنّ تلك الخلايا لن يُكتب لها النجاح في الميدان، ما لم ترافقها منظومات إعلامية مشفوعة بنظم دائمة للرسكلة، علما أنّ كبرى الشركات الاقتصادية العالمية أصبحت تتحصل حاليا على شهادة المصادقة لنظام تسييرها لملف النظافة والأمن والبيئة على مستواها، ما يجعل من الرهان البيئي ثقافة تظهر تجلياتها للعيان، وتؤثر على الصورة الاقتصادية لأي مؤسسة.


في سياق متصل، يقارب الأستاذ quot;عبد الحميد خوجةquot; المسألة من زاوية مغايرة، حيث يتصور أنّ التحكّم في مشكلة النفايات الحضرية في الجزائر وما يتصل بها من مفرغات فوضوية مبعثرة، يظلّ مرهونا باستلام مراكز تقنية للردم ووضع مخطط التناسق الحضري، سيسمحان مثلما قال بالحماية البيئية والإيكولوجية واستكمال تهيئة الإقليم.